لا أريد مالا ولا سكنا ولكني اريد حنانا.. هكذا حال ياللو ابراهيم الشاب المصري الذي ولد في المانيا منذ 82 عاما من امه الفرنسية باتريشيا ووالده المصري محمد علي فنان النحت علي الخشب المخصص لصناعة الموبيليا.. ظل 62 عاما واهل والده الذي توفي وهو في العاشرة يقنعونه بانقطاع اخبار امه عن الدنيا كلها ولكن شيئا ما داخله يؤكد ان امه التي يستعد ليدفع حياته وماله من اجل نظرة واحدة اليها.. مازالت علي قيد الحياة فهل تصدق مشاعر الابن ويلتقي مع امه التي افترق عنها وعمره عامان. قصة »ياللو« - وهو أسمه الحقيقي- ربما تكون قصة مكررة يشهدها العالم كل يوم.. ولكن الجديد هنا ان الابن يصر علي ان امه علي قيد الحياة واصبحت كل حياته الآن متوقفة علي العثور علي امه.. يقول الابن الشاب نشأت منذ طفولتي لا اعرف سوي والدي واسرته.. دون ام عرفت منهم انها كانت اجنبية فهي فرنسية تعرف عليها والدي في المانيا التي ذهب واقام بها للعمل.. وكما قال لي ابي قبل ان يتوفي وانا في العاشرة انها انفصلت عنه بسبب اختلاف العادات بين ثقافتهما فاصطحبها الاب وانا معهم الي مصر حيث اختطفه اهل الاب حتي لا يعود الي المانيا مع الام.ويضيف الابن عشت محروما غير باقي كل الاطفال في قريتنا من الام كان يضاعف مشاعر الحرمان احتفالات عيد الام وكذلك الاعياد المختلفة كنت اعيش يتيم الام وعندما سألت ابي كان يقول انه لم يعد يعرف عنها شيئا.. ولكنه وعدني بانه سيخبرني عنها عندما يصل الي اي معلومات جديدة.. ولكن ابي تدهورت صحته بشدة وتوفي في المانيا اثناء زراعة كبد له، وعشت حياة اليتيم بمعناها كاملة رغم رعاية افراد عائلتي، فلا شيء يعوض الابن عن حنان امه خاصة اذا كانت كل احساسيه تقول انها مازالت علي قيد الحياة وهو ما تأكد لي حيث وقع في يدي منذ سنوات برقية قادمة من فرنسا يوم عيد ميلادي تلعثم الجميع فقد ادركت ان هناك خطابات كانت تصلني بانتظام ولكن كان يتم اخفاؤها حتي لا اتعلق بأمل العودة لامي طبقا لوصية والدي. يصمت »ياللو« قليلا قبل ان يستطرد قائلا: اكثر من 01 أعوام وانا انتقل بين سفارتي فرنساوالمانيا التقي بالمسئولين فيها لعلي اصل الي اي خيط يقودني الي امي.. السفير الالماني قال لي: ان امي ربما تكون قد عادت الي فرنسا وتزوجت وهنا توجد المشكلة في اقتفاء اثرها حيث انها تحمل اسم زوجها الجديد وتقيم لديه وطلب مني اسم اجدادها حتي يتم البحث لديهم ولكني من اين اعرف اسمها وانا لا اعرف الحقيقة حول حياتها فالامر ليس سوي مشاعر ولكني ادرك صدقها. يقول »ياللو« بحثي عن امي ليس لحاجة مادية فانا صاحب مسكن ودخل مادي من عملي ومتزوج ولي طفلان ولكن يبقي الحنين الي امي يسيطر علي حياتي.. ربما تكون في حاجة اليّ ولكن اللقاء بها يبقي الثروة الحقيقية التي ابحث عنها.