محمود صلاح في نهاية كل حفلة من حفلات صديقتي الجميلة فيروة »سفيرة لبنان إلي القمر«. لابد أن تنهي الحفلة بأغنية واحدة جميلة ومؤثرة.تخاطب فيروز جمهورها في هذه الأغنية قائلة: »يا جماعة صار لازم أودعكم«. وتقول الجميلة فيروز في الأغنية. ان الموسيقيين توقفوا عن العزف. وحملوا آلاتهم الموسيقية ورحلوا. وانها هي الأخري قبل أن ترحل حاملة صوتها تريد أن تقول للناس كلمة!وتقول فيروز إنها طوال عمرها قد غنت في كل مكان. وغنت من أجل كل شيء في الدنيا. لكنها حتي الآن لم تفصح عن كل ما في قلبها! والمعني واضح ومؤلم!سيظل دائما في القلب. وفي النفس. وفي الوجدان. شيء أو أشياء. لا تظهر علانية مهما أراد الإنسان. سيظل دائما في القلب سر. كلمات مجهولة تقبع هناك مثل جنين مكتوب عليه ألا يولد في هذه الحياة! عن نفسي أعترف.. رغم كل الذي قلته علي لساني طوال حياتي. ورغم كل ما كتبته. منذ تعلمت الكتابة. أعترف بأنه مازال في قلبي الكثير الذي لم يخرج علي لساني. ولم يصل إلي دواة الحبر. التي أغمس فيها قلمي! متأكد أنا من انني لم أقل »كل شيء«. لكني لا أعرف. هل حدث ذلك لأنني لم أجرؤ.. أو لأني لم أستطع. وكنت وأنا طفل أسمع »ستي« عندما تفصح علانية عن شكوي في نفسها ظلت طويلا.. تقول: خد من قلبي و»صر«! وكأني مازالت في قلبي »صرة ستي«. معان وكلمات. لم تولد. رغم انه قد حان موعد ولادتها! . ما أكثر ما تمنيته مثلا ان أقول لأحد. أحبك. . لكن خوفي وضعفي أصابني بالخرس! وكم تمنيت.. أن أصرخ: لا! لكن »القوة الغشيمة« كانت تدهسني وتخرس لساني! وحتي في المرات القليلة التي همست فيها بكلمة »لا« دفعت الثمن غاليا. ولم يرحمن أحد! و»كل دموعي«.. لم تسقط من عيني بعد! بكيت كثيرا في حياتي.. من أجل أي إنسان ضعيف. أي مظلوم. أو بلا حول ولا قوة. بكيت لمن ابتلوا بالمرض أو بالزمن. رغم انني عشت في المستشفيات وغرف الانعاش وحجرات الجراحة أكثر من كثير منهم! . لكن.. لا »كل الدموع« نزلت.. ولا »كل الكلمات« كتبت.. ومازلت.. .»خايف أقول اللي في قلبي«!