علي الرغم من التوقعات التي تعزز استعادة الثقة في اليورو بعد إعلان دول الاتحاد الاوروبي الاستعانة بمظلة الاتحاد التي تم اقرارها بعد ازمة اليونان لتقديم برنامج مساعدات يحمي أيرلندا من إعلان افلاسها وبدعم مالي يصل إلي 09 مليار يورو ضمن خطة تستمر ثلاث سنوات، الا ان تخوفات مستثمري أسواق المال لازالت قائمة لعدم وضوح معالم خطة الانقاذ وأكدوا أن إعلان الموافقة علي تقديم الدعم المالي هدفه حماية اليورو في البورصات العالمية بعد ان سجل هبوطا ملحوظا بمجرد ان طلبت الحكومة الايرلندية الحصول علي دعم الاتحاد الاوروبي لانقاذ قطاعها المصرفي المتعثر وتمويل العجز في ميزانيتها العامة نتيجة تفاقم ازمة الرهن العقاري وتدهور الناتج المحلي وزيادة معدلات البطالة. ويري عيسي فتحي المحلل المالي ان أزمة أيرلندا اقل تأثيرا علي منطقة اليورو من ازمة اليونان مقارنة بحجم المساعدات التي يتم تقديمها للبلدين مشيرا إلي ان الاتحاد الاوروبي اتخذ عددا من الاجراءات التي من شأنها تحقيق المرونة في التعامل مع هذه المواقف وكان اهمها انشاء صندوق بتريليون دولار لتوجيه المساعدات لدول الاتحاد قبل إعلان افلاسها. وقال ان اسواق المال بأوروبا تراجعت بنسبة 5.1 نتيجة لجوء المستثمرين للبيع وتراجع اسهم العديد من البنوك الا ان ذلك سرعان ما ستزول اثاره بعد اعلان خطة الدعم المالي خاصة وان ايرلندا لاتعتبر شريكا تجاريا رئيس لأوروبا واضاف انه في حالة عدم السيطرة علي الازمة فستؤثر بالتأكيد علي مصر خاصة فيما يتعلق بقطاع الصادرات وليس البورصة فقط. وتختلف د. ماجده قنديل المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية مع ذلك الرأي قائلة ان أيرلندا ليست بالفعل شريك رئيسي إلا انها احد اهم شركاء بريطانيا وهي واحدة من أكبر دول الاتحاد الاوروبي وتفاقم ديون ايرلندا يؤثر بالطبع علي الوضع الاقتصادي في بريطانيا، كما ان ألمانيا حذرت من فشل خطة انقاذ ايرلندا لأن ذلك سينعكس علي جميع دول الاتحاد، خاصة ان ازمة ايرلندا الاقتصادية تأتي وسط ضغوط سياسية علي الحكومة بعد اعلان خطة التقشف المقرر مناقشتها في البرلمان الشهر المقبل مما يهدد مستقبل رئيس الوزراء هناك وبالتالي لايمكن لأحد ان يجزم بنجاح خطة الانقاذ مما يجعل أوروبا مهدده ويترتب علي ذلك عدم استقرار اوضاع المتعاملين معها. وقالت انه لايمكن التنبؤ بمستقبل العملات في ظل هذا الوضع خاصة وان الجميع يترقب ازمة في البرتغال واسبانيا وربما ايطاليا وكلها دول تعاني من ازمة ارتفاع حجم الديون، وبالرغم من تأكيدهما المستمر علي صمودهما الا ان ايرلندا حتي بضعة اشهر كانت هي الاخري تؤكد صمودها مما يؤكد ان الامر ليس مضمونا. وفي حالة امتداد الازمة لايمكن انكار تأثيرها علي مصر وأكدت ان التخوفات قائمة حتي تأتي الخطة بنتائجها إلي جانب استقرار اوضاع دول الاتحاد الاخري المهدده بأزمات مماثلة. واشارت ان احتمالات إرتفاع الدولار هي الاقرب نتيجة اللجوء للتحويلات لإهتزاز الثقة في اليورو. ويؤكد د. مختار الشريف الخبير الاقتصادي ان قيمة الذهب تزداد مع التوترات السياسية لان المستثمرين يلجأون اليه بإعتباره بديلا يحافظ علي القوة الشرائية، بمعني إنه إذا لم يحقق ارباحا فلن يحقق خسائر كبيرة كتلك التي تجلبها تقلبات اسواق المال. وما يعزز ذلك اجراءات البنوك المركزية الكبري وعلي رأسها الفيدرالي الأمريكي الذي اعلن مؤخرا التوسع في سياسة طباعة الأموال لشراء السندات الحكومية بمعني ضخ أموال في الأقتصاد عن طريق شراء الديون الحكومية الأمريكية وهو ما يمثل ضغطا علي الدولار ودعما لأسعار الذهب.