حصلت كلية الإعلام بجامعة القاهرة مؤخرآ علي شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد باعتبارها أول كلية إعلام في مصر تنال هذا الاعتراف الأكاديمي المهم بعد استيفاء الأربعة عشر معيارآ التي أقرتها الهيئة. وتشمل معايير: التخطيط الاستراتيجي، والهيكل التنظيمي، والقيادة والحوكمة، والمصداقية والأخلاقيات، والجهاز الإداري المنضبط، وتنمية الموارد، والمشاركة المجتمعية وتنمية البيئة والتقويم المؤسسي وإدارة نظم الجودة، ومستوي الخريجين، والمعايير الأكاديمية، والبرامج التعليمية، والتعليم والتعلم، والتسهيلات المادية للتعليم، وأعضاء هيئة التدريس، والبحث العلمي والأنشطة العلمية الأخري، والدراسات العليا، والتقويم المستمر للفاعلية التعليمية. استطاعت كلية الإعلام بعد صبر وجلد وعمل متواصل من هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين والطلاب المتميزين وقيادة بارعة للأستاذة الدكتورة جيهان يسري عميدة الكلية أن تحقق بجدارة جميع المعايير السابقة، حيث أقرت لجنة الاعتماد المنبثقة عن الهيئة القومية لضمان الاعتماد والجودة بوجود خطة استراتيجية للكلية وخطة للوضع التنافسي، وواصل العاملون بوحدة الجودة بالكلية الجهود السابقة واستكملوا النواقص، وتمكنوا من استكمال الهيكل التنظيمي والإدارات الداعمة، والحوكمة في اختيار القيادات الأكاديمية، ونمط القيادة، وممارسات المجالس الرسمية، وتنمية المهارات الإدارية، ونظم الإدارة والتوثيق، ودور القيادة في تنمية التمويل الذاتي، وتوافر المصداقية والأخلاقيات في كل من حقوق الملكية الفكرية والنشر والممارسات العادلة، والالتزام بأخلاقيات المهنة، وتقييم الأداء والرضا الوظيفي، والبيئة التعليمية المناسبة من قاعات الدرس والمعامل والاستديوهات والمطابع والتي تتيح للطلاب استيعاب جميع المهارات المعرفية والذهنية والمهنية والعامة. كلية الإعلام هي أيقونة جامعة القاهرة، تخرج فيها آلاف الكوادر الإعلامية الذين أسهموا بجهد وافر في مسيرة الصحافة والإعلام مصريآ وعربيآ ودوليآ. تستمد الكلية تميزها من عراقة جامعة القاهرة وهي أول جامعة تهتم بالدراسات الأكاديمية في الصحافة والإعلام في الشرق الأوسط وإفريقيا. أنشأت الجامعة معهد التحرير والصحافة والترجمة ليتبع كلية الآداب منذ عام 1939 علي يد الدكتور محمود عزمي، وكان يمنح درجة الدبلوم المعادلة للماجستير، وبعد ثورة يوليو 1952 تحول المعهد إلي قسم الصحافة الذي يمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه برئاسة الدكتور عبد اللطيف حمزة، وفي عام 1969 تحول القسم إلي معهد مستقل يضم ثلاثة أقسام هي الصحافة، والإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة والإعلان وتولي عمادتة الدكتور ابراهيم إمام، ثم تحول القسم إلي كلية الإعلام التي خرجت أولي دفعاتها لمرحلة البكالويوس عام 1975 والتي أشرف أنني ضمن خريجيها. تتابع علي عمادة الكلية مجموعة من الأساتذة العظام وهم: ابراهيم إمام، وعبد الملك عودة، وسمير حسين، ومختار التهامي، وجيهان رشتي، وفاروق أبوزيد، وعلي عجوة، وماجي الحلواني، وليلي عبد المجيد، وسامي عبد العزيز، وحسن عماد مكاوي، وجيهان يسري، وذلك فضلآ عن عشرات الأساتذة الأجلاء الذين يشغلون أهم المواقع القيادية في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والجامعات العربية. أسهمت الكلية في تدريب وتأهيل مئات الصحفيين والإعلاميين وعقدت شراكات مهمة مع معظم الوزارات والهيئات والشئون المعنوية بالقوات المسلحة وأكاديمية الشرطة، وعلي المستوي الخارجي مع منظمة اليونسكو، والصحة العالمية، وفريدريش ناومان الألمانية، وهيئة الإذاعة البريطانية وغيرها. كل هذا التميز لم يشفع لخريجي الكلية العريقة للقيد في جداول نقابة الإعلاميين تحت التأسيس بسبب تعنت اللجنة التأسيسية، وبعد ذلك نزعم أننا تريد تصويب مسار الإعلام.!!!