كشف توغل قوات كينيا في الصومال الشهر الماضي الغطاء كما يقول الصوماليون عن اطماعها لضم اجزاء من اراضي الصومال وان كينيا وقفت الي جانب الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية عام 1991 بحثا عن مصالحها. الاستراتيجية الكينية في الصومال تقوم علي محورين: الاول محاولة كينيا ضم اقليمي "جوباالجنوبية والوسطي" لاراضيها لما بها من ثروات طبيعية كثيرة واراض خصبة للزراعة. ولا تزال كينيا تواصل عبثها بأمن واستقرار الصومال فتقوم بحملات عسكرية ضد الاراضي الصومالية وتقصفها باستمرار دون ان تقض ضرباتها العسكرية مضاجع حركة الشباب - " وهي جماعة اسلامية متشددة شكلت خلال تفتيت اتحاد المحاكم الاسلامية التي تسيطر علي غالبية جنوب الصومال من العقد الماضي " - التي تتخذها كينيا مبرر غزوها للتراب الصومالي. الثاني قيام كينيا بنشر ثقافتها في اقليمجنوب غرب الصومال لهدم الثقافة ومحو الهوية الصومالية في منطقة القرن الافريقي.
وتري مجلة الايكونوميست البريطانية ان تبرير كينيا لغزو الصومال بهدف ملاحقة عناصر ميليشيا الشباب والجهاديين الذين ينفذون عمليات ارهابية داخل الاراضي الكينية هي مبررات واهية، كما تري ان التورط العسكري خارج الاراضي الكينية قد يكلف كينيا العديد من الخسائر. ويؤكد المحللون السياسيون ان التوغل الكيني في الصومال ستظهر عواقبه علي مستقبل كلا البلدين، وستجلب ضررا للاقتصاد الكيني. خاصة ان كينيا بينها وبين الصومال تجارة صادرات وواردات. كما ان هناك عددا كبيرا من التجار الصوماليين يساهموا في نمو الاقتصاد الكيني، ويتوقع المحللون ان يكون هؤلاء التجار »لوبي« اقتصاديا له وزنه وثقله السياسي. وقد هددت حركة الشباب بالقيام بهجمات انتقامية، لمواجهة القصف الكيني للصومال. وردا علي ذلك قامت الحكومة الكينية باطلاق حملة ضخمة في المناطق ذات الاغلبية العرقية الصومالية التي تهدف لطرد مؤيدي حركة الشباب. علي الرغم من ان الشرطة واجهزة الأمن اظهرت معظمها ضبط النفس واتهمت القادة المحللين في المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية باستخدام القوة العسكرية المفرطة. ولا تزال هناك مخاوف من ان تؤدي الحملة الوحشية علي الصوماليين في كينيا إلي عواقب وخيمة علي العلاقات بين الطوائف والتماسك والانسجام المجتمعي فيما بينهم، مما يشعل أعمال عنف عرقية واسعة النطاق.