ن.م: الأهم من الجمال يا عزيزي.. التناغم الفكري والعاطفة والمحبة والمودة والسكينة.. يجب ان تري ما بالداخل لأنه يدوم.. أما ما بالخارج فإنه لا يدوم. س.ص: من الصعب احيانا ان نفقد انسانا عزيزاً علينا لدرجة التوحد.. والأصعب الا يكون هذا الانسان فارق الحياة بل لا يزال يحيا في محيطنا.. ولكنه بمثابة الميت إلينا.. فتجلد واصبر. ش.ر: ليس من السهل علي الفتاة ان تفشل في الخطوبة أكثر من مرة.. لكن في النهاية تبقين انت كما انت.. جميلة في ذاتك. ع.ط: لا تتعجل الأمور.. الحب في هذه السن قد يكون شيئاً من الوهم أو العبث فاهدأو اعلم ان والدتك تريد لك السعادة. أهكذا يرد الجميل؟ سؤال لم أعرف إجابته بعد، وأتمني ان أجدها عند صفحتك الرائعة »رسائل خاصة جداً« وهذه هي قصتي.. أنا امرأة في الأربعينات من عمري تزوجت منذ ما يقترب من عشرين عاماً من إنسان أحبني وأحببته، عشنا أجمل أيامنا في الخطوبة وسنوات الزواج الأولي، ولم تظهر في حياتنا أي مشاكل سوي أننا لم ننجب. لم نترك باباً الا طرقناه ولا طبيباً مشهوراً إلا وزرناه واستشرناه في الأمر، سلكنا كل الطرق الممكنة لكن إرادة الله كانت أقوي منا بكثير، ولم يكتب لنا أن نرزق أبناء وكنت أنا السبب. كان رد فعلي كزوجة تعشق زوجها وتريد له السعادة ان طلبت منه البحث عن شريكة حياة أخري، بعد ان أمضي معي سبع سنوات نصفهم في العيادات والمستشفيات سعياً وراء حلم الإنجاب. في بداية الأمر نهرني بشدة، وتعجب كيف أطلب منه شيئاً كهذا لكنني كنت أرد عليه بالرفق واللين وأقول له إنني سأبقي الي جانبه زوجة وحبيبة مخلصة حتي النهاية، وساعدني علي ذلك نصائح من والدته التي تتمني ان تري أحفادها. بعد ضغط استمر حوالي سنتين استجاب لنا، وبحث عن شريكة حياة أخري تأتي له بمن يحمل اسمه وجدها وتزوجها علي مضض ورزقهما الله بطفلين جميلين. قبل ان تنجب كانت معاملته لي كما هي، حب وحنان وعدل شبه تام بيني وبينها، بل إنه أحياناً كان يضعني في المرتبة الاولي رغم معرفته بأنها هي من ستنجب له ولست أنا استمرت هذه المعاملة الحسنة حتي جاء الطفل الاول ثم بدأت علاقته بي تضعف رويداً رويداً حتي باتت فاترة جداً بعد ذلك واستمرت علي نفس مستوي الفتور منذ هذا الوقت وحتي الان. ابتعد عني بشكل شبه تام الان، وبات لا يزورني الا نادراً، مرة في الشهر مثلاً وربما أقل، وانهمك في رعاية زوجته الأخري وطفليه ونسيني، وأنكر جميلي أنا التي كنت السبب وراء زيجته هذه، وتحملت علي نفسي ان تشاركني إنسانة أخري في حبيبي حتي أري السعادة بالإنجاب في عينيه. طلبت منه الطلاق لكنه لا يعترف بأنه أخطأ في حقي، ورفض هذا بشكل تام، وتركني كالذين رقصوا علي السلم، لا أنا متزوجة ولا مطلقة. سيدتي.. بالله عليك دليني.. ماذا علي أن أفعل الان؟ الحائرة »ك« الكاتبة: لقد كنت - سيدتي - مثلاً رائعاً للزوجة المحبة التي تنكر ذاتها وتضحي براحة بالها وسعادتها من أجل الرجل الذي تحبه فحاولت بأقصي ما يمكنك عمله ان تنجبي طفلاً من الزوج الذي ارتبطت به لكن إرادة الله لم تحقق لك تلك الامنية الغالية رغم الرحلة الطويلة المرهقة الباهظة مادياً ومعنوياً بين عيادات الأطباء والمستشفيات. ولم تكن تلك هي المحاولة الوحيدة لإسعاد زوجك واصرارك علي ألا يحرم من نعمة الانجاب بغض النظر عن كونك أنت شخصياً قد حرمت منها. حاولت اقناعه بعد سبع سنين زواج بالزواج بأخري تنجب له أطفالاً وهذا موقف نبيل ومثالي لا تحتمله الكثيرات من بنات حواء فالغيرة علي الزوج والحب الفطري لأن يكون رجل المرأة لها وحدها الا تشاركها فيه امرأة أخري كل هذا قاومتيه وسموت فوقه حتي تحقق لهذا الزوج المحظوظ السعادة كاملة. لقد قاومت نار القلب التي تشتعل في قلب أي امرأة وهي تري زوجها وحبيبها بين أحضان امرأة أخري حتي لو كانت زوجته وتزودت بالصبر والإيمان حتي تتحكمي في المشاعر الطبيعية المعذبة وأنت ترين زوجك ينجب طفلين من زوجته الثانية التي قمت بنفسك بتزويجه إياها. والآن وبعد كل ما أعطيت وفعلت يتنكر الزوج لك، ويهملك، ولا يعدل كما أمره الله تعالي أصبح لا يزورك الا نادراً وكأنه تفضل منه لا واجب شرعي عليه القيام به بعدل وإنسانية واحترام. لقد أخذته حياته الجديدة زوجته الثانية وطفلين لكن ذلك ليس مبرراً لإنكار واجباته تجاهك فأنت الزوجة الاولي التي صدت وضحيت براحة البال ومنحته الفرصة في أن يكون أباً من امرأة غيرك. من حقك - سيدتي - ان تطلبي الطلاق، ولكن امنحي نفسك، وامنحيه أيضاً فرصة. صارحيه بما يختنق في صدرك من ألم ومعاناة، قولي له ما يحزنك، ودعيه يصلح من نفسه، ربما حاصرته المسئوليات، ووجد نفسه محملاً بأكثر مما يحتمل كوني إنسانة معه للمرة الأخيرة.. وإذا لم يستفد من تلك الفرصة فليس أمامك الا الطلاق والإبتعاد عن هذه الحياة المؤلمة.