قالت الشرطة الأمريكية إن أحد المشتبه بهما في التفجيرين اللذين وقعا يوم الإثنين قرب خط النهاية في ماراثون بوسطن قتل خلال مطاردتها له وإنها تفتش عن الآخر. وأعلنت شرطة بوسطن امس ان المشتبه بهما في تفجيرات بوسطن شقيقان من أصل شيشاني ونشر المحققون الامريكيون صورا وتسجيلات فيديو لرجلين مشتبه بهما وهما يسيران علي مقربة من بعضهما البعض بفارق خطوات معدودة في شارع بويلستون بوسط بوسطن. وكان أحدهما يرتدي قبعة بيسبول داكنة ونظارة شمس والاخر يرتدي قبعة بيسبول بيضاء ادارها للخلف. وأعاد حادث بوسطن الارهابي الولاياتالمتحدة إلي المربع الأول إلي مناخ الرعب والغضب والتساؤل الذي ساد بعد أحداث 11 سبتمبر وأصبح السؤال الأول من دبر هذا الحادث المؤسف الذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص منهم طفل لا يتعدي عمره ثماني سنوات واصابة أكثر من 170 شخصاً. ومن نفذ هذه الجريمة البشعة ضد آلاف من المواطنين الذين تجمعوا في يوم عطلة وطنية بولاية ماسوشيت ليشاهدوا أكبر ماراثون يشارك فيه ممثلون لعدد كبير من الدول؟ وما الهدف من الحادث؟ وقد كان الرئيس أوباما حريصاً علي الابتعاد عن وصف الحادث بأنه حادث ارهابي الا انه اضطر أمام جميع الأدلة إلي دخول حلبة المعركة التي تنادي منذ توليه حكم الولاياتالمتحدة دخولها.. وهي مواجهة الارهاب.. وهي المعركة التي دفعت الرئيس السابق بوش الي دخول حربين في أفغانستان والعراق. وقد أوضحت المباحث الفيدرالية ان القنبلتين اللتين تم تفجيرهما في بوسطن صناعة محلية وأنها معروفة لدي الجانب الأمريكي حيث ان نصف من سقطوا من العسكريين الأمريكيين في أفغانستان والعراق قتلوا بنفس هذا النوع من القنابل البدائية وإذا كان بعض المراقبين قد أشاروا الي ان كيفية تصنيع هذه القنابل موجود علي الموقع الالكتروني لتنظيم القاعدة وأنه موجود تحت عنوان »كيف تصنع قنبلة في المطبخ«. وقد أوضحت التحريات المبدئية أن القنابل استخدمت باستعمال أواني الطهي بالبخار أو »البرستو« وذلك باضافة المسامير ورمان البلي مع وضع جهاز تفجير صغير يتم تشغيله عن بعد أو باستخدام جهاز توقيت. ولكن اشارة المراقبين الي هذا النوع من القنابل وعلاقته بتنظيم القاعدة لا يعني انها المرة الأولي التي تم فيه دق ناقوس الخطر لسهولة تصنيع مثل هذا النوع من القنابل.. وكانت المرة الأولي التي أثير فيها هذا الموضوع في شهر يوليو الماضي عندما قام الجنرال مايكل بربيرو رئيس منظمة مكافحة تصنيع المتفجرات المحلية بتقديم تقرير يحذر فيه من ان من تمكنوا من استخدام التكنولوجيا البسيطة لتصنيع متفجرات محلية قد يستهدفون الولاياتالمتحدة. وقد تم تسريب هذا التقرير الذي أوضح ان بعض الاجهزة مثل التليفون المحمول وأجهزة تلقي الرسائل والأسمدة الزراعية أصبح من السهل تحويلها لاستخدام غير مشروع لتصنيع المتفجرات. وأشار التقرير الي ان تنظيم القاعدة يستخدم الانترنت لاستقطاب عناصر أمريكية وغربية لتنفيذ أهدافه. ومن أمثلة هؤلاء فيصل شاه زادة وهو باكستاني أمريكي اعترف بأنه تدرب علي يد تنظيم القاعدة في باكستان وقد تم احباط محاولته لنسف ميدان تايمز سكوير بنيويورك في عام 2010 بقنبلة من نفس النوع الذي تم تفجيره في بوسطن. ولكن الشكوك والتكهنات لا تقتصر علي تنظيم القاعدة وانصاره وفي مقدمة من تشير إليهم أصابع الاتهام، الجماعات الأمريكية المعادية للحكومة.. وهذه الجماعات والمعروفة لدي الجهات الأمنية الأمريكية بأنها جماعات النازيين الجدد وأغلب هذه الجماعات المناهضة للحكومة ليس لها قيادة محددة وذلك لتفادي الوقوع تحت طائلة القانون.. وقد سهل استخدام الانترنت نشاط هذه الجماعات. وقد جاء توقيت انفجارات بوسطن ليثير الشكوك حول امكانية تورط هذه الجماعات حيث ان يوم 15 ابريل عطلة رسمية في ولاية ماسوشيت ويطلق عليها »يوم المواطنين« وهي عطلة لها مغزاها لدي هذه الجماعات وذلك لأن القوات الفيدرالية قامت في عام 1985 باقتحام مقر واحدة من هذه الجماعات المعادية للحكومة الامريكية.. وبعد مرور عشر سنوات علي ذلك الحادث قام تيموثي ماكثي الذي كان علي علاقة بهذه الجماعة بنسف المبني الفيدرالي في أوكلاهوما. وقد أشار المركز القانوني لخدمة فقراء الجنوب الي ان نشاط الجماعات الامريكية المناهضة للحكومة قد تزايد بصورة ملحوظة.. وقد بعث هذا المركز برسالة الي اريك هولدر وزير العدل ورسالة مماثلة الي وزيرة الأمن الداخلي .. واوضحت الرسالة ان عدد الجماعات التي تخططط للتآمر علي الحكومة الامريكية قد وصل الي 1360 جماعة في عام 2012 بعد ان كان عددها لا يتعدي 149 جماعة عندما تم انتخاب الرئيس أوباما. ومن الجدير بالذكر ان هذا المركز القانوني كان قد بعث برسالة تحذير مماثلة للحكومة الأمريكية قبل انفجار أوكلاهوما سيتي بستة أشهر!.