»كلنا ضد فلول الوطني« »خد بالك من الفلول«، »حملة الفلول« و »فلول المحافظات«.. كلها عناوين مجموعات علي مواقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك« و »تويتر« يشترك فيها الآلاف والمئات من المواطنين ايمانا منهم بتغيير النظام السياسي الفاسد.. بدأت الحرب علي الفلول خلال الاسبوعين الماضيين من شباب ثورة 52 يناير، يحذرون فيها المواطنين علي المواقع المختلفة من ترشيح الناخبين اتباع النظام السابق من الحزب الوطني المنحل أو اقاربهم الذين يستخدمونهم من خلف عباءتهم واستخدموا الصور والمستندات.. معلنين انها حملات توعية لتغيير صورة مصر.. فلا عزاء لمرشحي الحزب الوطني المنحل أو تابعيهم! في هذا السياق تقول د. نورهان الشيخ استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان انتشار المواقع الاجتماعية بلا شك ستؤثر علي حركة الانتخابات سواء الرئاسية أو الشعب والشوري للدوائر المختلفة.. ولكن لن يصل تأثيرها بنطاق واسع كتأثيرها في قيام الثورة.. فسيظل التصويت في بعض المناطق مرتبط بعوامل أخري شخصية »عائلات وقبائل« وبالتالي لاتؤثر فيهم حركات التوعية الشبابية علي المواقع الاجتماعية. واضافت ان الشعب اصبح اكثر دراية ووعي عن الفترات السابقة بالمرشح الفاسد عن المرشح الطالح مشيرة إلي وجود بعض الدوائر خاصة في القري والنجوع حتي الآن لا تعلم من كان يتبع الحزب الوطني المنحل من المرشح الذي كان رمزا لهم فقط أو من هو مستقل.. مطالبة ان تكون هناك قنوات توعية في كل دائرة وكل محافظة وقرية. معايير الاختيار وأعربت د. نورهان عن أسفها بأن المعايير التي كان يتم اختيار المرشح عليها لم تتغير فالانتخابات القادمة سيحكمها معيار »الشخصية المباشرة« وهي صلة القرابة أو المصالح المشتركة.. وعلي الرغم من وجود مجموعات ستنظر للبرنامج أو القوائم أو الاحزاب التي تضم المرشح إلا أن نسبتها ضعيفة جدا تكاد تنحصر في القاهرة الكبري وبعض المثقفين والمهتمين بالتغيير الجذري للحياة السياسية في مصر ولكن في النهاية هذه النسبة ضئيلة جدا.. وأشارت د. نورهان انه قد يفوز عدد لابأس به من أتباع النظام السابق ولكن نأمل أن حركة الشباب علي المواقع الاجتماعية يكون لها انتشار أكبر وبنطاق أوسع في كل المحافظات دون التشكيك بوطنية احد أو التفريق العنصري بينهم بالنوع أو الديانة. انتشار الفلول فيما أكد د. محمد المرغني استاذ القانون الدستوري والإداري بجامعة عين شمس ان الحياة السياسية في الوقت الحاضر تشهد انتشار الفلول بشكل كبير في جميع المجالات خاصة في الاعلام المرئي والمطبوع واصبح كل منهم له وجهان مختلفان قبل وبعد الثورة ومن ثم جاءت حركة الشباب علي المواقع الاجتماعية التي أري انها مفيدة في المقام الاول لتغيير الحركة السياسية بمصر إلي الافضل بعيدا عن غياب الوعي الذي كان يسيطر علي حركة الانتخابات في كل محافظة. وقال د. الميرغني ان تطبيق قانون الغدر في الوقت الحالي واجب، فمصر في أمس الحاجة إليه بعد الوضع السيئ الذي نراه من قناة اعلامية لأخري لابد ان نستبعد عناصر من اصحاب الوجهين فإذا كان الحزب الوطني قد فل، فلم يفل عناصره ولذلك تم اطلاق مصطلح »فلول« مشيرا إلي ان خطوة الشباب علي المواقع الاجتماعية هي ظاهرة صحية فإذا لم تصل للجميع فستصل إلي عدد أكبر وبالتالي ترتفع نسبة الوعي الصحيح لدي المواطنين. واضاف المرغني انه للأسف مهما كانت من محاولات لكن معايير اختيار المرشح لهم تختلف كثيرا عما سبق فإذا ظهرت عوامل الجذب التي يحتاجها المواطن من حوافز مالية او مصالح شخصية ستختفي روح ثورة 52 يناير، وهو ما لا نتمناه.