يبدو أن خطورة الموقف الحالي في المجلس الأعلي للآثار تتجاوز مشكلات تعيين المؤقتين والخريجين.. ففي كل لحظة ينشغل فيها حارسو كنوز مصر بمعالجة اوضاعهم غير المستقرة تتعرض الآثار المصرية للانتهاك ومحاولات السرقة.. وفي الحادثة التي تنفرد »أخباراليوم« بنشر تفاصيلها، مؤشر قوي لضرورة عودة الاوضاع في المجلس لهدوئها واستقرارها حتي يمكن ان يؤدي مسئولو المجلس مهمتهم الأهم وهي حماية الآثار المصرية.. حيث علمت الجريدة من احد مصادرها ان المكاتب الادارية الخاصة بكبير مفتشي منطقة الهرم الاثرية محمد شيحة والمسئول عن المخزن المتحفي اسامة حامد تعرضا للاقتحام من قبل مجهولين. المكتبان يحتويان علي المفاتيح الخاصة بالاهرامات الثلاثة ومفاتيح المخزن المتحفي الوحيد بالمنطقة.. وايضا مفاتيح المقابر الاثرية المفتوحة للزيارة الي جانب بعض الاوراق الادارية الخاصة بجرد المخازن.. وقام المقتحمون ببعثرة جميع محتويات المكتبين والقاء جميع المفاتيح علي الارض مما يدل علي انهم كانوا يبحثون عن أي قطع اثرية او نقود ولم يتم اكتشاف ما تم سرقته حتي الآن. الحادثة تم اكتشافها الاسبوع الماضي.. وقامت المباحث الجنائية التي انتقلت الي مكان الحادث برفع البصمات من المكان كما قام الامين العام محمد عبدالفتاح بزيارة عاجلة لمنطقة آثار الهرم وعقد اجتماع مع كبير مفتشي المنطقة وعاطف ابوالدهب رئيس قطاع الآثار المصرية وطالب خلال هذا الاجتماع بتشديد الحراسة الامنية وجرد المكاتب لمعرفة ما سرق منها وشدد علي ضرورة تغيير جميع المفاتيح الخاصة بآثار الهرم.. ويقول محمد شيحة انهم قاموا بجرد المكاتب المقتحمة ولم يكتشفوا اي مفقودات منها، وما حدث لا يتعدي العبث وبعثرة محتوياتها ولم يتم حتي الآن معرفة ما يبحث عنه هؤلاء المجهولون واضاف ان جميع مخازن الاثار تم نقلها الي هذا المخزن بالهرم بعد 5 محاولات سرقة خلال فترة الانفلات الامني من 92 يناير الي 1 مارس.. بينما يؤكد اسامة حامد انه كان خارج القاهرة عندما علم بالحادث حيث وجدوا باب مكتبه مكسورا وجميع الادراج مفتوحة ومحتوياتها مبعثرة ويضيف ان احد السارقين قام بفتح حقيبة كانت داخل احد الادراج تحتوي علي مفاتيح المخزن ووجدت ملقاة علي الارض الي جانب فشله في محاولة فتح الخزينة الموجودة بالمكتب. ويقوا اسامة انه يضع يوميا اختاما عند فتح المخزن أو غلقه يتم تسجيلها في محاضر لذا لا يعتقد ان المقتحمين قاموا بدخول المخازن.. ويضيف ان منطقة الهرم محاطة بسور طوله 71 كيلو مترا ومزود بكاميرات مراقبة متحركة ويؤمنها من شرطة السياحة 6 افراد بأسلحة آلية نهارا و9 ليلا، الي جانب فردين حراسة تابعين للآثار متواجدين علي مدار 42 ساعة يوميا. ويضيف أبوالدهب ان المكاتب تعتبر اضعف منطقه في الهرم تحتاج الي حراسة لانه يوجد بها اوراق لاتهم أي شخص ومفاتيح المخازن التي تم تغييرها كاجراء احترازي في حالة قيام اللصوص بعمل نسخ منها.