هل السعادة منحة إلهية يهبها الله من شاء، ويحرم منها من شاء، الاجابة بكل تأكيد هي: نعم. فالسعادة نعمة من نعم الله تعالي يسعي كل العباد الي الوصول اليها، والاستمتاع بها. الا ان »السعادة« كمفردة تتضمن الكثير من الغموض. فهل السعادة في المال.. أم في الصحة.. أم في الاولاد.. أم في الجاه.. أم في القوة والنفوذ.. أم في الحب.. أم في الشباب؟ لذلك احتار الفلاسفة وعلماء النفس، والأدباء والشعراء في تعريفها والوصول الي جوهرها. أحدث الدراسات الغربية في هذا الموضوع الشائك توصلت الي ان الانجاز الحقيقي في حياة الانسان يحقق له الاحساس الكامل بالرضا، وهو قمة الاحساس بالسعادة. اما اذا صاحب الانجاز في العمل وجود الحب الحقيقي، والنجاح في العلاقات الانسانية والاجتماعية فإن هذا من شأنه ان يجعل المرء في أعلي مستويات الرضا عن النفس، ومن ثم السعادة. إذن فالسعادة تحتاج منا الي مجهود مستمر، وسعي نحو التحقق بانجاز يحسب لنا ويضاف الي حياتنا ويؤثر في حياة الآخرين.. مع المحاولة الدائمة لاقامة علاقات انسانية ناجحة وحقيقية بالبشر من حولنا بشرط أن تكون علاقات غير مشروطة أي لا تسعي الي مصلحة أو مكاسب مادية.. وأن يعطي فيها الانسان من قلبه فعلا لا قولا! أرأيتم أن السعادة تحتاج الي مجهود يبذل، وارادة.. وانها ليست سرابا وكلمة غامضة نسعي لفك لغزها وطلاسمها؟!