يوما بعد يوم يتخذ الصراع بين أمريكاوروسيا في فنزويلا أبعادا جديدة وضعا في الاعتبار وقوف واشنطن خلف المعارض خوان جوايدو، ودعم موسكو للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو. الأسبوع الماضي وصل الصراع الأمريكي الروسي حول هذا الملف ذروته باتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسئولية فيما آلت إليه الأوضاع في هذه الدولة اللاتينية. الخارجية الأمريكية وعلي لسان مسئولها الأول الوزير بومبيو اتهمت روسيا بزعزعة استقرار الأوضاع في فنزويلا، وقالت الوزارة إن بومبيو أبلغ نظيره الروسي سيرجي لافروف هذه الرسالة، داعيا موسكو إلي التوقف عن دعم الرئيس الشرعي مادورو!! عميد الدبلوماسية الروسية لافروف لم يفوت الفرصة هو الاخر ورد بإبلاغ نظيره الأمريكي بأن تدخل واشنطن في شئون فنزويلا انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأن ما تفعله واشنطن لا علاقة له بتاتا بالديمقراطية. إن الحسنة الوحيدة من عودة روسيا للمشهد العالمي هو إحداث هذا التوازن الغائب علي الساحة الدولية، وعدم ترك الساحة منفردة للولايات المتحدة لفرض ما يحلو لها من أفكار ورؤي، لكن ثمة مشكلة أساسية في هذا الطرح تكمن في أن الصراع الأمريكي الروسي يعمق الانقسام ويزيد الشرخ بين أبناء الوطن الواحد، وفي الحالة الفنزويلية يدفع هذا البلد الثمن مرتين، ثمن انقسام أبنائه وصراع قوي العالم الكبري.