»هوية.. تطهير.. استقرار« .. شعار رفعه عشرات الآلاف من المحتشدين منذ الساعات الأولي للصباح في ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية .. حيث نجح السلفيون ومعهم ممثلي التيارات الإسلامية في الاستئثار بالميدان واخضاعه لشعاراتهم رغم تواجد المئات من ممثلي الائتلاف المدني الديمقراطي والأحزاب والتيارات الليبرالية التي فوجئت برفع شعارات تدل علي التمايز والاختلاف وكذلك تنظيم الميدان من حيث لون اللافتات والملابس التي ارتداها أعضاء اللجان الشعبية من ممثلي الإخوان لتأمين مداخل الميدان.. وانضم آلاف آخرون زحفوا من مختلف مساجد أحياء الثغر شرقا وغربا بعد انتهاء صلاة الجمعة غالبيتهم من أعضاء الدعوة السلفية .. تركزت المطالب في وقفة جمعة »الإرادة والوحدة« علي تطهير جهاز الأمن الوطني ومحاكمة ضباط أمن الدولة وقتلة الثوار وكذلك سرعة محاكمة رموز الفساد وعلي رأسهم الرئيس المخلوع وتفويض المجلس العسكري في إدارة المرحلة الانتقالية وحتي تسليم السلطة لحكومة منتخبة .. وتطهير مؤسسات الدولة من رموز النظام السابق .. واحترام نتيجة الاستفتاء ورفض وصاية بعض القوي السياسية علي الثورة .. احتكاكات محدودة وشهد الميدان اعتلاء منظم لقيادات الأخوان والسلفيين للمنصة الوحيدة في الميدان لتوجيه المتظاهرين باستخدام مكبرات صوت .. مرددين هتافات ..»إسلامية إسلامية .. لا مدنية ولا علمانية« ..»ولا للمواد فوق الدستورية« .. وعلي غير المتفق عليه .. ترك شباب 6 أبريل من المعتصمين في ميدان سعد زغلول مواقعهم وشاركوا بعد انتهاء صلاة الجمعة في التظاهرة في محاولة لإثبات وجودهم بمطالبهم في الميدان .. رافعين شعارات مناوئة تندد بالمجلس العسكري والوزارة الحالية مما أدي إلي احتكاكات محدودة بين الفريقين وحال دون تطورها السيطرة الواضحة للتيار الإسلامي علي أرجاء الميدان .. ووصف الشيخ المحلاوي في خطبة الجمعة حشود الأمس »باليوم العظيم« .. حيث قال الثوار عادوا للإسلام .. واعترف بوجود خلافات بين التيارات السياسية مؤكدا أن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول الي أرضية مشتركة للفرقاء .. منددا بأي محاولات لإثارة الشغب أو العنف ملمحا الي أحداث العباسية والمنطقة الشمالية بسيدي جابر .. وخاطب المحلاوي جموع المتظاهرين مطالبا بالاستمرار في تصحيح الأخطاء التي وقعت خلال الأسابيع الماضية .. لجان شعبية نسائية وخاطب المجلس العسكري بسرعة تحديد جدول زمني لتسليم السلطة وضرورة الغاء المحاكمات العسكرية والإفراج عن جميع سجناء الرأي .. قائلا .. »لا يوجد عذر للمجلس العسكري أو الوزارة في إلغاء المحاكمات العسكرية« واستبدالها بمحاكمات مدنية عادلة .. وأوضح المحلاوي أن هناك أفراد وجهات تستأجر شبابا للمشاركة في الاعتصام ثم تستأجر أخرين لضربهم لافتعال وقيعة وحالة من الفوضي .. وهاجم المحلاوي المطالبين بوضع مباديء فوق دستورية قائلا إن الشعب فوق الدستور وقد قال كلمته ولا ينبغي للعلمانين أن يتسللوا مرة أخري لإفساد الثورة .. وشهد الميدان مشاركة نسائية من الأخوات من عضوات الإخوان والسلفيين وكذلك لجان شعبية نسائية لتفتيش المشاركات قبل دخولهن الميدان .. تعليق الاعتصامات وقد ناشدت عدة أحزاب وائتلافات شبابية بالإسكندرية المتظاهرين تعليق الاعتصامات طوال شهر رمضان الكريم .. مطالبين بمنح فرصة للاستقرار وتوحيد القوي الوطنية تحت شعار واحد هو »مصر أولا« .