النسخة الثانية من منتدي شرم الشيخ للشباب كانت طاقة أمل كبيرة، وبلا شك رفعت كثيرا من معنوياتنا شيوخا وشبابا، وكشفت بعض صفحات الانسانية الكامنة فينا، وازاحت كثيرا من اتربة الزمن من علي سطح معدننا الاصيل، وقدمت للعالم رسالة قوية مؤكدة ان الشباب قادمون لقيادة الأمة. واثبتت اكاديمية إعداد القادة قدرتها علي انتاج نماذج شبابية مشرفة تليق باسم مصر ومكانتها، كما برهنت محافظة جنوبسيناء وكوادرها علي قدرة مدينة السلام شرم الشيخ علي التألق وابهار العالم باستضافة المنتدي العالمي بكفاءة واقتدار،اما الرسائل التي خرجت فكانت كثيرة وتليق بالحدث، ولكن استوقفني كثيرا اسئلة الصحفيين الأجانب والتي لم تخلو من لمسات بصمات غير صحفية،وخاصة عن موقف مصر ودورها لحل مشاكل سوريا أو ليبيا واليمن وفلسطين، وكانت اجابة الرئيس متميزة باحترافية عالية الخبرة المعلوماتية، ولكنه لخص الموقف في ان هذه المشاكل حلها في يد الدول التي تديرها من الخارج واننا ودول المنطقة لا نملك العصا السحرية أو الآلية القادرة علي نزع فتيل هذه الحروب، ولكنه أكد أن الدول التي تسقط لا تعود، وان الشعوب هي التي تملك العصا السحرية لحماية تاريخها وحدودها، ومع هذا فإننا نملك تقديم العون والدعم للاشقاء، وأيضا نقوم بحماية حدودنا حتي لا تخترقنا قوي الشر، وأن قواتنا تحمي أمننا القومي في غرب البلاد وشرقها، وايادينا تمتد لباب المندب مع الاشقاء في السعودية لحماية البحر الأحمر وقناة السويس من أي عبث طفولي، كما ان شرق المتوسط تحت الحماية حتي لا تتسلل ايادي الشر للعبث بثرواتنا الطبيعية، سواء من إسرائيل أو تركيا. ومن أجمل رسائل مدينة السلام للعالم الرسالة الانسانية، وكان الختام تأكيدا علي هذه الانسانية وبساطتها التي ترجمها الرئيس بمساعدة احدي المكرمات الافريقيات ودفع كرسيها المتحرك ليصل بها إلي مكانها بين الشباب، وبرهن المنتدي علي بزوغ فجر قادة شباب لمستقبل وحاضر هذه الأمة.