أثار الخلاف القائم حول قضية نشاط المنظمات المدنية الأمريكية التي تعمل بدون ترخيص في مصر اهتماما في الأوساط المتابعة للعلاقات المصرية الأمريكية ووصفت وكالة بلومبرج الإعلامية الخلاف الحالي بأنه أخطر خلاف نشأ بين القاهرةوواشنطن منذ 4 عقود وأنه أبرز مدي انكماش النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط. ويري أرون دافيد ميلر الذي يعمل كخبير بمعهد ويلسون السياسي والذي شارك في محادثات السلام في عهد الرئيس السابق كلينتون ان ما اثاره الخلاف من أقاويل بشأن المساعدات الأمريكية لمصر قد يفقد واشنطن ما تتمتع به من علاقات حميمة مع أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط. وقال ميلر: ان قيام مصر بتقديم عدد من الأمريكيين ومن بينهم ابن وزير النقل الأمريكي للمحاكمة يعني ان النفوذ الأمريكي قد تراجع وأن الخوف أو الاحترام أو الإعجاب الذي كانت الولاياتالمتحدة تحظي به في المنطقة قد تلاشي. ويري ميلر ان المشكلة تكمن في أن القيادات المصرية لم تعد تخشي قطع المساعدات الأمريكية بل هي مستعدة للتصرف بدون هذه المساعدات بل هي مستعدة أيضا لتحدي واشنطن لتنفيذ ما تهدد به. ويقول أيضا: إن القيادة المصرية تعتقد وقد يكون ذلك صحيحا أم خطأ ان العلاقات المصرية الأمريكية تهم الولاياتالمتحدة أكثر من اهميتها بالنسبة لمصر. ويتفق جيفري مارتيني وهو باحث بمؤسسة راند للبحوث السياسية مع ميلر ويقول: ان المسئولين عن الحكم في مصر يعتقدون ان لديهم اليد العليا في موضوع المساعدات الأمريكية. ويستشهد مارتيني في هذا الشأن بما ورد في تقرير مصري بعنوان »طلب المساعدات العسكرية لمصر« عن عام 0102.. وقد ورد بالتقرير بعض المكاسب التي حصلت عليها الولاياتالمتحدة نتيجة لعلاقاتها مع مصر.. ومن هذه المكاسب حصول الولاياتالمتحدة آلاف المرات علي التصريح لطائراتها بعبور المجال الجوي المصري للقيام بعمليات في أفغانستان والعراق.. إلي جانب تقديم المساعدة في العديد من العمليات الأمريكية ومنها حرب الخليج في عامي 0991 و1991 وكذلك تسهيل عبور السفن الحربية الأمريكية في قناة السويس. ويقول الخبير الأمريكي: ان مصر لا تري ان المساعدات الأمريكية هدية حيث ان واشنطن استفادت كثيرا من علاقاتها مع مصر في السنوات الأخيرة. ونظرا لما اثاره قرار تقديم بعض أعضاء في المؤسسات الأمريكية للتحقيق بتهمة ممارسة أعمال غير مشروعة من ضجة في أوساط الكونجرس الأمريكي فقد بادر السناتور الجمهوري جون ماكين بالإعلان بأنه سيقوم بصحبة وفد من الكونجرس بزيارة القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة. وبالمناسبة فإن السناتور ماكين العضو بلجنة الشئون العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي هو أيضا رئيس المعهد الجمهوري وهو في مقدمة المؤسسات التي ستقدم للمحاكمة. ومن جهة أخري استغل بعض أعضاء الكونجرس هذا الخلاف للصيد في الماء العكر وفي تقديم فروض الطاعة والولاء لإسرائيل حيث صرح النائب الديمقراطي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في حديث مع شبكة بلومبرج الإخبارية بأن الإدارة الأمريكية لابد لها أن تتشاور مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قبل أن تتخد أي قرار بتخفيض المساعدات لمصر.. وما إذا كان هذا القرار سيكون له عواقب وخيمة علي السلام فيما بين مصر وإسرائيل. واستطرد يقول: ان المساعدات الخارجية الأمريكية يجب أن يتم تحديدها بما يخدم مصالح الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل.