ما سبب الاستخفاف الأمريكي بالعرب وقضاياهم؟.. ولماذا تصر واشنطن علي دعم ومساندة العدو الصهيوني رغم أنها صديقة كما تدعي لأغلب إن لم يكن لجميع الدول العربية؟ وهي الدولة الوحيدة في العالم التي حظيت وتحظي بمنزلة ومكانة متميزة في علاقاتها مع هذه الدول وقواعدها وجيوشها وأساطيلها موجودة في معظم هذه الدول.. تنعم بالشمس الدافئة والجو الصحراوي الشاعري وراحة ليس بعدها راحة! ومليارات العرب تدفيء بنوكها وتوظفها لضخ الحياة في شرايين إقتصادها المتعب وتحقيق الرفاهية للشعب الأمريكي. ونسأل.. هل تجرؤ واشنطن أن تتخذ موقفا معاديا من أية دولة في العالم حتي ممن أطلقت عليها دول محور الشر كما تتخذه من العرب ومن قضيتهم المركزية القضية الفلسطينية؟ ولماذا يلجأ الرئيس أوباما الذي علق عليه العرب والمسلمين كل الأمال وبطريقة مهينة مستفزة إلي تأييد العدو،والإعلان وبكل عنجهية عن معارضته إقامة دولة فلسطينية.. دون موافقة إسرائيل وتصميمه إجهاض قيام هذه الدولة عن طريق الأممالمتحدة كما تعتزم المجموعة العربية في سبتمبر المقبل؟ ولماذا يصر الكونجرس الأمريكي علي أن يكون صهيونيا أكثر من الكنيست فتدوي قاعاته بالتصفيق 29 مرة خلال خطاب نتنياهو؟ ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ينوي هذا الكونجرس المتصهين إتخاذ قرار ينص علي عدم إنسحاب العدو الصهيوني إلي حدود 67 وإلزام الإدارة الأمريكية بهذا القرار؟ ونتساءل.. هل هذه المواقف والإجراءات الأمريكية العدوانية تعود لحاجة أوباما والحزب الديمقراطي لأصوات اليهود في الانتخابات المقبلة؟ وهل وصلت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب الي درجة التطابق الكامل خاصة أن نشأة الكيانين وجذورهما واحدة، فالمهاجرون البيض إلي أمريكا قضوا علي أكثر من 12 مليون هندي أحمر، بينما قتل الصهاينة مئات الألوف من الشعب الفلسطيني ودمروا أكثر من 520 قرية لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه وأصبح العهد القديم هو مرجع الصهاينة الجدد في أمريكا كما هو مرجع لعتاة المجرمين الحاقدين في الكيان الصهيوني..! خطورة الموقف أنه غير مبرر ويتناقض كليا مع دور أمريكا المعلن كوسيط لإحلال السلام الشامل والدائم والحفاظ علي مصالحها الإستراتيجية وصداقتها مع الدول العربية التي تحالفت معها زمن الحرب الباردة وفي الحرب علي الارهاب وأصبحت تسير في ركابها وتدور في فلكها. في هذا السياق فإن ردود الفعل العربية علي المواقف الأمريكية المعادية للأمة ولحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير غير موجودة، مما شجع واشنطن علي تصعيد تأييدها للعدو المحتل ولخططه الفاشية العنصرية لو انتبهت الدول العربية جيدا لنصيحة الجنرال بترايوس للإدارة الأمريكية بأن تخفف من غلواء مساندتها للإحتلال الإسرائيلي حفاظا علي مصالحها في العالم، لفاز أوباما برأس الحصان، ولما استمر في الاستهزاء والإستخفاف بمشاعر العرب والمسلمين إلي هذه الدرجة المؤذية. . ونسأل: هل تجرؤ الإدارة الامريكية بعد أفعالها هذه، أن تسأل عن سبب كره العرب والمسلمين للسياسة الامريكية وللامريكيين؟