دعت فرنسا الي تشكيل »مجموعة اتصال« دولية حول لبنان لمساعدته علي تخطي الازمة السياسية الحالية الناجمة عن سقوط حكومته. وقال مصدر في قصر الاليزيه لوكالة الانباء الفرنسية إنّ »مجموعة الاتصال حول لبنان تريد فرنسا أن تضم إلي جانبها، سوريا والسعودية والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مع احتمال انضمام دول اخري اليها. وتابع المصدر: سيلتقي ممثلون عن الدول الاعضاء في المجموعة خارج لبنان، بسبب التوترات الحالية هناك، مشيراً إلي أن فكرة تشكيل مجموعة الاتصال طرحت خلال استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لرئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري في قصر الاليزيه. في الوقت نفسه أكد النائب عن كتلة المستقبل النيابية اللبنانية عمار حوري أن كتلته لن ترشح لرئاسة الحكومة سوي سعد الحريري. وقال حوري في تصريح خاص لراديو (سوا) الأمريكي :هناك مرشح وحيد بالنسبة لنا هو سعد الحريري، وإذا حاول الفريق الآخر أن يسمي أسماء أخري فهذا من حقه، لكن برأيي ليس من حقه بعد ذلك المطالبة بحصة معينة في الحكومة لأنه يكون قد عزل نفسه عن فرق الالتقاء". وأضاف النائب اللبناني أن خطوة وزراء المعارضة وحلفائها الانسحاب من الحكومة جاءت لإسقاط اتفاق الدوحة. من جهة اخري ذكرت صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكية، أن حزب الله »الشيعي« وحلفاؤه يعملون علي حشد دعم كاف في البرلمان من أجل السيطرة علي اختيار أعضاء الحكومة اللبنانية المقبلة في أعقاب الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء سعد الحريري. وقالت الصحيفة في تعليق علي موقعها الإلكتروني، إن القدرة علي لعب دور قد يجعل الجماعة المسلحة - وهي الأقوي بالفعل في لبنان - اللاعب السياسي الأبرز والأهم في الدولة، وهو ما قد يثير انزعاج واشنطن التي دعمت سعد الحريري كقوة موازنة مضادة لحزب الله وحليفتيه إيران وسوريا. وأشارت إلي أن انهيار حكومة الحريري يشير إلي آخر جهود حزب الله للضغط عليه من أجل التنكر لمحكمة الأممالمتحدة التي تحقق في اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني السني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 والذي نفي حزب الله مرارا ضلوعه فيه، رغم وجود توقعات علي نطاق واسع بأن أعضاء الحزب هم الذين يقفون وراءه. ومضت الصحيفة تقول إن حزب الله يعتقد أن رفض سعد الحريري للمحكمة الدولية باعتبارها غير موثوقة قد يحمي سمعة الحزب في العالم الإسلامي ويري المراقبون أن مسئولي حزب الله ما زالوا يحدوهم الأمل في إقناع سعد الحريري برد المحكمة الدولية، وذلك في مقابل السماح له باستعادة منصب رئيس الوزراء في لبنان. وكان زعماء لبنانيون قد وافقوا علي بدء مشاورات بعد غد الاثنين بشأن تشكيل حكومة جديدة بعد انسحاب وزراء حزب الله وحلفائهم من ائتلاف رئيس الوزراء سعد الحريري. وسيمثل أول اجتماع يعقد يوم الاثنين بداية للعملية. لكن لا يعتقد كثيرون ان من الممكن تشكيل حكومة جديدة قبل التوصل الي حل وسط بشأن توجيه اتهامات محتملة الي أشخاص في حزب الله من جانب محكمة تدعمها الاممالمتحدة تحقق في اغتيال رفيق الحريري عام 2005.