وفاء الغزالى ظاهرة انتشرت في الفترة الأخيرة ونمر بها جميعا وهي الحنين إلي الماضي الحنين إلي الذكريات.. نفتش عن ذكرياتنا ونتحدث عنها ونبحث وننقب عن ملامحها ولا نمتلك الحق في استردادها.. إذ جلسنا مع الأصدقاء أو الأقارب نتحدث بشوق ولهفة وحب عن ذكريات مضت وكل منا يسارع ليحكي صفتها عن الماضي وكأنها أغلي ما نملك ونجد ملامح الماضي تكسو الوجه..قد نكون الان في وضع أفضل كثيرا مما كنا عليه في الماضي ورغم ذلك نحن للماضي! أم اننا نحاول البحث عن براءتنا الضائعة.. أم هو حنين للأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية الجميلة.. وأحيانا يصبح الماضي محنة لم يستطع أن يتجاوزه حتي وإن حاول ذلك لأنه وهب عمره للبحث عن وجه واحد نسميه الحلم المستحيل.. يتحول الماضي هنا إلي كابوس دائم.. إن ماضينا جزء من حياتنا وهو الأب الشرعي للحاضر.. ولا يستطيع أي منا ان يتنكر لماضيه وأن يقرر بينه وبين نفسه ان ينسي تاريخه مهما كانت الظروف فلا يوجد إنسان بلا ذكريات فالماضي حنينه.. وهو نصف الإنسان ولا يقدر أن يستغني عنه ولا يقدر أن يعيش بدونه. الحنين إلي الماضي والذكريات الجميلة الدافئة لها أثر فعال في مساعدة الإنسان بصفة عامة، والمرأة بصفة خاصة علي مقاومة وعلاج الكثير من حالات القلق أو الحزن أو الشعور بالوحدة أو بعض حالات الاكتئاب التي أصبحت سائدة هذه الأيام. ،هذا الكلام ليس من وحي الخيال وانما هو دراسة نفسية واجتماعية اجراها الدكتور »فرايد ديفينز« أستاذ علم النفس الأمريكي ويرجح أن هذه الظاهرة تعود إلي الرغبة في حياة أكثر بساطة وهدوءا عقب التغيير الذي أصاب الحياة بصفة عامة.فعلا إن الزمان اختلف وتغير عن الماضي الجميل البسيط فعندما يكون الحاضر بغيضا والمستقبل لا يبشر بأي خير نعشق الماضي.