أمس الأول أعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة انه سيظل في حالة انعقاد دائم وذلك انطلاقا من مسئولية قواتنا المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصا علي سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة. وقبل ساعات قليلة من إعلان الرئيس مبارك تنحيه عن الرئاسة وتكليفه للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد جاء البيان الثاني ليؤكد حقيقة واحدة تقول فيها قواتنا المسلحة كلمة واحدة وهي أنا الشعب.. أنا الشعب الذي سيضمن تنفيذ كل اجراءات الإصلاح التي طالب بها شباب 52 يناير. أنا الشعب الذي سينهي حالة الطواريء. أنا الشعب الذي يضمن عدم ملاحقة الشرفاء من دعاة الإصلاح.. وفي نفس الوقت تؤكد بلغة صارمة وحازمة أنها لن تسمح بالمساس بأمن الوطن والمواطنين وممتلكاتهم. وتؤكد أيضا ضرورة انتظام العمل وعودة الحياة الطبيعية حفاظا علي مصالح وممتلكات شعبنا.. اعلان يجسد دور قواتنا المسلحة في حماية الشرعية وأعتقد جازما ان صياغة كلماته تحمل عديدا من الرسائل لنا جميعا وللعالم كله من حولنا.. الاعداء والاصدقاء. رسائل أكدها من قبل اللواء عمر سليمان نائب الرئيس وأحد أبطال اكتوبر المجيد وأكدها الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وقائد أسراب المقاتلات في حرب أكتوبر. رسائل تجمع علي حقيقة أعتقد أن ما تشهده مصر اليوم من متغيرات كان مجالا لاختبارها وتأكيدها. حقيقة من حقنا جميعا أن نفخر بها وهي ان قواتنا المسلحة ظلت حتي اللحظة الأخيرة قبل تنحي الرئيس تلتزم بالشرعية ولا تنقلب ابدا عليها فقادة مصر العظام الذين يجلسون داخل غرفة العمليات وعلي رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وكل قادة الجيوش والأركان. . كلهم جميعا من رجالات أكتوبر العظام والذين يحمل تاريخهم العسكري أرفع أوسمة البطولة والفداء والواجب. قادة عظام ربما كانت الظروف التي تعيشها مصر اليوم تمثل أفضل فرصة سانحة للانقضاض علي هذه الشرعية والاستيلاء علي الحكم. لكن ذلك قد يحدث في بلاد أخري غير مصر.. ومن رجال آخرين غير رجالات مصر الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم وهم يخوضون حروب الكرامة من أجل كرامة شعبهم وبلادهم. لقد تابعت خطوط المؤامرة التي تحاك لمصر من الخارج والتي تعبر عنها قناة الخيانة والعمالة القطرية والتي حاولت مرارا التأكيد علي وجود خلافات داخل المؤسسة العسكرية وهي أوهام مغرضة يحاولون الترويج لها في إطار المؤامرة الكبري لإضعاف مصر واختطاف مكانتها ودورها وتأثيرها العربي والإقليمي والدولي. خفي علي الأعداء والعملاء والخونة حقيقة المعدن الاصيل والنفيس الذي تنصهر فيه قيم وانتماءات وولاءات رجالنا العظام من القادة الذين يحركهم جميعا قلب واحد ينبض بحب مصر وشعبها وترابها وسيادتها وهامتها المرفوعة دائما. أمس الأول كان الاعلان عن الانعقاد الدائم للمجلس الأعلي للقوات المسلحة رغم أنني علمت من بعض مصادري الموثوقة ان المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وكل القادة لم يذهبوا جميعا إلي بيوتهم منذ 52 يناير وكانت الكراسي في بعض الاوقات هي السرائر التي ينامون عليها في أيام وساعات عصيبة يؤرقها الخوف علي مصر وضرورة حمايتها.. من الاعداء قد تكون اهون وايسر عند رجال قواتنا المسلحة لانهم يواجهون عدوا معروفا لا تتحكم في مواجهته العاطفة والقلوب مثلما يحدث اليوم من غوغائية - هم في النهاية مصريون - حاولت اقتناص ثورة شباب 52 يناير.. الثورة التي باركها الجيش وأكد مشروعية مطالبها منذ يوم 25 يناير. ودعوني أقول للعملاء والخونة الذين يودون اغتيال مصر وإعادتها للوراء.. أقول لهم العبوا غيرها.. أنتم لا تعرفون شعب مصر.. ولا تعرفون معدن رجالها وحتما سوف تأتي ساعة الحساب العسير معكم.. حساب ليس عبر ميكروفونات وضجيج الفضائيات وإن غدا لناظره قريب. ممتاز القط