د.حمدى حسن ما يحدث في الشارع المصري بوجه عام يستدعي إلقاء الضوء علي حقيقة مواقف الاطراف المختلفة.. محاولات متعددة ومستمرة لاتهدأ لإفشال قيادات مصر الثورة ومن أجل محاصرة الشعب المصري في دائرة أزمات يومية كثير منها مفتعل والتي تؤدي في النهاية إلي شعور عام بالعجز والاحباط وأن يندم الشعب علي ثورته ويتمني مخلصا عودة جلاديه ومن ثم ينقلب علي ثورته ويعود نظام المخلوع ومنتفعيه مرة أخري وبالتالي تعود مصر إلي الحظيرة مسيطرا عليها من أعدائها مرة أخري! للأسف الشديد فإن أجندات الكثير من قوي المعارضة تهدف إلي إفشال وإسقاط الحكومة والرئيس المنتخب ليس من منطلق معارضة فعلية ولكن بممارسات غير سلمية وغير سياسية بل وبمؤامرات غير وطنية لتشكل في النهاية منظومة متكاملة لإسقاط الثورة وإفشالها.. والمتابع لهذه الاعمال والاجندات يكتشف بسهولة انها داخلية وخارجية وأنها تهدف إلي إشغال الرئيس وحكومته عن إنجاز أي عمل ناجح أو محترم يحل مشكلة حقيقية من مشاكل المرحلة الانتقالية بعد الثورة لشعب يتطلع لانجازات سريعة بعد مرحلة قاسية من تاريخه وبالتالي في نهاية المدة الرئاسية لا يجد الرئيس والحزب الذي رشحه اي انجاز أو عمل مشرف يعرضه علي الشعب. مظاهرات لصبية وبلطجية شبه يومية تؤدي كواجب اسبوعي منتظم تخرج من اماكن محددة معها امداداتها التخريبية من احجار ومولوتوف واسلحة بيضاء وخرطوش تعتدي علي أماكن معينة أغلبها هي مقار للإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أو مؤسسات رسمية أو دينية أو فنادق تنزل فيها وفود رسمية دولية.. تساند هذه الاعمال الاجرامية كتيبة إعلامية من صحف وفضائيات وإذاعات ومواقع اليكترونية تزيف الحقائق وتجمل الاعتداءات وتسوقها للرأي العام ويتم غسل مخ الشعب بها.. ومع الدعم المالي المفتوح سواء من جهات داخلية هي رجال اعمال وفلول النظام السابق ممن استباحوا القوانين والنظم لأنفسهم أقربائهم من اجل الإثراء الفاحش والسريع أو من دول خارجية معادية للثورة دفاعا عن مصالحها ومنعا لوصول تداعيات الثورة الشعبية لبلادها تكاد المنظومة ان تكتمل. ومع الأحكام العديدة التي تصدر بإخلاء سبيل المجرمين والبلطجية من سرايا النيابة أو إطلاق سراح المتهمين في مهرجان البراءة للجميع في ذات الوقت الذي يعلن فيه عن فضائح النائب العام السابق وبعض رجالات القضاء وحملة الهجوم الشرس غير المسبوق علي النائب العام الجديد تكاد المنظومة أن تتضح.. ومع الغطاء السياسي من بعض الاحزاب تكتمل المنظومة بقيام جبهة متكاملة حقيقية كثورة مضادة تعمل جاهدة من اجل إسقاط الثورة وحكومتها بشكل علني مستندة إلي أذرعها المختلفة »الإعلامية المالية القضائية السياسية والبلطجية«. سافر الرئيس إلي السودان فلم تر الجبهة أية إيجابيات للزيارة بل استدعوا تصريحا للبشير من عام 2010 وقت ان كانت علاقاته مع المخلوع مقطوعة يطالب فيها بحلايب وشلاتين علي أنه موقفه اثناء زيارة مرسي مما وضح موقفهم الفاضح وانتبه الشعب لموقفهم المتآمر.. وفي موقف قطر ودعمها لمصر وإقتصادها إدعوا كذبا ان مصر ستبيع لقطر الأهرام وأبو الهول وماسبيرو وبل ونهر النيل مقابل لذلك وهي محاولات تكشف دنائة موقفهم.. وفي موقف إيران حملة غير مسبوقة لرفض السياحة الإيرانية رغم أن الايرانيين يزورون السعودية أو تركيا مثلا بأعداد اكثر عشرات المرات من الاعداد المقترحة لزياراتهم لمصر ولم يدعي احد انهم يخشون من المذهب الشيعي رغم ان مصر تستقبل ملايين السائحين من المسيحيين الأوربيين ولم تخش التنصير وتستقبل السياح الكوريين أو اليابانيين أو الصينيين ولم تخش نشر دياناتهم مع الاخذ في الاعتبار أن التعاون مع إيران لن يكون في السياحة فقط فلا يخفي علي أحد مدي التقدم العلمي والتقني والنووي والعسكري الحادث في ايران والذي يمكن ان نتعاون فيه ايضا. وموقفهم من الفلسطينيين وحماس لا يخفي علي أحد فإدعاءاتهم الكاذبة بنية مرسي توطين الفلسطينيين في سيناء كوطن بديل لا يخفي علي أحد.. وكذا مواقفهم من ليبيا أو العراق ومن المنتظر ايضا ان تمتد لروسيا التي سيزورها الرئيس الأسبوع المقبل وكذا البرازيل التي ينوي زيارتها الشهر المقبل في محاولة حثيثة لتدمير كل خطوط التواصل التي يفتحها الرئيس للخروج من محاولات الحصار المضروبة علي الشعب المصري لهزيمة ثورته وكسر إرادته.. ومن وسائلهم انهم يطلقون مهرجيهم واراجوزاتهم لسخرية غير مسبوقة لا يعرفها الشعب المصري من رؤسائه أو رؤساء وقادة الدول التي يزورها الرئيس وما فعلوه اثناء زيارة الرئيس لباكستان وتكريمه من جامعتها لاننساه وادعائهم الكاذب بوقوع زلزال مدمر بالهند أثناء زيارة الرئيس لها لا يخفي علي أحد.. ورغم ان مهنة المذيع مقدم البرامج أو المحاور تتطلب مهارات خاصة وثقافة عالية إلا أننا نري أنها اصبحت يشغلها حاليا طبال أو ممثل أو أراجوز للأسف الشديد في محاولة لزيادة جرعة التزييف وغسيل مخ المصريين حتي أن أحدهم استضاف خروفا ورجل أعمال في البرنامج الذي يقدمه وفي الحقيقة لا تستطيع ان تفرق من المذيع ومن الضيف! أما ما تم الإعلان عنه من أن رموز هذه الجبهة في مباحثاتهم مع مسئولي الاتحاد الأوربي طلبوا قطع المعونات عن مصر وتعويق قرض البنك الدولي للضغط علي الحكومة ففضيحة يخجل منها أي وطني شريف.. ووسط هذا الزخم والحرب غير المقدسة التي يقوم بها هؤلاء فإنك تجد أن أيا من الرئيس أو الاخوان وحزب الحرية والعدالة لا يأبهون لكل ذلك ،فالرئيس مستمر في زياراته ومشروعاته لخدمة شعبه الذي أعطاه ثقته وانتخبه لا يلتفت إلي الشتامين أو المسيئين. وشباب الحرية والعدالة يقدمون خدماتهم الاسبوعية للناس تحت شعار معا نبني مصر دون ان تمنعهم الاعتداءات الاسبوعية علي مقراتهم من ذلك.. رائدهم في ذلك قول الله تعالي وأعرض عن الجاهلين«. قال القرطبي: »وأعرض عن الجاهلين« الحض علي التعلق بالعلم، والاعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الاغبياء، وغير ذلك من الاخلاق الحميدة والافعال الرشيدة.. »وأعراض عن الجاهلين« فالمقصود منه أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بأن يصبر علي سوء اخلاقهم، وأن لا يقابل اقوالهم الركيكة ولا أفعالهم الخسيسة بأمثالها.. وهذا ما فعله الرئيس والأخوان صبروا علي سوء الاخلاق والاقوال الركيكة والافعال الخسيسة.. وأختم فاقول »اللهم اهد قومي واحم مصر وأهلها من كيد الكائدين وعبث العابثين ووفق كل المخلصين لخدمة شعبها ونهضته« آمين.