سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 29-9-2024 مع بداية التعاملات الصباحية    تصعيد مكثف.. تجدد الغارات الإسرائيلية على مدينة صور اللبنانية    طائرات الاحتلال تشن غارة جوية على مدينة الهرمل شرقي لبنان    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 29-9-2024    مصرع شخص صدمته سيارة نقل في سوهاج    "أسفة بعتك بأرخص تمن".. شيرين عبد الوهاب تعتذر لشقيقها    وزير الخارجية يوجه بسرعة إنهاء الإجراءات لاسترداد القطع الآثرية من الخارج    انفجارات عنيفة تهز مدينة ديرالزور شرق سوريا    الجيش الأردني: سقوط صاروخ من نوع غراد في منطقة مفتوحة    «الأهلاوية قاعدين مستنينك دلوقتي».. عمرو أديب يوجه رسالة ل ناصر منسي (فيديو)    شريف عبد الفضيل: «الغرور والاستهتار» وراء خسارة الأهلي السوبر الإفريقي    إصابة ناهد السباعي بكدمات وجروح بالغة بسبب «بنات الباشا» (صور)    أصالة ل ريهام عبدالغور: انتي وفيّه بزمن فيه الوفا وين نلاقيه.. ما القصة؟    ضبط 1100 كرتونة تمر منتهية الصلاحية في حملة تموينية بالبحيرة    الفيفا يعلن عن المدن التي ستستضيف نهائيات كأس العالم للأندية    أمير عزمي: بنتايك مفاجأة الزمالك..والجمهور كلمة السر في التتويج بالسوبر الإفريقي    رئيس موازنة النواب: نسب الفقر لم تنخفض رغم ضخ المليارات!    عاجل| «هاشم صفي الدين» بين الولاء لإيران وتحديات الداخل هل يكون خليفة نصر الله المنتظر؟    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    بعد اغتيال نصر الله.. كيف تكون تحركات يحيى السنوار في غزة؟    أحدث ظهور ل يوسف الشريف في مباراة الأهلي والزمالك (صورة)    لافروف يرفض الدعوات المنادية بوضع بداية جديدة للعلاقات الدولية    نتنياهو: لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل    سحر مؤمن زكريا يصل إلي النائب العام.. القصة الكاملة من «تُرب البساتين» للأزهر    أول تعليق من محمد عواد على احتفالات رامي ربيعة وعمر كمال (فيديو)    "حط التليفون بالحمام".. ضبط عامل في إحدى الكافيهات بطنطا لتصويره السيدات    حكاية أخر الليل.. ماذا جرى مع "عبده الصعيدي" بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟    مصر توجه تحذيرا شديد اللهجة لإثيوبيا بسبب سد النهضة    الصحة اللبنانية: سقوط 1030 شهيدًا و6358 إصابة في العدوان الإسرائيلي منذ 19 سبتمبر    الأوراق المطلوبة لتغيير محل الإقامة في بطاقة الرقم القومي.. احذر 5 غرامات في التأخير    القوى العاملة بالنواب: يوجد 700 حكم يخص ملف قانون الإيجار القديم    حدث في منتصف الليل| السيسي يؤكد دعم مصر الكامل للبنان.. والإسكان تبدأ حجز هذه الشقق ب 6 أكتوبر    أسعار السيارات هل ستنخفض بالفترة المقبلة..الشعبة تعلن المفاجأة    ورود وهتافات لزيزو وعمر جابر ومنسي فى استقبال لاعبى الزمالك بالمطار بعد حسم السوبر الأفريقي    «التنمية المحلية»: انطلاق الأسبوع التاسع من الخطة التدريبية الجديدة    راعي أبرشية صيدا للموارنة يطمئن على رعيته    برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024: عبر عن مشاعرك بصدق    يوسف الشريف يبدأ تصوير فيلم ديربى الموت من داخل مباراة كأس السوبر.. صورة    نشرة التوك شو| أصداء اغتيال حسن نصر الله.. وعودة العمل بقانون أحكام البناء لعام 2008    "100 يوم صحة" تقدم أكثر من 91 مليون خدمة طبية خلال 58 يومًا    في عطلة الصاغة.. تعرف على أسعار الذهب الآن وعيار 21 اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    قفزة كبيرة في سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    «شمال سيناء الأزهرية» تدعو طلابها للمشاركة في مبادرة «تحدي علوم المستقبل» لتعزيز الابتكار التكنولوجي    وزير التعليم العالى يتابع أول يوم دراسي بالجامعات    اتحاد العمال المصريين بإيطاليا يوقع اتفاقية مع الكونفدرالية الإيطالية لتأهيل الشباب المصري    تعرف على سعر السمك والكابوريا بالأسواق اليوم الأحد 29 سبتمبر 2027    «الداخلية» تطلق وحدات متنقلة لاستخراج جوازات السفر وشهادات التحركات    تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. «الحمل»: لديك استعداد لسماع الرأى الآخر.. و«الدلو»: لا تركز في سلبيات الأمور المالية    سيدة فى دعوى خلع: «غشاش وفقد معايير الاحترام والتقاليد التى تربينا عليها»    ضبط 27 عنصرًا إجراميًا بحوزتهم مخدرات ب12 مليون جنيه    باحثة تحذر من تناول أدوية التنحيف    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    كيف تصلي المرأة في الأماكن العامَّة؟.. 6 ضوابط شرعية يجب أن تعرفها    أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية الأولى لقرية النصر    دعاء لأهل لبنان.. «اللهم إنا نستودعك رجالها ونساءها وشبابها»    رئيس هيئة الدواء يكشف سر طوابير المواطنين أمام صيدليات الإسعاف    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة اسقاط مصر
قطر الطريق إلي الفوضي «3 / 5»
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 09 - 2017

الشيخة موزة تمنح سعد الدين إبراهيم عشرة ملايين دولار لبدء المخطط بزعم دعم الديمقراطية
الكتاتني رفض مناقشة طلب إحاطة عن زيارة مدير المخابرات القطرية سرًا لدعم الإخوان
السيسي استدعي أحمد بن ناصر ووبَّخه وطالبه بمغادرة القاهرة فورًا
ويكيليكس: حمد بن جاسم تعهد للإسرائيليين بضرب استقرار مصر
قطر أرسلت بيوسف القرضاوي إلي ميدان التحرير بعد تنحي
مبارك مباشرة ليعلن بدء وصول الإخوان إلي حكم مصر
السعودية انحازت إلي مصر.. والملك عبدالله قال لأمير قطر الجديد: »اوعي تطلع كذاب زي أبوك»‬
أمير قطر يُظهر وجهه القبيح بعد سقوط الإخوان ويحرِّض المجتمع الدولي ضد مصر
في الحلقة الثالثة من »‬قطر.. الطريق إلي الفوضي» يسرد الكاتب الصحفي الزميل مصطفي بكري بعض الوقائع المتعلقة بالخطة القطرية-الصهيونية التي استهدفت إسقاط مصر، وذلك من خلال سياسة التحريض وتمويل المنظمات والتنظيمات المعادية لمصر.
ويتطرق الكاتب في هذه الحلقة إلي أسرار الزيارة التي قام بها مدير الاستخبارات العسكرية القطرية إلي مصر في مايو2012 واجتماعه بعدد من قادة الإخوان للتنسيق للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، مما استدعي من اللواء عبد الفتاح السيسي -الذي كان مديرًا للمخابرات الحربية في هذا الوقت- استدعاء المسئول القطري والطلب منه مغادرة القاهرة علي الفور.. إن ملف التدخل في الشئون الداخلية المصرية لم يكن فقط في التمهيد لأحداث 25 يناير والتحريض علي إسقاط الدولة وإنما يمتد إلي ما هوأبعد من ذلك، وتحديدًا منذ التواصل مع سعد الدين إبراهيم عام 2004 ومنحه عشرة ملايين دولار لإنشاء منظمة تكون مهمتها دعم ما يسمي ب»‬الديمقراطية» التي تعني وفق المفهوم القطري إسقاط الأنظمة وصولا إلي إسقاط الدولة.
كانت مصر هدفًا منذ البداية..
وكان حمد بن جاسم آل ثان، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري في هذا الوقت، قد تبني خطة، وسعي إلي تنفيذها عبر آليات محددة، وشخصيات تمت الاستعانة بها، من حقوقيين وسياسيين ومهنيين وإعلاميين..
عُقد الكثير من الندوات في الدوحة، التي راحت تدرس الحالة المصرية وآليات التعامل معها، واتصلت الشيخ »‬موزة» والدة حاكم قطر الحالي، بالدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز »‬ابن خلدون» وصاحب مشروع »‬الأقليات» لتؤسس له منظمة للديمقراطية، وتمنحه نحوعشرة ملايين دولار كبداية، لتبني ملف »‬حقوق الإنسان والديمقراطية» في مصر.
كانت البداية بعقد »‬المؤتمر العربي الأول لدعاة الديمقراطية العرب» في مايو2004 بالدوحة، وقد تمت دعوة حوالي مائة ناشط حقوقي في هذا الوقت، حيث صدر في نهاية هذا المؤتمر ما سُمِّي ب»‬نداء الدوحة».
لقد كانت كلمة أمير قطر في هذا الوقت )الشيخ حمد بن خليفة( بمثابة إعلان لبدء المؤامرة ضد الوطن العربي وبلدانه المختلفة باسم »‬الديمقراطية»، ولم يكن الأمر سوي بداية للمخطط المتفق عليه سلفًا مع بعض القوي الأجنبية والصهيونية المعادية.
وبعد ثلاث سنوات من هذا المؤتمر، عُقد مؤتمر آخر في الدوحة شارك فيه أكثر من »‬500» من النشطاء الحقوقيين أعلنوا في نهايته عن قيام »‬المؤسسة العربية للديمقراطية» ترأسها د. سعد الدين إبراهيم وقامت الحكومة القطرية بدفع عشرة ملايين دولار للمؤسسة كبداية، شريطة أن تتبني وتدافع عن الأهداف التي تم إقرارها أثناء المناقشات التي جرت خلال فترة الانعقاد.
وقد استضافت قطر في هذه الفترة العديد من النشطاء »‬الليبراليين» ليتلقوا دورات علي حرب »‬اللاعنف» في فرع أكاديمية التغيير الذي أقيم بعد ذلك أوالمشاركة في الدورات التي كانت تُعقد تحت إشراف وزارة الخارجية القطرية وبحضور العديد من الشخصيات الأمريكية والغربية المرتبطة بمخطط الشرق الأوسط الجديد.
وكان العديد من العناصر الإخوانية والمرتبطة بالتنظيمات التكفيرية يشارك في هذه المؤتمرات بدعوة خاصة من الحكومة القطرية، وعقدت بينهم وبين بعض كبار المشاركين في هذه المؤتمرات لقاءات مهمة جري خلالها مناقشة مستقبل المشروع الإسلامي في المنطقة وآليات وصوله إلي السلطة.
في هذا الوقت كشفت إحدي الوثائق المنسوبة إلي »‬ويكيليكس» أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثان أبلغ إسرائيل »‬أن الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف، والأمر كذلك يشمل لعبًا بمشاعر المصريين لإحداث الفوضي عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرًا محوريًا في الخطة».
وفي لقاء سري جمع بين حمد بن جاسم ومسئول إسرائيلي كبير، أبلغه أن نوايا قطر لن تتوقف عند هذا الحد، واصفًا مصر ب»‬الطبيب الذي لديه مريض واحد»، ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة.
واعتبر بن جاسم أن المريض الذي لدي مصر هوالقضية الفلسطينية، في إشارة منه إلي أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل، حتي لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.
كانت كلمات حمد بن جاسم تعكس حقدًا شديدًا علي مصر، وسعيًا دؤوبًا لتنفيذ المخطط ضدها بأسرع وقت ممكن، ومن يتابع الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة في فترة ما قبل أحداث 25 يناير 2011 بقليل يدرك أن هناك خطة ممنهجة تستهدف استغلال حالة الاحتقان المجتمعية الشديدة في مصر وتوظيفها لحساب إسقاط الدولة ومؤسساتها المختلفة.
وفي هذا الوقت بعثت قناة الجزيرة بالمذيع الإخواني أحمد منصور ليكون جنبًا إلي جنب مع فريق قناة الجزيرة في ميدان التحرير، حيث تولي عملية التوجيه والمشاركة في التحريض، بل وتوزيع الأموال علي النشطاء لضمان استمرار الحرائق في كل مكان حتي إسقاط الدولة.
لم يكن الهدف هوالإصلاح أوتغيير النظام -كما سعي كثير من المصريين في هذا الوقت- وإنما كان الهدف هوسيادة الفوضي تمهيدًا لإسقاط الدولة.
ولذلك لم يكن غريبًا أن يحضر إلي القاهرة الإرهابي يوسف القرضاوي الذي تولي إمامة المصلِّين في ميدان التحرير في أول جمعة بعد سقوط نظام مبارك 18 فبراير 2011، حيث التف حوله شباب الإخوان بقيادة الإرهابي محمد البلتاجي، وراح القرضاوي يبشر في كلمته بالمشروع الجديد الذي تتبناه جماعة الإخوان، كما راح يحرض ضد مؤسسات الدولة المختلفة مطالبًا بتطهيرها، ولم يكن إلا ليحرض علي إسقاطها..
وقد نقلت قناة الجزيرة خطاب »‬القرضاوي» كاملًا علي شاشتها في هذا الوقت، وكان ذلك بمثابة تمهيد علني لدعم قطر لجماعة الإخوان، ولتمهيد لوصولهم إلي السلطة من خلال توظيف القوي الناعمة في مصر »‬الإعلام - النشطاء - منظمات المجتمع المدني »التي تمولها قطر لحساب جماعة الإخوان.
وفي نهاية شهر مايو2012، وبعد الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز كل من الفريق أحمد شفيق ود.محمد مرسي للمنافسة في الجولة الثانية المقررة في 16، 17 يونيو، وصل إلي مصر في هذا الوقت أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثان مدير المخابرات العسكرية القطرية، حيث دخل إلي القاهرة سرًا ودون إخطار الجهات المعنية، وعقد اجتماعًا في إحدي الفيلات بمنطقة مصر الجديدة حضره عدد من قيادات جماعة الإخوان منهم المرشد محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر ومحمد مرسي المرشح الرئاسي وبعض المنتمين للتيار المدني، خاصة من الذين تنافسوا في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية ولم يُكتب لهم الفوز.
وعندما علمت بهذا الأمر تقدمت بطلب إحاطة إلي رئيس مجلس الشعب في هذا الوقت »‬د. سعد الكتاتني»، وعندما قرأ د. الكتاتني طلب الإحاطة، قال لي بلهجة عصبية: وهل عندك دليل؟، فقلت له: فلتأت الحكومة وتنفِ حدوث هذا اللقاء أو عدم دخول مدير المخابرات العسكرية القطرية من الأساس.
في هذا الوقت شعرت بأن هناك محاولة للتلكؤ في طرح طلب الإحاطة، وأخذت الكلمة وسألت رئيس المجلس وقلت له: لماذا ترفض الحكومة مناقشة طلب الإحاطة؟
قال د. الكتاتني: الحكومة غير جاهزة، ونحن نستعجلها في الرد.
لقد أدركت في هذا الوقت أن الهدف هو تمييع القضية، حتي لا يؤثر طلب الإحاطة علي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
بعد قليل وجدت الوزير عمر سالم وزير الشئون البرلمانية، وقد كان موقفه وطنيًا وعلي يقين من حدوث هذا اللقاء، إلا أن رئيس المجلس كان مصرًا علي عدم مناقشته، حتي لا يُحرج جماعته الإخوانية.
في هذا الوقت كانت قد تسربت إليّ معلومات تفيد بأن اللواء عبدالفتاح السيسي الذي كان مديرًا للمخابرات الحربية في هذا الوقت قد استدعي مدير المخابرات العسكرية القطرية ووبَّخه علي دخوله مصر بدون إخطار المخابرات الحربية والجهات المعنية وحذره من العبث بأمن البلاد وواجهه بالاجتماعات التي عقدها، وطلب منه مغادرة القاهرة علي الفور.
قال لي الوزير عمر سالم: أنا في حرج شديد، وليس لديَّ مانع من الرد علي طلب الإحاطة المقدم منك مهما كان الأمر، ولكنني طلبتك الآن لأن اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة يريد أن يتحدث معك.
وبالفعل قام الوزير عمر سالم بالاتصال باللواء مراد موافي الذي حدثني لعدة دقائق، ثم طلب أن يراني في مقر المخابرات العامة في تمام الثالثة من بعد ظهر نفس اليوم.
وبالفعل تركت جلسة المجلس وتوجهت إلي مقر المخابرات العامة حتي أستطيع الوصول في الموعد المحدد..
كان اللواء مراد موافي في انتظاري، دار بيننا حوار طويل حول الزيارة السرية والمفاجئة التي قام بها مدير المخابرات العسكرية القطرية إلي مصر، ولقائه ببعض العناصر المشبوهة.
وقال لي: إن اللواء السيسي استدعاه إلي مقر المخابرات الحربية ووجه إليه اللوم الشديد علي دخول مصر بهذه الطريقة ولقاء بعض العناصر الإخوانية والتدخل في الشئون الداخلية لمصر، وطلب منه المغادرة فورًا..
حاول مدير المخابرات العسكرية القطرية تبرير زيارته إلي القاهرة بادعاءات وأكاذيب لا تنطلي علي أحد، إلا أن اللواء عبدالفتاح السيسي كان حاسمًا في موقفه.
ظلت الجلسة مع اللواء مراد موافي مستمرة لأكثر من ثلاث ساعات، وتحدثنا يومها عن الدور القطري في إحداث الفوضي في مصر والعالم العربي، وقال يومها: إن قطر تسعي بكل ما تملك إلي دعم جماعة الإخوان للهيمنة والسيطرة علي الحكم في البلاد.
وبالفعل وأثناء اجتماعات المجلس العسكري مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان كان ترتيبي في الجلوس علي مائدة الحوار إلي جوار اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت، فسألته عن حقيقة الواقعة فأكد لي بالفعل حدوثها..
هكذا كانت قطر تعبث في الأمن الداخلي لمصر، تدعم بكل الإمكانات جماعة الإخوان.
وأثناء تفاقم الأزمة بين الإخوان والشعب المصري، قام غانم الكبيسي مدير المخابرات القطرية علي رأس وفد كبير بزيارة إلي القاهرة استغرقت يومين، وكان يرافقه في هذا الوقت خالد العطية وزير الدولة القطري للشئون الخارجية، حيث جري البحث مع قادة الإخوان في السبل الكفيلة للحيلولة دون انطلاق ثورة الشعب المصري في مواجهة الإخوان في الثلاثين من الشهر نفسه.
وفي أعقاب سقوط الإخوان كشفت حكومة قطر عن وجهها سافرًا وراحت تسخِّر كل إمكاناتها المادية والإعلامية والدبلوماسية لخدمة مخطط جماعة الإخوان في نشر الفوضي في مصر، وراحت قناة »‬الجزيرة» تنقل تغطية مستمرة لأحداث الاعتصام المسلح في ميدان رابعة، وتبث مباشرة وقائع التظاهرات وتحرِّض علي أعمال التخريب والحرق في كل مكان علي أرض مصر.
واستضافت القناة العشرات من رموز الإخوان السياسية والإعلامية للتحريض ضد مصر وإسقاط الدولة، واصفة ثورتها بأنها »‬انقلاب عسكري».
وقد احتضنت قطر في هذه الفترة العناصر الإخوانية الهاربة والمتورطة في العديد من قضايا الإرهاب والتحريض عليها، وراحت تقدم المال والسلاح لعناصر التنظيمات التي بدأت في شن حرب منظمة ضد الدولة المصرية وشعبها ومؤسساتها.
وفي هذا الوقت حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه أمير قطر من خطورة استمرار بلاده في دعم جماعة الإخوان والتحالف معها علي حساب مصلحة وأمن مصر والمنطقة بأسرها.
ويبدو أن الموقف السعودي القوي، قد فاجأ أمير قطر الذي راح يؤكد إقرار بلاده بالدور القيادي السعودي لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو الدور الذي سعي والده الأمير السابق إلي التشكيك فيه، في محاولة لابتزاز المملكة، إلا أنها ظلت علي موفقها المتشدد من السياسة القطرية تجاه مصر ودول المنطقة.
وفور عودة قطر من زيارته للسعودية بادر بالاتصال بالأمريكيين مبديا انزعاجه من تداعيات الموقف السعودي الداعم لمصر بشكل لم يكن يتوقعه، وقال لهم إنه ذهب إلي السعودية بروح جديدة إلا أن قادة المملكة لم يبادلوه هذه الروح.
وقد طالب أمير قطر الإدارة الأمريكية بممارسة الضغط علي المملكة والتلويح لها بإثارة القلاقل في البلاد، لعل ذلك يدفعها إلي تغيير موقفها الداعم للقيادة المصرية الجديدة.
وقد أبلغت واشنطن أمير قطر أنها لن تستطيع التدخل لدي الحكومة السعودية في الوقت الراهن، خصوصا أنها تدرك أن موقف المملكة نابع من تقدير حقيقي للدور المصري علاوة علي موقفها الرافض لسلوك جماعة الإخوان ضد مصر ونظامها السياسي الحاكم.
وقد تعهدت الإدارة الأمريكية لقطر بأن تسعي إلي فهم حقائق الوضع علي الأرض، واستخدام قناة الجزيرة لإثارة المشاكل داخل المملكة لإرباكها خصوصًا أن دعم السعودية من شأنه أن يفشل المخطط الأمريكي الذي استهدف القيادة الجديدة في مصر في هذا الوقت.
ولذلك جاء البيان السعودي بعد يومين من أحداث رابعة في 16 أغسطس 2013 ليؤكد أن ما تشهده مصر حاليا يعبر عن إرادة أكثر من 30 مليون مصري، كما أن خادم الحرمين الشريفين طالب بعدم التدخل في الشئون الداخلية في مصر، وأن المملكة قيادة وحكومة وشعبا وقفت وستقف دائما مع مصر، ومع تصاعد الأحداث عقدت في الرياض قمة ثلاثية بناء علي وساطة الكويت حضرها الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وبين أمير قطر تميم بن حمد وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وقد أكد البيان أنه في يوم 23/11/2013 تم عقد مباحثات مستفيضة بين القادة الثلاث تم خلالها إجراء مراجعة شاملة لما يشوب العلاقات بين دول المجلس والتحديات التي تواجه أمنها واستقرارها، ولأهمية تأسيس مرحلة جديدة في العمل الجماعي بين دول المجلس وتم الاتفاق علي الآتي:-
1 - عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أوغير مباشر وعدم إيواء أوتجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته، وعدم دعم الفئات المارقة المعارضة لدولهم، وعدم دعم الإعلام المعادي.
2- عدم دعم جماعة الإخوان أوأي من المنظمات أوالتنظيمات أوالأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول المجلس عن طريق العمل الأمني المباشر أوعن طريق محاولة التأثير السياسي.
3- عدم قيام أي من دول مجلس التعاون بتقديم الدعم لأي فئة كانت في اليمن ممن يشكلون خطرا علي الدول المجاورة.
كانت تلك هي أهم البنود التي وقع عليها قادة المملكة والكويت وقطر في هذا الوقت، غير أن الملك عبد الله بن عبد العزيز )رحمه الله عليه( لم يكن علي ثقة بالتزام قطر بهذه الوثيقة، ولذلك راح يقول لأمير قطر »‬آوعي تطلع كداب زي أبوك وتتهرب من الالتزام بالوثيقة».
لقد كان خادم الحرمين الشريفين »‬رحمه الله» يعرف تماما أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة كثيرا ما تهرب من وعوده، وغدر بتعهداته، وتعمد الكذب دون خجل أوحياء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.