المثوي الأخير لبدر الدين أدهم.. هكذا كتب علي مدخل مقبرته منذ 6 أشهر! أوصاني وهو يحتضر علي فراش الموت بأبنائه وزوجته التي دفعتني دفعا للحديث معه بناء علي رغبته قبل دخوله في غيبوبة الكبد اللعينة، قال كلاما ليس مجاله هنا ولكنه مزق قلبي تمزيقا، وأدخلني في بحر الأحزان غريقا، أسرعت إلي الطبيب المناوب في العناية المركزة، قلت له: بدر صديق عمري، وقدرتي علي التحمل قوية بالله عليك يا دكتور صف لي حالته واعلم أنني لن أبوح بشئ لأهله إطلاقا، رد الطبيب الغريب والدموع تملأ عينيه: يااستاذ لطفي بدر ادهم يحتضر! وهو بين أيادي الرحمن فادع له وقول يارب! هكذا غيب الموت صديقي وحبيبي ورفيق العمر: والمشهد في صحن مسجد الحصري كان مشهدا فوق العادة في عيون شيوخ المهنة استاذنا مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وكاتبنا الكبير ابراهيم نافع وعندما احتضن الصحفيون الكبار أصدقاء العمر بعضهم البعض أحمد السعيد وحسن الرشيدي والسيد البابلي وفهمي عنبة ومؤمن ماجد وكاتب هذه السطور انهمرت الدموع انهارا وارتفع صوت النحيب، ولو كان البكاء يا بدر يجدي لبكينا العمر كله. ويوم تزاملت مع بدر في كلية الإعلام في نوفمبر 3791 عرفني بأمه أطال الله عمرها ومنذ ان قبلت يدها وهي تدعو لنا جميعا بأحلي الدعوات، وتخص بدر بدعاء أمهات الزمن الجميل »روح ربنا يحبب خلقه فيك« وكان باب السماء مفتوحا فاستجاب رب العرش العظيم وأحبه كل من حوله، وكان رحمه الله ودودا ومجاملا وسندا ورجل مواقف، وإنسانا إلي أقصي درجة ولن أنسي موقفه أبدا لحظة وفاة ابني المهندس باسم حقا اننا في أخبار اليوم فقدنا إنسانا جديرا بكل الحب والاحترام، إنسانا كان يتحلي بأخلاق الفرسان. اللهم لا اعتراض علي حكمك يا رب، ولكنه الفراق يا صاحبي، وسأفتقدك كثيرا عندما تشتد بي الأزمات. يارب امنحني الصبر والقدرة علي تحمل هذا الفراق ولا نملك إلاقولك الكريم »إنا لله وإنا إليه راجعون«.. وسلام يا صاحبي.