مصر في محنة.. ولا يستطيع أحد أن يتكهن الي أي مدي سوف تصل.. ولا من يختفي وراءها.. ويدفع الامور للدخول بنا الي نفق مظلم! المشهد السياسي والشعبي علي مدي الاسبوعين الماضيين حمل لنا مؤشرات كثيرة.. ومواقف تستحق ان نتوقف امامها: أولها: ان الرئيس مبارك يحظي باحترام وتقدير ومحبة الاجيال الموجودة.. مثلما يحظي الزعيمان جمال عبدالناصر.. وانور السادات باعتبارهما جميعا رموزا لمراحل مهمة في تاريخ بلدنا. لا يتصور أحد أن يسمح او يوافق الجيش.. ولا أي مواطن علي المساس بالرئيس مبارك.. او إلزامه علي ترك السلطة إجباريا كما يطلب البعض ممن يحملون أجندات اجنبية.. وبدت واضحة لنا بعد اعلان الادارة الامريكية تبنيها لنفس مطلب ما يسمي »بالرحيل الفوري«.. وهو مطلب مرفوض لان الرئيس منتخب بارادة شعبية.. ومن حقه اولا.. ومن مصلحة مصر ثانيا أن يبقي.. ويستكمل ما تبقي من فترة رئاسية.. ويقرر بعدها ما يراه في أن يترشح.. او يختتم رحلته السياسية مكرما من جميع مواطني مصر المحروسة. ثانيها: ان شباب الفيس بوك ومواقع النت عندما تجمعوا وتظاهروا ووصلت مطالبهم الي الرئيس مبارك تجاوب.. وكسبت مصر قرارا بتعيين السيد عمر سليمان نائبا للرئيس وهو قيادة محترمة ومن أبرز قيادات المؤسسة العسكرية.. الذين يتولون حماية ملفات أمن مصر القومي. تلا ذلك اختيار الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء وهو من المؤسسة العسكرية أيضا.. ورجل مشهود له بالسمعة والخبرة والانجاز.. وذلك رأيناه في تطوير مطار القاهرة في فترة وجيزة ليصبح في مصاف أكبر وأحدث مطارات العالم كمباني واسطول من الطائرات الجديدة. ثالثها: استبعاد وزارة رجال الاعمال بتوجيه من الرئيس مبارك.. والخلاص من فشلها وتجاوزاتها.. ووضع نهاية لفصل مؤلم من اداء اقتصادي رديء.. واختلاط غير مشروع لرؤوس الاموال الخاصة مع العامة وما تم فيها من إهدار للمال العام. رابعها: تصاعد حجم التظاهر والمطالب السياسية.. واستجابة الرئيس مبارك لها كان يستحق بعدها ان يتوقف الجميع لمتابعة ما سوف يتم لتنفيذ وعود الرئيس بالتغيير والانتقال السلمي للرئاسة. خامسها: ليس مقبولا وعلي المستوي العام ان تظهر فجأة تلك الاحزاب المنتفعة بالسياسة والتي اختفت اثناء الازمة.. ثم تحاول ان تركب علي المكاسب التي تحققت بل وتطالب بتنحي الرئيس فورا وقبل اي تفاوض.. ثم يعقبها بيان أمريكي مؤيدا لها.. وكأن الاجندة واحدة.. وهو أمر مرفوض لان السيادة لمصر وحدها وليس لآخرين. سادسها: الاجماع علي بيان الرئيس كان واضحا من جموع المواطنين.. وهو ما كان يقتضي أن يكون ملزما لجموع المتظاهرين بالرحيل السلمي. لذا أتوقف أمام نقطتين يستحقان إجابة واضحة من الحكومة الآن: أولها: بعد ان تسلمت القوات المسلحة امر المظاهرات.. من اعطي الامر بانسحاب قوات الامن بمركباتها وأسلحتها وأفرادها من جميع مواقعها بما فيها أقسام الشرطة ووحدات الاطفاء.. وترك المواطنين في مواجهة مباشرة مع البلطجة والخارجين علي القانون الذين تعدوا علي الممتلكات الخاصة والعامة وأشعلوا الحرائق.. وأضطر المواطنون في المحافظات والمدن والقري الي التكاتف للدفاع عن ارواحهم وحماية ممتلكاتهم؟! ثانيها: بعد بيان الرئيس الاخير والتفاف مواطني مصر حوله.. من الذي دفع بجموع من الناس ضمت آلافا من البلطجية والخارجين عن القانون الذين اشعلوا النيران في ميدان التحرير وحول المتظاهرين من الشباب الابرياء.. ليسقط موتي وجرحي.. وهو ما أثار غضب المنظمات الدولية ضدنا.. وأساء الي سمعة مصر أمام العالم؟! هل هو جزء من مخطط إجرامي وإرهابي تنظمه بعض القوي السياسية ضد مواطني مصر.. ولا يعرف أسراره إلا أصحابه؟!