ما أكثر الأيادي الخفية التي تحرك واقعنا وتعبث في وجداننا ومشاعرنا وأيدلوجياتنا بلا ضوابط أو قواعد.. هل المقصود تسلية الشعب بالنكات والفوازير لحين موعد الترشح الرياسي، أم هو فراغ فكري وعدم وضوح رؤية ؟، أم ماذا؟ إن الذي يحدث علي الساحة السياسية يثير الكثير من الجدل والتساؤلات؟ في الفترة الأخيرة ظهرت بعض المصطلحات والمسميات اللغوية التي انتشرت في حياتنا مثلما تنتشر النار في الهشيم من هذه المسميات ما أطلق عليه الرئيس التوافقي ولا اعرف من الذي أطلق هذا اللقب علي الرئيس القادم؟.. حتي تهب عاصفة كلامية من كل مرشحي الرياسة ضد هذا الرئيس التوافقي الافتراضي الذي لم يرشح نفسه حتي الآن ! لا وجود لهذا الرئيس ولا وجود لبرامج رياسية حتي نتعرف عليه وعلي برنامجه السياسي ! كل ما وصل إلي أسماعنا نكات ساخرة ورسومات كاريكاتيرية موجعة !! بحثت في قواميس الدول عن معني لقب الرئيس التوافقي ولم أجد شيئا محددا أو لقبا سياسيا بهذا المنصب وضاع الهدف والمعني للمشكلة الحقيقة التي نعيشها اليوم وهي البحث عن رئيس دوله؟ يحقق لنا أحلامنا، ويستطيع أن يقود السفينة المحملة بكل هذه الأطنان من المشاكل والصعاب إلي بر الأمان، رئيس يعرف قيمة هذا البلد وليس لقبا أو اسما تتقاذفه الأوساط السياسية والإعلامية بالنكات والضحكات حالنا ووضعنا الحالي لم يعد يحتمل السخرية، لأننا في الواقع في مركب واحد !! والمركب مازالت تسير بدون رئيس وكلنا بالتأكيد نخشي عليها من الغرق . في التاريخ القديم أرسي أرسطو مبدأ "السياسة التوافقية التي تعني بالإنجليزيةConciliatory وهي السياسة المنتمية إلي الوسطية عوضا عن مبدأ التطرف سواء في الثراء الشديد أو الفقر أو المصالح الخاصة لأفراد أو مجموعات أو طغاة، وهو برنامج سياسي وليس لقبا أو صفة وهذا البرنامج يمكن أن ينفذه أي رئيس دولة تتعدد فيها الأحزاب والاتجاهات السياسية بمعني هي سياسة وبرنامج عمل وليس وظيفة يمكن أن تطلق علي رئيس دولة أو صفه لحكومة ما.. السياسة التوافقية برنامج عمل يقتضي التوصل إلي مبدأ الوسطية في الحكم وهذا هو ما نادي به الإسلام وهذه الوسطية يمكن أن تنفذ وفقا للنظام الذي تحكم به البلاد إذا كان نظاما رياسيا أو برلمانيا إنما الرئيس التوافقي الذي أثار الجدل ولم يفهم رجل الشارع منه شيئا غير الضحك والسخرية غير موجود علي الخريطة السياسية.