1 أزعم دون إسراف في التفاؤل أو في التشاؤم أن للإخوة الفلسطينيين رسالة ملحة وخطيرة في هذه الأيام، وقد اشتدت العقدة وتحكمت خيوطها وبات البحث عن حل أشبه بالتنجيم، وصدي »زعل« بين أمريكا وإسرائيل هو أقرب إلي عتاب العاشقين إذ لا ينبغي أن ننسي أن المسألة بينهما مسألة »أيديولوجية« أو قل عقيدة دينية تسيطر علي عقول الغالبية من أهل أمريكا، أنها تري إسرائيل دولة شبه مقدسة، لا يجوز المساس بها ولا الحجر علي أطماعها وإنما هو نوع من كبح جماح طموحها الذي يضر بالمصالح الأمريكية، إن الدور الأمريكي هو البحث عن مخرج حتي لا ينفطر عقد الدولة المعتدلة وكفر بهذا الدور المتردد الذي يحرجها أمام شعوبها، وقد يصبح وابلا علي مصالحها لذلك تصر علي الظهور كوسيط لا غني عنه، وكأنها تعلن للعالم العربي أننا هنا، موجودون، ووجودنا ضرورة قصوي أيها العالم المتفائل، بشرط ألا يمس أمن اسرائيل وأن تحقق طموحاتها بقدر ما يسمح به ضعف العالم العربي. 2 وفي زحام هذا كله ما هي الرسالة للأخوة الفلسطينيين، مع الاعتزاز والفخر بمقاومة الاحتلال والظلم، مع بقاء هذا النبض والتوهج في ظل ليل عربي، إن أقوي سلاح لهم هو أن يقيموا علاقة طيبة وقوية وعميقة مع كل بلدان العرب، لا ينبغي أبدا ان يحدث ما يعكرها، العلاقة مع بني قومهم العرب، برغم كل خلاف أوتناقض، يجب ان يكون انطلاق أي حوار مع الغرب أو مع أمريكا من قاعدة عربية واحدة، من رؤية عربية واحدة، فالأمر بيد الفلسطينيين لا تسقطوا من حسابكم مكانة أو دور أي دولة عربية، هذا في زعمي هو السلاح الأقوي، أما المصالحة بين الإخوة فهل يوجد في العالم شخص يقول إنها غير ذات أهمية، هل يمكن تحقيق هدف واحد، أو خطوة واحدة نحو الحرية والانشقاق قائم، رسالتي اتحدوا معا، اتحدوا مع أمتكم العربية، اتحدوا مع مصر، اقرأوا التاريخ والجغرافيا وتاريخ المقاومة، أقرأوا ذلك كله لتجدوا مصر هي السند الأعظم دون شك، لا يغركم منصب أو مال أو حتي جنوح مذهبي، فلن يصح إلا الصحيح.