تقرير دولي مهم يدق أجراس الخطر, ويكشف بكل الموضوعية والحياد, أهداف المخطط الإسرائيلي لتهويد القدسالشرقية, واستمر بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. فقد أكد ريتشارد فولك مقرر الأممالمتحدة لحقوق الانسان, في تقرير أعده للجمعية العامة للأمم المتحدة, أن بناء المستوطنات في الضفة والقدسالشرقية يستهدف ضم الأراضي الفلسطينية, وأوضح التقرير أن استمرار إسرائيل في هذه العمليات الاستيطانية يرمي إلي تحقيق هدفين متلازمين: اولهما: جعل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أمرا واقعا بحيث يتعذر نقضه, ثانيهما: أن عملية السلام التي تستهدف قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ستكون أمرا قائما علي وهم, وينطوي مضمون التقرير الدولي وكذا توقيت صدوره, علي أهمية سياسية بالغة. فضلا عن كشفه لحقيقة ممارسات إسرائيل الاستيطانية, فإنه يأتي في وقت دفعت فيه سياسات إسرائيل واجراءاتها ومشروعات قوانينها إلي تعثر المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين, بل والزج بها في النفق المظلم للمستوطنات. وما يتعين الالتفات اليه أن هذا التقرير الدولي يعكس قراءة جيدة للغاية, وفهما عميقا لمقاصد إسرائيل من عمليات الاستيطان في القدسالشرقية, والضفة الغربيةالمحتلة. ذلك أن إسرائيل ترمي إلي تهويد القدسالشرقية بحيث يتعذر التفاوض حولها بحيث تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وهذا ما تعلنه جهارا ونهارا وما تسميه القدس الموحدة عاصمة الدولة العبرية. أما الضفة الغربيةالمحتلة فإنها تستهدف من اقامة المستوطنات فيها شرذمتها.. بحيث يصبح ما يتبقي منها كانتونات ومن ثم يصبح الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة مجرد أضعاث أحلام, أو وهم علي حد تعبير ريتشارد فولك. بل إن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يراوغ بشأن هذا المخطط. فقد أعلن مرارا وتكرارا أن الدولة الفلسطينية ينبغي ان تكون منزوعة السلاح, وأن تخضع لهيمنة إسرائيل جوا وبرا وبحرا. وفي ضوء التقرير الدولي, ومواقف إسرائيل, يبدو أفق عملية السلام في المنطقة ملبدا بغيوم كثيفة, وهو ما ينذر بمزيد من اضطراب الأوضاع في الشرق الأوسط.