ضغوط هائلة تتعرض لها السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا منذ فترة في اطار مساعي الادارة الأمريكية لتمهيد الساحة والبيئة والمناخ لطرح ما يسمي ب »صفقة القرن». الضغوط التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية ماليا واقتصاديا علي وجه التحديد دفعت الرئيس محمود عباس الي مصارحة وزراء الخارجية العرب خلال لقائهم الاسبوع الماضي بالقاهرة بحقيقة الوضع، وضرورة تفعيل قرارات القمة العربية ال 30 التي عقدت في تونس والمعنية بالالتزام بتفعيل شبكة أمان مالية بمبلغ 100 مليون دولار شهريا تدفع للسلطة الفلسطينية. ولم يكن الرئيس »أبومازن» وحيدا فيما ذهب إليه، بل خرج مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط بتقرير قال فيه إن الضغوط الاقتصادية الأمريكية، فضلا عن قيام الحكومة الإسرائيلية بخصم مبالغ مالية تقوم بتحصيلها لصالح السلطة قد أفقد الأخيرة 65 بالمائة من مدخولاتها. وختم المبعوث الأممي تقريره قائلا إن الوضع الحالي يقود إلي انهيار السلطة الفلسطينية اقتصاديا وسياسيا. بالطبع، ليس خافيا علي أحد أسباب هذا الوضع الصعب، والذي يأتي في اطار مساعي ادارة ترامب لتكثيف الضغوط علي السلطة الفلسطينية لتصفية وتحويل القضية الفلسطينية إلي قضية اقتصادية وانسانية بحيث يرضخ الفلسطينيون في نهاية المطاف لبنود ما يسمي ب »صفقة القرن» ظنا من عراب الصفقة جاريد كوشنر أن لعاب الفلسطينيين سوف يسال بحفنة مليارات وهوما لم ولن يحدث. نقطة أخيرة: ماذا ينتظر الفلسطينيون لإنهاء انقسامهم وتحقيق وحدتهم؟ لقد جاء »وعد بلفور» ليمنح الإسرائيليين ما لا يستحقون، وها هي »صفقة القرن» تلوح في الأفق لتسلب الفلسطينيين ما يملكون!! إن خط الدفاع الأول عن القضية والأرض الفلسطينية هو وحدة الفلسطينيين التي بغيابها سيحقق الاحتلال وداعموه ما يحلو لهم.