اعلن مدير المخابرات الامريكية دنيس بلير استقالته من منصبه أمس، في اول استقالة في صفوف كبار مسئولي ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وذلك بعد سلسلة اخطاء سجلت لدي هذه الاجهزة وتوترات داخلية. وقال بلير الذي ينسق عمل 16 وكالة حكومية تضم حوالي 200 الف شخص وتبلغ موازنتها 75 مليار دولار في بيان "لقد ابلغت الرئيس بكل اسف انني سأستقيل من منصبي كمدير للمخابرات. واضاف "لم يكن لدي شرف او سعادة اعظم من ادارة عمل الرجال والنساء الوطنيين والموهوبين جدا في اجهزة المخابرات". وتابع "لقد عملتم يوميا بدون كلل لتامين الدعم المخابراتي لحربين ولمنع هجوم علي وطننا". واصدر الرئيس الامريكي باراك اوباما بيانا اشاد فيه "باداء بلير اللافت" مؤكدا ان مدير المخابرات انجز مهمته علي راس المخابرات الامركية "بكل نزاهة وفاعلية" مشيدا "بوطنيته". لكن شائعات كثيرة سرت في الاشهر الماضية اشارت الي ان الاميرال المتقاعد بلير قد يكون فقد ثقة البيت الابيض. وقال مسؤول في الادارة الامريكية رافضا الكشف عن اسمه انه تم اختيار "عدة مرشحين اقوياء" لكي يتولي احدهم هذا المنصب خلفا له. وتاتي استقالة بلير اثر فترة اضطراب شديد شهدتها اجهزة المخابرات الامريكية لا سيما بعد عملية القتل في فورت هود في تكساس في نوفمبر والاعتداءين اللذين تم احباطهما علي متن طائرة في يوم عيد الميلاد وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك في 1 مايو. وقد تم تسيلط الضوء علي خلل خطير في عمل اجهزة الاستخبارات الاميركية في تقرير نشر حول محاولة الاعتداء في يوم عيد الميلاد. فقد اعتبرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان "ثغرات منهجية" اتاحت للمشتبه به في هذه القضية الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب ان يستقل الطائرة ثم ان يحاول استخدام المتفجرات. وانتقد البيت الابيض انذاك بشدة عمل وكالات الاستخبارات مستهجنا النقص في عملية التدقيق في المعلومات وسوء الاتصالات بين مختلف الاجهزة. وقبل هذه القضية فان اطلاق النار الذي ارتكبه عنصر من سلاح البر في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس في نوفمبر والذي ادي الي سقوط 13 قتيلا اثار انذاك انتقادات ايضا لاجهزة الاستخبارات. واخذ علي اجهزة الاستخبارات الامريكية عدم تمكنها من رصد المؤشرات علي اتجاهه لارتكاب هذا العمل في الوقت المناسب لا سيما وان منفذ عملية القتل الجماعي هذه كان علي اتصال مع امام اسلامي متطرف. والي جانب الاخفاقات الاخيرة لاجهزة الاستخبارات الامريكية فان استقالة بلير يمكن ان تثير نقاشا حول اسس خلق هذا المنصب الذي تم في العام 2004 بعد فشل الاجهزة في قضية اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها في العراق. وخلق هذا المنصب لكي تكون هناك ادارة موحدة وقوية لبيروقراطية واسعة جدا ولضمان التنسيق بين الاجهزة التي كانت تتنافس في ما بينها في بعض الاحيان، لكن في المقابل فان مدير هذه الاستخبارات لم يحظ ابدا بسلطة مباشرة علي الاعضاء ولا علي موازنة مختلف الاجهزة ولا علي مهمات التجسس التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. واستهجن عدة اعضاء جمهوريين في الكونجرس استقالة بلير منتقدين ادارة اوباما في مجال معالجتها شؤون الامن القومي. وقال السناتور الجمهوري كيت بوند لشبكة "سي ان ان" ان "مدير الاستخبارات الامريكية لم يحظ ابدا بالسلطة او الدعم اللازمين لدفع الامور قدما" مشيرا الي ان "حروبا داخلية" كانت وراء قرار بلير الاستقالة.