بلدياتي من أهل صعيد مصر هجروا محافظاتهم في السبعينيات إلي دول الخليج بحثا عن فرص عمل اكبر واكثر ربحا.. وفعلا حصلوا عليها.. وفي المقابل بنوا وشيدوا وعمروا الحياة هناك.. ولا يستطيع أحد أن ينكر فضل سواعد أبناء الصعيد في مشروعات التنمية هناك. لكن عندما انتهت هجرتهم بعد أكثر من ثلاثين عاما لم يعودوا إلي محافظاتهم مرة أخري.. بل توطنوا في القاهرة والاسكندرية والغردقة بالذات.. واستثمروا اموالهم في شراء الأراضي وبناء العقارات وغيرها من اوجه الاستثمار الاخري... وربما كان لهم العذر في ذلك لان حكومات مصر المتعاقبة أهملت وتجاهلت الصعيد وسكانه علي مدي سنوات حتي خنقتهم المشاكل وفضلوا الهجرة إلي الخليج العربي والنزوح إلي العاصمة وما حولها بحثا عن حياة أفضل! الان وبعدما توجهت الحكومة الذكية وبتعليمات من الرئيس مبارك بمخطط لتنمية وتعمير محافظات شمال وجنوب الصعيد الفقيرة باستثمارات تصل إلي 02 مليار جنيه.. وبهدف الامتداد بها عرضيا نحو مثيلتها من مدن محافظة البحر الأحمر الغنية بمواردها السياحية.. وثروات جبالها التعدينية.. وكنوز بحرها السمكية.. اقول لبلدياتي ان مستقبل الصعيد سوف يتغير ويتبدل تماما. هذا التزاوج ما بين محافظات الصعيد بكثافتها السكانية وندرة مواردها الطبيعية.. مع مدن البحر الاحمر بامكانياتها وثرواتها.. سيتيح لها الخروج من دلتا النيل الضيق الي مشارف البحر واقامة موانيء.. وشواطئ.. ومراسي صيد.. واستصلاح واستزراع كل الاراضي الصحراوية الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر. ايضا هذا التزاوج بعد ربطه بشبكة الطرق والمحاور الرئيسية التي وصلت استثماراتها حتي الان الي حوالي 2 مليار جنيه سوف يربط سوهاج بالغردقة.. واسيوط بسفاجا والقصير.. ويفتح منافذ لمحافظات الصعيد كلها علي البحر الاحمر.. فتنتهي عزلتها.. وتتاح فرص عمل اكبر لابنائها.. ومجالات استثمار واعدة لأصحاب الاموال من الصعايدة وما اكثرهم.. وهذا من شأنه ان يحقق لمصر أهدافا استراتيجية وعمرانية وتنموية أفضل من جميع خطط الخصخصة والاستثمار الحالية! لذا يبقي علي اثرياء الصعيد من أصحاب الاستثمارات في العاصمة وما حولها ان يعودوا إلي الصعيد.. ويستثمروا ثرواتهم فيه ويساهموا في انجاح المشروع القومي لتنمية صعيد مصر إذا ما كانوا صعايدة فعلا.