تواجه قوات المجلس الوطني في ليبيا مقاومة شرسة من القوات الموالية للقذافي في بني وليد وسرت، وطلب أحد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي مساعدة أكبر من قبل حلف شمال الاطلنطي "الناتو" في المعارك الدائرة للسيطرة علي بلدة بني وليد، في وقت طلب فيه المجلس من منظمة الأممالمتحدة توفير الوقود لسيارات الإسعاف من أجل إجلاء الجرحي من مدينة سرت المحاصرة. وقال قائد ميداني إن الثوار يردون بالمدفعية والصواريخ علي القصف القادم من وسط بني وليد، بينما قال أحد الثوار إنهم يحتاجون إلي قوة نارية أكبر تشمل صواريخ ودبابات. من جانبه، قال عضو كتيبة الزنتان بالمجلس الانتقالي مصطفي بن دردف إن المجلس العسكري لمصراتة اجتمع لبحث الاستراتجية المستقبلية للسيطرة علي سرت، لافتا إلي أن الأممالمتحدة ترسل صهاريج من مياه الشرب النظيفة بسبب زيادة تدفق المدنيين ممن اكتظت بهم السيارات في الطريق المتجه من سرت إلي بنغازي شرقا والطريق المتجه إلي مصراتة غربا. وأوضح بن دردف، أن وكالات إغاثة إنسانية ذكرت أن ما يصل إلي 20 ألف شخص نازح من سرت التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة تفرقوا الآن - فيما يبدو - في بلدات غرب المدينة، مشيرا إلي أن الأممالمتحدة تلقت تقارير قبل نحو يومين تتحدث عن إصابة 171 فردا من الثوار، وقال: "تلقينا طلبا للحصول علي وقود لسيارات الإسعاف من المجلس الوطني الانتقالي لنقل الجرحي من خطوط الجبهة غربا، وهذا يعطي مؤشرا علي أن الإمدادات ربما لا تصل بشكل فعال كما ينبغي، وأننا ينبغي أن نتدخل لندعمهم". وعلي الصعيد نفسه، أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية أن القوات الفرنسية تتابع عملياتها في ليبيا، وشنت خلال هذا الأسبوع 150 طلعة جوية وتعاملت مع حوالي 50 هدفاً للقوات الموالية للقذافي، وذلك استجابة لنداءات وجهها مقاتلو النظام الجديد إلي الحلف الأطلسي لتكثيف ضرباته. وقال المتحدث باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار إنه ليس ثمة تغيير بالنسبة للتدابير المتخذة في ليبيا. وأضاف أنه في إطار قرار مجلس الأمن 1973 قام الجيش الفرنسي ب142 طلعة الأسبوع الماضي منها 88 ساعدت في شن هجمات برية. وأوضح الكولونيل بوركار أن 20 بناية، ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة، وآليات عسكرية كانت من بين زهذه الأهداف الخمسين«. ويتفاوت عدد الطلعات الأسبوعية للقوات الفرنسية بين 250 و300 طلعة. وقد تراجع بعد سقوط طرابلس ونظام معمر القذافي أواخر أغسطس. ومنذ ذلك الحين، تتركز الطلعات حول آخر المعاقل الموالية للقذافي في بني وليد وسرت وفي منطقة سبها في الجنوب. وزاد هذا التدخل من تكلفة العمليات العسكرية الفرنسية خارج فرنسا في 2011. وبلغت حتي 30 سبتمبر 300 إلي 350 مليون يورو. في سياق متصل أعلن السناتور الاميركي چون ماكين في طريق عودته من زيارة الي ليبيا ان المعارك في هذا البلد ستنتهي بحلول نهاية اكتوبر وان قادة المجلس الوطني الانتقالي يأملون بعدها ان ينظموا "سريعا" انتخابات. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة أرجومينتي نيديلي الروسية ان محللين سياسيين قد وجدوا دلائل علي أن القتال في ليبيا سيطول أمده، مشيرين إلي أن الابن الأصغر لمعمر القذافي، خميس، صاحب الفضل في ذلك . علي صعيد آخر قالت سلطات النيجر إنها لا تعتزم تسليم الساعدي نجل العقيد الليبي معمر القذافي الذي لجأ إلي أراضيها في 11 سبتمبر الجاري، وذلك بعد أن أصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) مذكرة حمراء لمطالبة الدول الأعضاء ال188 بتوقيف الساعدي بناء علي طلب السلطات الليبية الجديدة. وقال رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني في تصريحات صحفية أثناء زيارته لفرنسا إن "الساعدي القذافي في أمان بين أيدي الحكومة النيجرية وإنه من غير الوارد تسليمه إلي ليبيا حاليا"، وأضاف "نريد أن نكون متأكدين من أنه سيحصل علي هيئة دفاع نزيهة" وتساءل "هل هذه الشروط متوفرة حاليا؟ لا".