8 ملايين معاق في مصر مازالوا يمثلون مأساة بكل معاني الكلمة سواء للمجتمع أو للأسرالتي يوجد بها مثل هذه النوعية من المعاقين ، ولم نهييء المجتمع حتي الآن لكيفية الاستفادة منهم ولم نهيئه لكي يتقبلهم بشكل حضاري مثلما تفعل بقية دول العالم المحترمة وهذا الرقم الضخم اقل مما قدرته منظمة الصحة العالمية لعدد المعاقين في مصر مازلنا حتي الآن نخلق معاناة ل 8 ملايين أسرة علي الأقل تقوم برعاية هذا المعاق الذي لديها سواء كان معاقا سمعيا أو بصريا أو جسديا أو ذهنيا حيث يضطر مايوازي هذا العدد من أفراد المجتمع بالتفرغ بنسبة كبيرة لرعاية هؤلاء المعاقين فمعظمهم لايستطيع أن يسير وحده بالشارع مثل بقية الأفراد الأسوياء ولايستطيع أن يسير علي الرصيف في حارات مخصصة لهم بعد أن اختفي هذا الرصيف حتي للأسوياء من كثرة الإشغالات التي عليه دون أن تتحرك الأجهزة المحلية لإزالة مثل هذه الإشغالات.. كما أن الرصيف نفسه لم يصمم لإتاحة الفرصة لمثل هؤلاء المعاقين أن يسيروا عليه مثلما هو حادث في الخارج ولايستطيع من يملك سيارة مجهزة منهم أن يضع سيارته في مكان مخصص لهم مثلما يحدث في الخارج بعد أن أصبح الاسوياء أيضا لايجدون موطئ قدم لسياراتهم . لم يتمتعوا بتأمين صحي شامل كما يحدث في الخارج خاصة أن احتياجاتهم للعلاج أكثر من الأسوياء. حتي أن القانون الذي يلزم كل منشأة يزيد ويصل عدد العاملين بها علي 50 بأن تقوم بتعيين 5٪ من هذا العدد الذي لديها من المعاقين حتي لايتحولوا إلي طاقة معطلة لايستفاد بها لايتم تنفيذه ، وقد ضربت معظم المؤسسات بهذا به عرض الحائط لأن الغرامة فيه لمن لم يلتزم بتنفيذه 100 جنيه! وقد يخرج الكثير من هؤلاء المعاقين للشارع ويتوهون في الزحام ويتم استغلالهم أسوأ استغلال خاصة النساء والفتيات منهم 0 أما في الخارج فنظرة المجتمعات الأوروبية علي سبيل المثال للمعاقين تختلف تماما عن نظرتنا نحن فقد أعدوا كل شئ في المجتمع لخدمة هذه الفئة مع أن النسبة عندهم أقل نظرا لعدم انتشار ظاهرة الزواج بالأقارب والتي تعمل علي زيادة مثل هذه النسبة أعدوا الرصيف لكي يخصص فيه مكان يسير فيه المعاقين بسهولة 00وصمموا الارصفة لكي يهبط من عليها المعاق أيا كان نوعه إلي نهر الشارع عند الأماكن المخصصة لعبور المشاة دون أي مشاكل ودون الحاجة للمساعدة من أحد صمموا إشارات المرور لكي يستغلها المعاق خاصة المعاق بصريا لكي يعرف مكان إشارة المرور ويضغط عليها لكي يعبر نهر الطريق وأن يعرف ما إذا كانت الإشارة تسمح له بالمرور في نهر الشارع أما لا ودون مساعدة من أحد صمموا كل مكان في المحلات التجارية والمطارات والمستشفيات والمدارس والجامعات وكل الأبنية لكي يرتادها المعاقون دون أي مشاكل أما في وسائل المواصلات فحدث ولاحرج. أما في مجال الاستفادة بهم كطاقة منتجة فقد قطعوا في ذلك شوطا كبيرا وقد سعدت في الأسبوع الماضي وأنا أزور مثل هذه المؤسسات في مدينية أولم بجنوب ألمانيا والتي تخصصت في تدريب المعاقين ذهنيا الموجودين في سن العمل لكي ينتجوا منتجات ترسلها لهم كبري الشركات الصناعية الألمانية كمواد خام ويقوم هؤلاء المعاقين بعد تدريبهم بتركيب مثل هذه الخامات مع بعضها أو التعامل بها من الناحية الفنية طبقا لقدرات كل فرد الذهنية وأنشأوا لهؤلاء المعاقون مدينة لهم في نفس المكان يقيمون فيها تحت رعاية وإشراف المتخصصين ويتواجد معهم متخصصون نفسيون وتربويون وأطباء لرعاية الرعايتهم الكاملة وهذه المؤسسة تحصل من الشركات الصناعية علي عائد مادي من جراء أعمال هؤلاء المعاقين ذهنيا والتي ينجزونها لصالح هذه الشركات والطريف أن كثيرا من هذه الشركات تقوم بدفع 200 يورو شهريا أي مايوازي 1400 جنيه لهذه المؤسسة كدعم يوازي نسبة ماكان يجب علي هذه الشركات أن توظفه من هؤلاء المعاقين بها نظرا لأن وجودهم في هذه المؤسسة أصبح افضل00 وينتجون بشكل جيد 00ويتم توظيف طاقاتهم بما يتفق وقدراتهم العقلية 0 فهل آن الأوان أن نفعل في مصر مثلما تفعل ألمانيا علي سبيل المثال مع هؤلاء المعاقين وأن نقيم لهم مدنا في أماكن بعيدة يقيمون فيها إقامة كاملة وينفق عليها أصحاب الشركات التي كان يجب عليها أن توفر وظائف لمثل هؤلاء المعاقين وأن تساهم في ذلك ايضا مؤسسات المجتمع المدني حتي نستفيد بشكل حقيقي من 8 ملايين معاق ونحولهم إلي طاقة منتجة ونخفف في نفس الوقت الضغط الشديد من علي الأسر التي بها مثل هذه النوعيات من المعاقين حتي تتفرغ هي أيضا للمشاركة المجتمعية بشكل جيد اللهم بلغت اللهم فاشهد.