من أهم البرامج المثيرة والناجحة جدا التي تتميز بها شاشة قناة دريم الثانية برنامج »نأسف للإزعاج« الذي تقدمه الإعلامية الكبيرة مني الحسيني بكل ثقة وإقتدار منذ عدة سنوات وهو يعد نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه كل برامج ما يسمي بالتوك شو السياسي المنتشرة حاليا حيث تطرح علي ضيوفها من مختلف الإتجاهات الفكرية العديد من القضايا في شتي المجالات وتحاصرهم بكل أنواع الاسئلة التي تقودها في نهاية الامر إلي كشف ما تسعي إليه من حقائق دون لف أو دوران كما يحدث في برامج اخري كثيرة تطاردنا ليل نهار علي القنوات الارضية والفضائية وترتدي أقنعة زائفة! وفي حلقة الاثنين الماضي من برنامج »نأسف للازعاج« استضافت مني الحسيني الكاتب الصحفي الكبير ممتاز القط رئيس تحرير »اخبار اليوم« حيث ادارت معه حوارا مثيرا فتح من خلاله العديد من الملفات الشائكة بصراحته المعهودة وأسلوبه الجريء الواضح الذي يعد أهم سماته الشخصية حيث راح في شجاعة يحسد عليها يرد علي كل نيران قذائف المدفعية الموجهة إليه والتي حملتها أجندة البرنامج من اسئلة واستفسارات بعضها يتعلق بالجانب السياسي والاخر خاص بممارسة مهنة العمل الصحفي خلال المرحلة الراهنة التي تشهد فيها بلادنا مناخا ديمقراطيا غير مسبوق. فلم يقصف قلم لكاتب أو يصادر رأي أو يمنع كتاب أو عمل فني أو تغلق صحيفة مهما تعددت تجاوزاتها مع رموز الامة. وفي ردوده علي قذائف مني الحسيني اكد زميلي العزيز ممتاز القط علي عدة حقائق ثابتة من اهمها انه كرئيس تحرير ليس لديه اية محظورات في النشر داخل »اخبار اليوم« وانه لا يتردد في الموافقة علي ظهور المقالات الجريئة التي تعكس اراء اصحابها ومعارضتهم للحكومة فهو علي سبيل المثال يعد اكثر رؤساء التحرير في الصحف القومية التي تتناول كتاباته نقدا حادا للاداء الحكومي حيث ينطلق هذا النقد تعبيرا عن نبض رجل الشارع وهمومه واحلامه وآلامه واماله. وتحدث ايضا رئيس تحرير »اخبار اليوم« عن اخطاء الحكومة التي تحسب علي الحزب الوطني وعن تقييمه للدورة البرلمانية الحالية لمجلس الشعب وأهمية اختيار اعضاء المجلس في الانتخابات المقبلة علي اسس يراعي فيها الشفافية وان يكون البرلماني الجديد حاصلا علي مؤهل علمي جامعي عال يؤهله لاداء دوره التشريعي علي أكمل وجه ثم تطرق إلي نقطة اخري تتعلق بتجربة رجال الاعمال في الحكومة والبرلمان وما حققته من ايجابيات تتضاءل امامها اية سلبيات اخري. وبوضوح تام قال ممتاز القط ان المعارضة في مصر عبارة عن صحف وقنوات فضائية وان معظم الاحزاب السياسية ليس لها تواجد في الشارع بعكس الحزب الوطني الذي اثبتت التجربة تواجده بين الناس حيث يلعب دورا مؤثرا في حل مشاكلهم والاستجابة لتحقيق مطالبهم. واعلن رئيس تحرير »اخبار اليوم« عن رفضه للتجاوزات التي ترتكبها بعض الصحف الحزبية والخاصة ضد رموزنا السياسية والدينية وهو الامر الذي يهدد سلامة واستقرار أمن مصر علي المستويين الداخلي والخارجي فالحرية والديمقراطية لا تعني الفوضي ولا تتخذ ستارا من أجل تنفيذ اچندات معادية تمزق نسيجها الوطني بافتراءات وشائعات كاذبة. وتحدث كاتبنا الكبير ممتاز القط عن عدة اشياء اخري مهنية تتعلق بنظام اصدار الملاحق الاعلانية »لأخبار اليوم« قبل انعقاد المؤتمر السنوي للحزب الوطني وما تتحمله من تكاليف مالية باهظة بجانب تواجدها مع النسخة الرئيسية للجريدة والتي تخرج صباح كل يوم سبت إلي ايدي القراء في اربعة ملاحق مستقلة وانه ليس عيبا أو امرا شائنا ان يتدخل أي رئيس تحرير بثقله المهني لتنمية موارد المطبوعة التي يتولي مسئوليتها ككيان اقتصادي بشرط ان يلتزم في عمله بالنزاهة والشفافية والموضوعية التي لا تخل بشرف المهنة ومبادئها وتقاليدها الراسخة. وتضيق المساحة هنا باستعراض كل ما جاء في حديث زميلي الكبير ممتاز القط في البرنامج الرائع »نأسف للإزعاج« فالفائز في النهاية هو المشاهد الذي جلس لمتابعة محاورة شديدة التميز والذكاء مع متحدث يتسم حواره بالجرأة والصدق والنزاهة والطبيعية والتلقائية والموضوعية ولا يستخدم في عباراته مفردات تجميل وتلميع الصورة لتحقيق نجاح زائف مثلما يحدث في برامج أخري كثيرة من حولنا. إنني اهنيء النجمة الاعلامية الكبيرة مني الحسيني علي برنامجها الرائع »نأسف للإزعاج« وعلي حوارها الشائق مع كاتبنا الصحفي القدير ممتاز القط رئيس تحرير »اخبار اليوم« الذي جعلنا نقضي معه أوقاتا ممتعة علي شاشة قناة دريم الثانية مساء الاثنين الماضي وفي انتظار المزيد من الحوارات الاخري التي تحترم عقول الناس والتي تحمل توقيع مني الحسني وحسنا فعل انس الفقي وزير الاعلام بإعادتها إلي شاشة القناة الثانية بالتليفزيون المصري بيتها الذي تربت فيه منذ عام 7891 مع السماح باستمرارها في تقديم »نأسف للزعاج« علي شاشة »دريم« التي نعتز بها جميعا وهي تؤدي دورها الوطني جنبا إلي جنب منظومة الاعلام الحكومي حيث ننتمي جميعا إلي التراب الوطني لهذه الامة