تلقيت عقب نشر مقال الاسبوع الماضي تحت عنوان "منصور حسن رئيسا توافقيا لمصر"، اتصالا تليفونيا من سيادته شاكرا لي تلك المبادرة، وباسلوبه المهذب، اكد انه لم ولن يتأخر يوما عن اداء واجبه الوطني، وانه اعلن من قبل انه لن يزاحم المرشحين الحاليين للرئاسة، وخاصة انهم علي اختلاف توجهاتهم وطنيون شرفاء، ومنهم من هو قادر علي ادارة شئون البلاد، ولكنه ترك الباب مفتوحا فيما إذا ما نادته القوي الوطنية المصرية من احزاب وجماعات دينية او ليبرالية ثورية علي اختلاف اتجاهاتها وتوجهاتها، لتحمل المسئولية في هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر، فانه لابد ان يلبي نداء الوطن، وألا يصبح خائنا ومتخاذلا عن نصرة وطنه في مرحلة تحتاج لكل يد تبني للنهوض بهذه الأمة. علي الصعيد الآخر، فقد فأجأني موقعي علي الفيس بوك والتويتر بسيل من ردود الافعال لهذا الطرح من نخبة وشرفاء هذا البلد شبابا وشيوخا رجالا ونساء مثقفين وعلماء واعلاميين وصل عدة الاف من المشاركين، ناهيك عن الاتصالات التليفونية من الاصدقاء بالداخل والخارج بين مؤيد ومتردد ومعارض، سوف اذكر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر د. ابراهيم حميد "الدنمارك"، د. محمود سليمان "فنلندا"، د. محمد زهران "لندن"، والدكاترة مجدي يونس واحمد اصلان وعبد الفتاح سليم وعادل خطاب وخليل الحلفاوي ود. شهيرة عبد الهادي ود. داليا سليم من مصر ممثلين لتيارات سياسية مختلفة، والاستاذة لبني نجم مرشحة الشوري، ومن الصحفيين الاستاذان خالد النجار "الأخبار" وعلي جاد "الاهرام". الحقيقة انه بالمراجعة الاحصائية للمؤيدين والمعارضين وجدت انه فيما لايقل عن70٪ قد ايدوا وجود الرجل علي قمة السلطة في مصر، واثنوا ثناء حميدا علي هذ الطرح، واكدوا معرفتهم بتاريخ الرجل ووطنيته، وان مهمة بناء الدولة المصرية تعتبر انتحارية في هذا الوقت الحرج، وانه الاقدرعلي الوصول بمصر لبر الامان، لايمانه العميق بالدولة الحديثة الديمقراطية، بالاضافة انه واجهة مشرفة لتمثيل مصر في المحافل الدولية.. اما ال30 ٪ الاخري فتراوحت رؤاهم بين المتردد، لعدم معرفته الكافية بالرجل وبرنامجه، والمعارض، تمثلت رؤي اشد المعارضين كما جاء برسائل د. مجدي يونس "المنوفية"، ود. ابراهيم حميد "الدنمارك".. انه مع تقديرهم واحترامهم العميق للرجل ووطنيته، الا انه ليس رجل المرحلة القادمة، وان سنن الكون هي التغيير، وان مصر ولادة وتأبي الا تعيش في جلباب عبد الناصر والسادات ومبارك؛ واختتم د. يونس رؤيته: وليكن اختيارنا لرجل يتعامل مع معطيات المرحلة القادمة، بعقلية الحاضر والمستقبل، ولا يكون تزكيته علي اساس تاريخه.. ومعارض اخر مستعارالاسم، ماذا ننتظر من الشخصيات المرشحة الحاليين للرئاسة من اعضاء المجلس الاستشاري؟ انه لو كان بهم خيرا ما وصل حال مصر الي ما هي عليه الآن وماذا ننتظر من مجلس عينه العسكر ليستتروا خلفه.. (وجهات نظر تحترم).. اما البعض فيري ان الرجل يتمتع بتاريخ متميز وأن مكانه رئاسة مجلس الشوري القادم؛ ليثري العمل البرلماني في مصر ويعيد لهذا المجلس هيبته واحترامه. والحقيقة انني لا اجد حرجا في عرض وجهات النظر المعارضة قبل المؤيدة لايماني التام أن منهجنا الأمين، ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وانني لست هنا في مجال الرد علي المخالفين لطرحي بترشيح منصور حسن كرئيس توافقي؛ وانني لاقتناعي التام بمبدأ ان في اختلافهم رحمة، ولأؤكد ايضا اننا جميعا متفقون علي حب مصر؛ وان خالص اعمالنا، تقوي الله ومصلحة الوطن وان الطرح سيظل قائما لنري موقف القوي السياسية احزابا وجماعات ومؤسسات وافراد ومنظمات المجتمع المدني.. إلخ.