سلطت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الضوء على تفجيري بوسطن مرجحة أن يتمخض التعرف على هوية منفذيهما عن تبعات سياسية. ولفتت المجلة في تعليق عبر موقعها الإلكتروني أمس الخميس عن تسبب التفجيرين اللذين اختتما ماراثون بوسطن، في تأجيل وإلغاء عدد من التجمعات التي كان مخططا لها سلفا، مشيرة إلى أن مدينة بوسطن باتت مليئة بقوات شرطية وأخرى أمنية تحسبا لأي هجمات إضافية وللمساعدة في إجراء التحقيقات.
ورصدت المجلة الغموض الذي لا يزال يكتنف الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات، بالإضافة إلى فقدان أطراف 13 شخصا، بحيث يعتبر الهجوم الأكثر دموية منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
ونوهت عن تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما فور وقوع التفجيرين بمثول المتورطين فيهما أمام العدالة، مشيرة إلى التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" حول الهجوم بفحص عدد من الفيديوهات والصور التي تم التقطاها للحادث في محاولة للتوصل إلى هوية أي من منفذي الهجوم أو المتواطئين أو حتى الوقوف على أسبابه.
ولفتت "الإيكونوميست" إلى بساطة تصميم القنبلتين المستخدمتين في التفجيرين حسبما تشير إليه الأجزاء المتناثرة في مكاني التفجيرين التي تدل على أنه تم الاستعانة في تصنيع كل قنبلة باسطوانة بوتاجاز ضغط سعة 6 لتر مملوءة بملح البارود، بالإضافة إلى فتيل تفجير بسيط وبعض الشظايا في صورة مسامير وكرات حديدية بهدف إلحاق إصابات مروعة.
وقارنت المجلة البريطانية هذا التصميم الذي يجمع بين البساطة والفاعلية للقنبلتين والذي قد لا تتجاوز تكلفة تصنيعه 100 دولار، بتلك القنابل التي طالما استخدمت من قبل في استهداف مدنيين وقوات غربية في أفغانستان والعراق، مشيرة إلى سهولة الحصول على معلومات تصنيع هذا النوع من القنابل على الإنترنت، وكذلك سهولة تنفيذ خطوات التصنيع.
واستنتجت المجلة أن يكون الضالع في هذا الهجوم إما شخص متوحد أو مجموعة صغيرة ذات موارد محدودة، مستبعدة وقوف تنظيم "القاعدة" وراء هذا الهجوم الذي أعاد إلى الأذهان معاناة الولاياتالمتحدة من العديد من الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون أمريكيون لهم مظالم محلية، مشيرة إلى التفجير الذي جاور إستاد أطلنطا الأوليمبي عام، أو التفجير الذي استهدف مبنى ال«إف بي آي» بمدينة أوكلاهوما عام 1995، 1996 باستخدام قنابل شبيهة بهذا النوع من القنابل المستخدمة في تفجيري بوسطن.
وفي هذا السياق، ألمحت "الإيكونوميست" إلى تاريخ وقوع الهجوم الذي يتزامن قبل أربعة أيام فقط مع الاحتفال السنوي ب"يوم الوطنيين" تمجيدا لذكرى أولى المناوشات الأمريكية في حرب الاستقلال، مشيرة إلى اعتقاد بعض المتشددين الراديكاليين بأن الحكومة الفيدرالية تنطوي على تقويض حرياتهم ومصادرة أسلحتهم.
ونوهت في هذا الصدد عن تأجج غضب هؤلاء المتشددين من دعم أوباما -غداة انتخابه لولاية ثانية- لإصلاح التشريعات الخاصة بالرقابة على الأسلحة.
وأردفت المجلة البريطانية قائلة "أن تحديد هوية الجهة الضالعة في هجومي بوسطن سيتمخض عن تبعات سياسية: فإذا كانت جهادية، فسيواجه أوباما انتقادا بشأن إعلانه انتصار حملته على تنظيم القاعدة وركونه إلى ذلك الانتصار".
وتابعت "إذا ما كانت الجهة المنفذة للهجوم جهة داخلية، فسيواجه الجمهوريون نقدا على عدم التصدي على نحو أكثر حزما لموجات اليمين المتطرف المتشددة ضد أوباما".
واختتمت المجلة تعليقها، بأن يكون الاحتمال الثالث والأخير هو أن يكون منفذ الهجوميين مزيجا من الاحتمالين السابقين: "إسلامي أمريكي متوحد".