أخيرا أكدت الأممالمتحدة أن قيام دولة فلسطينية أصبح يبدو حاليا مجرد »وهم« بسبب الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية.. هذه الحقيقة الصادمة أعلنها يوم الأحد الماضي مقرر الأممالمتحدة الخاص بحقوق الإنسان ريتشارد فولك الذي أكد أن فكرة قيام دولة فلسطينية أصبحت تبدو مشكلة أكثر منها حلا للصراع لأنها ستتطلب تغييرا جذريا في عملية الاستيطان لكن الاستيطان أصبح يجعل هذا الخيار غير ممكن التحقيق. هذه الحقيقة الصادمة أردت أن أسجلها حتي نفيق جميعا من غفوتنا بعد أن أصبحت اسرائيل تتلاعب بقضية المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين ولم تعد الولاياتالمتحدة ولا غيرها من دول العالم وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي قادرين علي هذه الدولة العجيبة في تاريخنا الحديث.. وأصبحت أؤكد انه لم يعد هناك أمل الآن في قيام دولة فلسطينية خاصة بعد ان أعلنت اسرائيل صراحة ومازالت أنها لن تنسحب من الأراضي العربية المحتلة حتي حدود عام 7691 ولن تسمح بتقسيم مدينة القدس مرة أخري وستظل مدينة موحدة كعاصمة للدولة اليهودية، وأنها لن تتوقف عن بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة بل أعلنت عن خطة لبناء 21 ألف وحدة استيطانية جديدة خلال السنوات القادمة أي انها ستستمر في البناء لسكانها علي أرض الغير حتي تجعل من كل الأراضي المحتلة أمرا يصعب بل يستحيل معه إقامة ما ينادي به الفلسطينيون والعرب بدولة فلسطينية.. ومن لا يعرف ذلك يقرأ معي آخر الاحصاءات الرسمية عن حجم الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس . فقد بلغ عدد المستوطنات في الضفة الغربية حتي نهاية العام الماضي 441 مستوطنة كان أكثرها في مدينة القدس، بواقع 62 مستوطنة، اما عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 815 ألف مستوطن في نهاية عام 9002 وأكدت الاحصائيات ان عدد المستوطنين في الضفة الغربية تضاعف أكثر من 04 مرة خلال السنوات 2791 وحتي عام 9002 ويتركز معظمهم في محافظة القدس، حيث بلغت نسبتهم حوالي 25٪ من مجموع المستوطنين في الضفة الغربية بواقع 862 ألف مستوطن يلي ذلك محافظة رام الله والبيرة 39 ألف مستوطن ومحافظة بيت لحم 85 ألف مستوطن،. لذا أصبح السؤال: ما الحل؟ لقد أصبحت أنا شخصيا علي قناعة تامة الآن ان الحل لن يأتي سوي بانتفاضة فلسطينية جديدة ضد طمع اسرائيل في الأراضي الفلسطينية لكن لابد قبلها ان يتم توحيد الصف الفلسطيني أولا وأن يتفقوا علي كلمة سواء ولتبدأ هذه الانتفاضة حتي لو ضاع فيها نصف الشعب الفلسطيني.. وقتها ستعود الأرض وسيخرج المستوطن الغازي من أرضهم مثلما فعل في قطاع غزة أما الانتظار للذهاب للأمم المتحدة واستصدار قرارات جديدة علي فرض سماح الولاياتالمتحدةالأمريكية بصدور مثل هذه القرارات فسوف توضع في الأدراج مثلها مثل مئات القرارات السابقة فإما أن يعيش بقية الفلسطينيين أحرارا علي أرضهم أو ليذهب الجميع إلي زوال لأنه سيكون أشرف لهم من العيش تحت إمرة هذه الدولة العنصرية.. الدموية.. الظالمة.. وأخيرا أقول: من عنده كلام غير ذلك فليبلغني به لعلي أكون مخطئا.