جميل جداً أن تطالب الحكومة بالنزول الي سن الخامسة والعشرين بدلاً من الثلاثين فهي تحاول أن تعطي للشباب فرصة الترشح، هذه بادرة طيبةمن حكومةتسعي لاكتساب محبة الشباب وبالذات شباب الثورة.. لكن المحبة لا تأتي علي حساب العمل السيايس لأن عضوية مجلس الشعب أو مجلس الشوري تخضع لمعايير سياسية يشترط توافرها في المرشح للعضوية، علي الأقل أن يتمتع بنضج سياسي حتي لا نفاجأ بأن أعضاء المجلس جميعهم من صغار السن وساعتها لن نجد من يناقش الميزانية العامة للدولة أو يسن التشريعات أو يناقش قضية الأمن القومي للبلاد إن النضج لا يأتي الا بالممارسة، فليس كل من خرج في مظاهرة وأعطي لنفسه لقب ناشط سياسي أصبح سياسياً أو ملماً بقضايا البلد.. القضية الأن قضية الفراغ السياسي الذي قضي علي احلام شبابنا وأبعدهم عن المواقع القيادية والسبب ان القيادة السياسية في النظام السابق كانت متخوفة دائماً من نمو النضج السياسي عند الشباب، لذلك كانت تتعمد ابعاد الشباب عن الاشتغال بالسياسة وكان النظام يضع ثقته في جهاز امن الدولة في تفتيت الشباب بالتدخل في انتخابات الاتحادات الطلابية أو تعيينهم في الوظائف حتي اصبح العمل السياسي مقصوراً علي اعضاء في الحزب الوطني، وهذا الحزب كان سبباً في صنع كوادر شبابية هشة مما ادي الي تراجع الشباب عن الاشتغال بالسياسة. صحيح أن الدول الاوروبية التي سبقتنا في الديمقراطية، سن الترشيح للمجالس النيابية فيها يبدأ من سن العشرين فمثلاً في أمريكا يبدأ سن الترشيح من 52 سنة بينما في الاتحاد السويسري يبدأ من سن 12 وهو نفس السن في كل من ألمانيا وبريطانيا، أما سن الترشيح عندنا فهو من سن 03 وفي رأيي انه سن معقول جداً، لكن ان تنزل حكومة تسيير الاعمال بهذا السن الي سن 52 سنة لاكتساب محبة شباب الثورة فهذا اللامعقول، وهناك فرق بين شبابنا وشبابهم في أوروبا فالشاب الأوروبي يتمتع بالنضج السياسي وهو في المدرسة لأن بلادهم لم تشهد عمليات التزوير في الانتخابات التي كانت تشهدها بلادنا لذلك نشأ الشبان في أوروبا علي مبدأ الشفافية واشتركوا في الحياة السياسية في سن مبكرة عن شبابنا الذي أبعدناه عن العمل السياسي وجعلنا من بعضهم ديكورات للديمقراطية وفي الخطب والحوارات كانت القيادة السياسية تتغني بالشباب المصري مع انه كان يعاني من الفراغ السياسي. لذلك اقترح الآن علي حكومة عصام شرف ان تبدأ فوراً وتستغل حل المجالس المحلية وتقوم بتسكين الشباب فيها وتبدأ بمن هم في سن الخامسة والعشرين حيث بينهم عقول تحمل أفكاراً بناءة لمصر ان عضوية المجالس المحلية سوف تخلق عندهم نضجاً سياسياً ولا يمنع من ان نشترط في المتقدم للترشيح في عضوية الشعب أو الشوري ان يكون قد أمضي خمس سنوات في العمل السياسي كشرط لقبول أوراق ترشيحه وبهذا نكون قد أعددنا كوادر سياسية من شبابنا وساعتها لن »نحتاس« عند تشكيل وزاري أو حركة المحافظين لترشيح وزراء جدد ومحافظين شبان، وهذا هو ما نعانيه الآن من الوزارة والمناصب القيادية.. السؤال الآن متي نكرم الوجوه التي شاخت في مواقعها والتي أعطت أحلي سنين عمرها لهذا البلد ونمنحها فرصة تبني هذه الكوادرالشبابية لكي تشغل مكانها.