هو بالضبط ما تحلم به عصابة المخلوع وبقايا نظامه التي تحتفل الان بالكريسماس في مزرعة طره! ها هو الليبرالي والثائر في رأي بعض التيارات السياسية عميل وينفذ اجندات خارجية ويتلقي تمويلات بالدولار واليورو دون أدني دليل! وهاهو التيار الاسلامي خائن من وجهة نظر الليبراليين فقد باعوهم في اول محطة وتركوهم وحدهم في الميدان والتصقوا بصناديق الانتخابات ولم يبرحوها! وهاهو السلفي يري الاخواني انتهازياً لايري سوي مصلحته، وفي الجانب الآخر ينظر الاخواني الي السلفي علي أنه قليل الخبرة .. وهاهو ميدان العباسية يرتاده من يصفون ثوار التحرير ظلما بأبشع الاوصاف بل يحرضون الجميع ضدهم، حتي الميدان ذاته خرجت منه حركة رافضة لما يحدث بين جنباته رافعين شعار »العباسية مش تكية«! تراشق بالاتهامات لاحدود له أخاف معه ان تتلاشي روح ميدان التحرير التي كانت تسري في عروق الجميع بعيدا عن خطه شيطانية تنفذها سلالة المونولوجست إياه وسط هرتلة لاحدود لها.. ألم يتحرك ضمير أي مسئول لوقف مهزلة علاج المصابين من الثوار بالمستشفيات والتي لايمكن السكوت عليها.. لقد أصابني مشهد مصابه من الثوار بالحزن والحسرة وهي فوق سرير مستشفي سيد جلال مربوطة بالكلابشات في احد اعمدة السرير رغم اعتراض مدير المستشفي علي تلك الاجراءات الامنية الظالمة ! ربما تكون متهمة وعلي ذمة التحقيق لكن التعامل معها وكأنها جاسوسة او عضوة خطيرة في احدي العصابات غير مقبول بالمرة. ومع تلك الصورة المخزية عادت الي ذهني صورة المخلوع والطائرة الهليوكبتر تأتي به مكرما الي مقر المحاكمة وتنزل منها سيارة مجهزة طبيا وهو »مستلقي« علي ظهره وربما يضع ساقا فوق اخري تحت ملاية السرير التي يتغطي بها.. ألم يفكر أحد في كلابشات تربط قدمه بالسرير الذي ينام فوقه؟! وهل تم ربط الكلابشات في قدم حبيب العادلي عندما كان يجري عملية جراحية في عينيه رغم كونه »مسجون شديد الخطورة ويخشي هروبه« مثلما وصفته اجهزة الداخلية .. وهل حدث ذلك مع فتحي سرور عندما ذهب الي مستشفي وادي النيل لاجراء جراحة في عينيه؟! مجرد تساؤلات او قل صرخات من مشاهد قامت ثورة يناير من اجل عدم رؤيتها مرة أخري!