مما لا شك فيه ان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. لم تفارق صورته ذهني ولا خيالي أنا وأمثالي من جيل الخمسينيات والستينيات الذين تفتحت أعينهم علي انتصاراته العظيمة علي المستعمر الأجنبي.. ذلك المستعمر الذي كانت لا تغيب عن امبراطوريته الشمس.. ذلك المستعمر الذي صال وجال في قارات آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية مئات السنين عابثا بمقدرات شعوبها ومستعبدا لها.. استيقظ منذ عام 2591.. علي صورة ذلك الزعيم الذي قاد حركات التحرر علي اختلاف ألوانها في العالم ودعمها بالمال والسلاح والرجال.. فتحررت افريقيا السوداء.. وأمريكا اللاتينية وآسيا من عبودية المستعمر الانجليزي والفرنسي والايطاليا الهولندي والاسباني... حقيقة أن صورة عبدالناصر لا تفارق خيالنا ولا أذهاننا أنه صانع التاريخ لأمته العربية في عصرها الحديث انه غاندي الهند.. وتشرشل بريطانيا وديجول فرنسا.. وأتاتورك.. تركيا.. وجورج واشنطن أمريكا. أن شمس ناصر لا تغيب أبدا عن أذهان المصريين والعرب.. فهاماتهم ارتفعت إلي السماء فخرا واعتزازا.. في كل مكان بمجرد ذكر اسمه.. إنه اسطورة زمانه.. انه صلاح الدين أمته العربية والإسلامية ومعتصمها.. فلم يلذ به أحد.. إلا نصره وعززه وكرمه.. فذلك كاستروا ولومونبا وبنبيلا واخوانه.. ومانديلا وزعماء حركات التحرير في العالم.. جاء لمصر طلبا للمدد والعون من ناصر فنصرهم واعزهم.. فكانت القاهرة ملاذهم.. فدعمتهم بالمال والسلاح والرجال.. هل هناك جزائري.. أو يمني أو سوري أو لبناني أو عراقي أو ارجنتيني أوكوبي أو افريقي أو هندي أو كوري يمكن أن ينسي اسم ناصر لا اعتقد.. انني فعلا اعتز أنني من ذلك الجيل الذي عاش مرفوعا للهمة وشرب منه نيل الوطنية والشموخ في عهد ناصر.. لقد تشرفنا بالانتساب إليه عربا.. مسلمين ومسيحيين. اليوم نحن في حاجة ماسة لوجودك فالأمة العربية تبعثرت شمائلها وتنهش.. لحومها ومصر عاجزة عن القول والفعل واللئام يحاصرون أرض الكنانة من الشرق عابثين بسيناء الحبيبة.. ومن الغرب سقط عمقنا الاستراتيجي ومن الجنوب فحدث ولا حرج فسودانها مقسم ومنابع النيل تفترسها إسرائيل وتتحكم فيه الغوغائية. أما يا زعيم مصر الخلد عن الوضع في مصر فالكبير غائب.. وينطبق علينا المثل الشعبي »القوالب نامت.. والدبش يتنطط.. اصبح لدينا زعماء في وسائل الإعلام فقط ومعاول الهدم لمنجزات يوليو التاريخية تعمل بكل الهمة والنشاط لمحو ذاكرة الأمة معتقدين ان صناعة التاريخ لعبة.انك يا زعيم هذه الأمة مازالت خالدا في اذهاننان وعقولنا.. والتاريخ سجل بأحرف من نور.. انك أرسيت العدل الاجتماعي والاشتراكية.. فحررت الضعفاء والفقراء.. فرفعوا هاماتهم عالية فتعلموا في عهدك وتملكوا الأرض والمصانع.. وأعدت لهم حريتهم المستباحة فاعدت لهم قناة سويسهم والمسلوبة وبنيت لهم سدا عاليا أمن لهم نيلهم وارزاقهم ورفعت هاماتهم إلي السماء. إنني أناشد الأحفاد الثوار الذين ساروا علي هداك ان يستلهموا الامجاد وحب الوطن.. ودرء الفتن.. بالحفاظ علي وحدتها.. ومواجهة المؤامرات التي تستهدفها فتعيد الوعي المفقود.. بناصر هذه الأمة. طيب الله ذكراكك.. بجنة الخلد. وحفظ مصر وقواتها المسلحة ووفقهم للعبور الثاني العظيم بهذه الأمة إلي الدولة المدنية الديمقراطية المحروسة بشريعتها الإسلامية. استاذ بجامعة المنوفية