ميدان التحرير يستعيد روح 52 يناير.. والقوي السياسية »ايد واحدة« علي الرغم من انه كانت هناك العديد من الدعوات من بعض القوي السياسية لتخصيص جمعة اليوم للمطالبة بوضع الدستور الجديد أولا قبل اجراء الانتخابات البرلمانية، وهو ما خلق جدلا واسعا واختلافات كبيرة بين العديد من القوي علي الساحة السياسية، إلا أن تلك القوي استعادت روح ثورة الخامس والعشرين من يناير ونحت خلافاتها جانبا وتوحدت علي تخصيص جمعة اليوم لتحقيق مطالب الثورة أولا. وعاد ميدان التحرير اليوم ليطل علي العالم بذكريات بداية ثورة 52 يناير، حيث شهدت اجواء الميدان العديد من المظاهر التي غابت عنه خلال الفترة الماضية فاحتشد في الميدان عشرات الآلاف من المتظاهرين قبيل صلاة الجمعة وحرصوا علي حجز أماكن لهم أمام المنصات الثلاث الرئيسية بالميدان علي الرغم من ارتفاع درجة الحرارة اليوم فاستظلوا بمظلة عملاقة تعلو حديقة الميدان في مشهد غاب عن الأجواء خلال الجمعات الماضية. وامتلأت جوانب الميدان باللافتات الضخمة التي تعبر عن مختلف مطالب الثورة التي شكلت قواسم مشتركة بين جميع الأحزاب والقوي السياسية وفي مقدمتها محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وزوجته سوزان ونجليه علاء وجمال وجميع رموز نظامه البائد وعلي رأسهم وزير داخليته اللواء حبيب العادلي، وكذلك جميع المسئولين عن قتل الثوار بالإضافة إلي لافتة كبيرة تتوسط الميدان تستهجن الافراج عن قتلة الثوار واستمرار حبس المعتقلين السياسيين وتطالب بالافراج الفوري عنهم. وطاف عشرات المتظاهرين الميدان حاملين علما مصريا يبلغ طوله نحو 05 مترا مرددين »ارفع رأسك انت مصري« في مشهد رائع جذب جميع الكاميرات الموجودة بالميدان وتواجد بميدان التحرير مصابو وأهالي شهداء الثورة حيث التف حولهم المتظاهرون واعربوا لهم عن وقوفهم بجانبهم حتي آخر المشوار وحتي حصولهم علي كل حقوقهم من قتلة أبنائهم وناشدوهم بعدم التنازل عن حق اولادهم. من جانبهم، أكد أهالي الشهداء انهم لم ولن يتركوا ميدان التحرير إلا بعد القصاص من القتلة، كما أكدوا انه لن يهنأ لهم بال إلا بعد اعدام كل من ساهم في »قتل شباب ابرياء كان مطلبهم الأساسي عند التظاهر« كرامة وحرية وعدالة اجتماعية. وتتواجد بارجاء ميدان التحرير شتي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المصرية منها والأجنبية لنقل فاعليات مليونية اليوم حيث قام العديد منهم بنصب منصات خشبية لوضع كاميرات التصوير عليها لكشف جميع جوانب الميدان بالإضافة إلي وجود سيارات ال»إس ان جي« الخاصة بالبث المباشر لنقل الأحداث بالميدان لحظة بلحظة كما لوحظ تواجد عربة لتوليد الكهرباء وذلك بعد ان أطلق البعض إحدي الشائعات مساء أمس الخميس عن احتمال قطع التيار الكهربائي عن الميدان خلال فعاليات اليوم وهو ما قد يؤثر علي اسخدام وسائل الصوت فضلا عن الاضاءة بالميدان كله .