يبدو أن أحداث العنف والمظاهرات فقدت تأثيرها السلبي علي سوق المال، فاكتسبت مناعة خاصة من كثرة الأحداث السلبية التي مرت عليها طوال العام الماضي. وواصلت المؤشرات ارتفاعها بشكل واضح واستمر حجم التداول عند مستوي يتراوح بين 400 و500 مليون جنيه طوال الأسبوع. يقول رئيس مجلس إلادارة شركة الاوائل لإدارة المحافظ وائل عنبة أن هناك ما يسمي بدورة مشاعر المستثمرين والتي تتحول من اليأس والاستسلام إلي الأمل في الصعود، وهي المرحلة التي تمر بالسوق حاليا، ومن مميزات هذه المرحلة أن تأثير الأخبار السلبية يصبح محدودا جدا لا يتخطي الجلسة الواحدة علي أقصي تقدير. أوضح عنبة أن سيولة نقدية كبيرة دخلت السوق خلال شهر يناير الماضي والدليل علي ذلك ارتفاع متوسط حجم التداول من مليون جنيه يوميا إلي 500 مليون، وهو ما ساعد السوق علي التصحيح وإعادة الصعود خلال نفس الجلسة. وأضاف أن صعود قطاع الاتصالات كان له دور بارز في قيادة مؤشرات البورصة للصمود أمام أحداث وزارة الداخلية والانفلات الأمني التي حدثت خلال الأسبوع الماضي، خاصة أن القطاع يمثل حوالي 25٪ من وزن السوق. ويتفق معه رئيس قسم التسويق في شركة الحرية لتداول الأوراق المالية توني كمال في التأثير الإيجابي للسيولة المالية التي دخلت السوق خلال الأسابيع الماضية دون الخوف من جني الأرباح أو من الأحداث السياسية والتي تدعو إلي الدخول في اعتصام مفتوح اليوم ، وذلك يدل علي أن عمليات الشراء الآن الهدف منها الاستثمار طويل الأجل وليس المضاربة. وقال توني أن ما يؤكد هذه النظرية أن عمليات الشراء كانت انتقائية خلال الأسبوع الماضي بشكل واضح وفي الأسهم القائدة التي أصبحت قيمتها السوقية أقل كثيرا من قيمتها الحقيقية. ويتوقع خليفة استمرار اتجاه السوق الصاعد خلال الفترة القادمة حتي إذا تخلل هذه الفترة عمليات جني أرباح بل سيكون أي نزول في الاسعار مرة أخري هو فرصة جيدة لإعادة تجميع السوق استعدادا للصعود. أما عن الأسباب الفنية لصعود السوق فيقول إيهاب سعيد أن مؤشر إي جي إكس 30 كان مدعوما بالاداء الإيجابي لغالبية الأسهم القيادية وبشكل خاص سهما أوراسكوم للاتصالات والمصرية لخدمات التليفون المحمول، فيما مال اداء بقية الأسهم إلي التحرك العرضي المائل للصعود كسهمي أوراسكوم للانشاء والصناعة واوراسكوم تيليكوم والبنك التجاري الدولي. وكان اسوأهم علي الاطلاق هو المجموعة المالية هيرميس القابضة والذي فشل في الثبات علي مستوي 21 جنيها ليعاود تراجعه بشكل حاد في اتجاه مستوي الدعم السابق 11جنيها عقب الإعلان عن منع الرئيس التنفيذي للشركة ياسر الملواني من السفر وهو الاجراء الاحترازي الذي كان له أثراً سلبيا علي السهم.