لا أري.. خجلاً ولا عيباً ولا غضاضة في مطالبة شباب الثورة بعدم توجيه أي إهانة أو التشهير بالرئيس حسني مبارك، ودعونا نصلي جميعا من أجله وندعو له بالشفاء العاجل حتي يتعافي من أزمته الصحية والنفسية.وبصفتي مواطناً مصرياً أتوجه للرئيس بالتحية والتعظيم علي ما قدمه عسكرياً ومدنياً علي مدار 03 عاما، فقد تربينا في كنف رجل من أكفأ رجالات البلد، وأحد كبار قادته العسكريين الذين أعادوا لنا الكرامة والعزة وحققوا نصر أكتوبر وأعادوا الأرض المغتصبة بالكامل. .. وإن أخطأ مبارك فكل البشر خطاءون ولابد أن نتذكر دائما أن احترام الكبير وتوقيره واجبان! وليس معني وجود أخطاء خلال فترة رئاسته ارتكبها بعض المفسدين ممن جمعوا بين السلطة والثروة ان الرئيس كان فاسداً، ففي كل نظام سياسي أخطاء، ! وكان قرار تنحيته في حد ذاته بطولة ورجولة، لأنه أنقذ البلد من كارثة محققة ، وفي الوقت نفسه استجاب لمطالب شباب الثورة والإرادة الشعبية، والآن فلا أقل من أن نكف عن التجريح والتشهير والإساءة إلي شخص الرئيس فالأشخاص زائلون ومصر ستظل باقية إلي الأبد. ولا أسمع.. عن مظاهرات إيران وقمع المعارضة . ولا عن المواجهات التي وقعت بين المعارضين والموالين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح . ولا عن غليان الشارع الجزائري في ساحة الوئام وتصاعد لهجة المطالبة بالتغيير. ولا عن المظاهرات في بني غازي والبيضاء في ليبيا ولا عن احتجاجات شعب مملكة البحرين.. واللافت في الأمر ان كل المظاهرات تنادي بمطلب واحد سمعناه في تونس ومصر وهو »الشعب يريد إسقاط النظام«! ولا أتكلمعن حدوتة 52 يناير، فتاريخ مصر ملئ بالملاحم والبطولات، ولكن ثورة الشباب تميزت بأنها ضمت جميع الطبقات الاجتماعية وقامت بلا قيادة ولا دبابة، ولا بندقية وتسلحت بأقوي أسلحة العصر وهو سلاح العلم والتكنولوجيا عبر النت والفيس بوك والتويتر، وصنعت تاريخاً بلا إراقة دماء، وناضلت وصمدت من أجل مستقبل وطن وليست من أجل شعارات، ومن أجل رؤية مصر دولة حرة مستقلة تتمتع بالديمقراطية الحقيقة، وكشف الشباب بثورتهم المدعين والمتلونين ولولا الأربعاء الأسود وما حدث من البلطجية لاكتملت الصورة الحضارية للشعب المصري كله.. تلك هي حدوتة 52 يناير.