بدأ رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي مشاورات تشكيل حكومة جديدة حيث يمنح الدستور رئيس الوزراء 30 يوما لاختيار مجلس وزراء من بين الفصائل السياسية العراقية المختلفة. وجاء طلب التكليف الرسمي بعد أسبوعين من توصل الزعماء السياسيين لاتفاق لاقتسام المناصب الحكومية الرئيسية وهو اتفاق وضع المالكي علي الطريق لتولي رئاسة الحكومة لفترة ثانية. ويقدم اتفاق تقاسم السلطة بارقة أمل في أن يتمكن العراق من تجنب العودة للحرب الطائفية التي أودت بحياة عشرات الالاف في الفترة بين عامي 2006 و2007. من جهته اكد نوري المالكي عدم استثناء اي تكتل سياسي من حكومة الوحدة الوطنية، ودعا الي "تقديم مرشحين ذوي كفاءة يتمتعون بالنزاهة والاخلاص لتشكيل الحكومة"، مضيفاً ان "الجميع سيكونون مسؤولين عن نجاحها وعما تواجهه". وقال المالكي ان "البناء والاعمار يجب ان يسبقها تثبيت الامن وهو مسؤولية الجميع"، داعياً الي "مساندة الاجهزة الامنية في تصديها للارهاب". واضاف رئيس وزراء العراق "لا بد من العمل علي تجاوز خلافات السابق وفتح صفحة جديدة والتعاون من اجل بناء مؤسسات الدولة"، مشددا علي "التعاون التام بين السلطات الثلاث لا سيما التشريعية والتنفيذية". وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد كلف الخميس رسمياً نوري المالكي بتشكيل حكومة جديدة. ودعا المالكي إثر التكليف العراقيين إلي "ضرورة تجاوز الخلافات". يشار إلي أن اتفاق تقاسم السلطة أعطي للطالباني فترة ثانية كرئيس للبلاد وعين النائب أسامة النجيفي رئيسا للبرلمان. كما يتولي أياد علاوي رئيس كتلة العراقية منصب رئيس المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية الذي لم يتشكل بعد. من جهة اخري: اعرب السفير الاميركي لدي العراق جيمس جيفري عن قلقه حيال عزم موقع ويكيليكس نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك امرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد. وتأتي تصريحات السفير الاميركي بعد اربعة ايام من اعلان الموقع انه ينوي نشر نحو ثلاثة ملايين وثيقة سرية، في خطوة هي الثالثة من نوعها منذ يوليو الماضي لكنه لم يحدد متي سيتم ذلك او ما يرد. وقال جيفري للصحفيين في مبني السفارة في بغداد "نحن قلقون من نشر وثائق اضافية". واضاف ان "وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا افهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد انما هي ببساطة تلحق اضرارا بقدرتنا علي اداء عملنا هنا". وردا علي سؤال عما كان مسؤولون عراقيون سألوه حول نشر الوثائق، قال "من الواضح انهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها الي الاعلام سيكون مستاء وفي غاية الحزن". ولم يكشف موقع ويكيليكس عن فحوي الوثائق التي سينشرها، مكتفيا بالتلميح الي انها ستكون اكثر "بسبع مرات" من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالي 400 الف وثيقة.