الحقيقة والتي نأسف لها جميعا هي حجم هوس العنف الذي اصاب المصريين خلال الشهرين الماضيين - منذ جمعة السلمي - فلا تمر فترة وجيزة نشعر فيها بنوع من الاستقرار والامان إلا ويخرج علينا مهاويس الطابور الخامس من ورثة النظام السابق وبعض التنظيمات القديمة والجديدة والمتجددة، والتي لها محرضين بالخارج يسعون لتحجيم مصر، متخذين صبية يتسولون في الشوارع، من ضحايا النظام البائد، ليحولوا حرفتهم، إلي ملقين للحجارة وللمولوتوف، ليجعلوا شوارعنا ومياديننا محارق وأوكارا للعابثين، بسيناريوهات معدة مسبقا، حتي طالت الجيش المصري. وبمرور الوقت يتنامي استخدام هؤلاء الصبية، وتتفجر مواجهة الثآر لقتلاهم وجرحاهم، وتبدأ مواجهتهم مع رجال الجيش والشرطة، ليصطدم ابناء الشعب في معارك صنعها المغرضون، في ظل تهويل إعلامي، فاقد لثقافة الانتماء للامة المصرية، فتتحول مصر الي محرقة كبري لكل ماهو نفيس وغال، انتهي منذ ايام باغتيال المجمع العلمي المصري، فاحترق معه قلب مصر! والحقيقة المرة والغريبة، أن أهل الفكر والكلام من مجتمع النخبة، ضيوف بعض الفضائيات، من مفكرين ومثقفين وسياسيين واعلاميين، رغم إدراكهم الاخطار المحيطة ببلدهم، نجدهم يتصدرون المشهد ولايتورعون، في الكشف وبسفور عن وجوههم القبيحة والمتبجحة، معتبرين ما اقترفه صبية الحجارة والمولوتوف من دمار وخراب، هو تجديد لدم الثورة، والثوار وثورتهم منهم براء. لهذا فرسالتي الاولي لطابور مصر الخامس، والمخطط والمحرك لسيناريو الفتنة والوقيعة بين جيش مصر وثوارها من ابناء مصر الشرفاء، أنهم لن ينالوا من رباط هذه الامة، بالرغم مما حدث في قصر العيني ومحمد محمود وماسبيرو، وانهم يحرثون في بحرمن الظلمات، مصيرهم الغرق في لجته، ولعنة الله والشعب والتاريخ سوف تحل عليهم بإذن الله.. أما رسالتي الثانية، فهي للثوار الشرفاء، الذين غيروا معالم التاريخ المصري بثورتهم علي مماليك مصر الحديثة، ان يحتضنوا الفتية والصبية، والشباب المغرر بهم، ويلقنوهم دروسا في الوطنية وكيفية الحفاظ علي ثورتهم، حتي لايفقد الشعب ثقته في ثواره.. ورسالتي للمجلس الاستشاري ورئيسه المحترم منصور حسن، استبشرنا بكم خيرا، ولكن معظم اعضائك، سقطوا في الاختبار الاول، فمنهم من استقال ومنهم من علق عضويته، فلماذا الاستمرار؟! ورسالتي الاخيرة للمجلس العسكري، ألم يحن الوقت للتوقف عن عدم الحسم والتباطؤ في اتخاذ القرارات، والتعجيل بالاعلان وبشفافية عن المؤامرات الخارجية، التي يعلن عنها من آن لآخر، كي نضع النقاط فوق الحروف ويتبين للامة الحقائق كاملة ، واعلموا ان القابض علي الحكم اليوم كالقابض علي جمر، وانكم تنتظرون بصبر ايوب ذلك اليوم الذي فيه تسلمون ادارة البلاد لسلطة مدنية منتخبة، علي طريق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، فسيروا علي بركة الله والله الموفق.