الاحتفالات عمت ليبيا عقب مقتل العقيد اجتاحت الفرحة العارمة العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من مدن ليبيا بعد الاعلان عن مقتل العقيد معمر القذافي علي يد الثوار الذين كان قد هدد بابادتهم كالجرذان. خرج الجميع صغارا وكبارا للاحتفال بالحدث الذي قال محمود شمام الناطق باسم المجلس الانتقالي انه سيعتبر لاحقا يوم تحرير ليبيا من النظام البائد. أحد المواطنين قال وسط طرابلس: اهنيء جميع ثوار السابع عشر من فبراير بهذا التحرير.. الله اكبر.. وأضاف اخر قائلا: ليبيا حرة، الليبيون اصبحوا احرارا.. الله اكبر. وقد عاشت طرابلس أمس لحظات تاريخية بعد ان تأكد لها ان القذافي قد انتهي وان مرحلة من تاريخهم قد طويت وصفحة جديدة قد بدأت. ويتوقف مصير هذا المستقبل علي مدي حكمة الليبيين وحرصهم علي مصالحهم الوطنية. في مصراتة تم استقبال اعلان مقتل معمر القذافي بمظاهر احتفالية تجلت باطلاق ابواق السيارات واطلاق النار ابتهاجا وتبادل للقبلات بحسب صحافيين من فرانس برس واستمر اطلاق الالعاب النارية في سائر انحاء المدينة مساء الخميس. وجاء مقتل القذافي الذي أعلنه المجلس الوطني الانتقالي رسميا بعد ثمانية اشهر من انطلاق الانتفاضة ضد نظامه في فبراير الماضي وبعد شهرين من سقوط العاصمة طرابلس بايدي الثوار وتواريه عن الانظار منذ ذلك الوقت. ويأتي الإعلان عن نهاية عهد العقيد معمر القذافي في ليبيا،وسط تحديات كبيرة، علي رأسها الشأن الاقتصادي، إذ سيواجه المجلس الوطني الانتقالي الكثير من الأسئلة حول كيفية إعادة الثروة الليبية، ودفع اقتصاد البلاد الغنية بالنفط إلي الأمام. ويشهد قطاع النفط الليبي الآن الكثير من العثرات، والتي ستؤدي إلي تراجع عائدات البلاد من النفط، إذ أنها تنتج حاليا ما يقدر بنحو 350 ألف برميل يوميا، وهي زيادة من الصفر تقريبا عندما كان الصراع علي أشده. وعلي الأرجح أن ليبيا قد يتضاعف انتاجها الحالي بسرعة نسبيا، والذي إن حدث،فيمكن أن يؤمن نحو 80 مليون دولار يوميا بالأسعار الحالية للنفط، في السوق المفتوحة، كما يؤكد المحللون. واذا كان الوضع الاقتصادي في ليبيا يشهد اضطرابا فان المشهد السياسي لا يختلف كثيرا حيث اعرب المحللون عن تخوفهم من احتمال اندلاع صراع علي السلطة بين صفوف القيادة الليبية الجديدة المتشرذمة والمسلحة تسليحا جيدا. وبموجب القواعد التي وضعتها القوي الثورية التي أطاحت بالقذافي سيقود سقوط سرت الي اعلان رسمي عن تحرير ليبيا وهو ما سيطلق عملية إجراء انتخابات ديمقراطية. وباعلان التحرير سينقل المجلس الوطني مقره من بنغازي الي طرابلس ويشكل حكومة انتقالية خلال 30 يوما. وسيجري انتخاب مؤتمر وطني يضم 200 عضو خلال 240 يوما وسيعين هذا المجلس رئيسا للوزراء بعد شهر يختار بدوره أعضاء حكومته. وسيحدد للمؤتمر الوطني جدولا زمنيا نهائيا للاشراف علي صياغة دستور جديد واجراء انتخابات برلمانية.