مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين فى ثورة يناير في صفحات من نور سجل التاريخ أسماء شهداء ثورة 25يناير الذين كتبوا بدمائهم الذكية الطاهرة تاريخا مجيداً وفتحوا طريق الحرية لأبناء وطنهم.. دماء الشهداء أنهت زمن الخوف ورسمت مستقبلا مزدهرا لهذا الوطن يختفي فيه الظلم والفساد وكان الثمن شباباً قدموا أرواحهم ونسجوا أكفانهم بأيديهم حتي وصل عدد شهداء الثورة إلي المئات ونحو 6 الآف جريح. »أخبار اليوم« زارت أسر الشهداء الذين لم تجف دموعهم حتي الآن وعاشت معهم أفراح الذكري الثانية لثورة يناير الممزوجه بالحزن والآلم لفراق الاحباب، ولكن يخفف عنهم أن حرية مصر كانت هي الهدف. والبداية كانت مع الحاجة حليمة الراوي والدة الشهيد غريب عبدالعال والتي أكدت انها تعاني الكثير من الحزن بعد فراق ابنها ولم تتمالك نفسها وأخذت تجهش بالبكاء عندما سألناها عن الشهيد فقالت إن ابنها كان يبلغ 42 عاما وهو متزوج ولديه طفله 5 سنوات وطفل 8 سنوات.. وأضافت أن جميع أقاربها من محافظة السويس هم أول من اشعلوا لهيب الثورة.. وأوضحت ان ابنها الشهيد شاهد علي احدي القنوات الفضائية ابناء السويس وهم يقتلون علي يد أجهزة الأمن فلم يتمالك اعصابه وقرر وقتها النزول إلي ميدان التحرير وتحدث مع زملائه في العمل من اجل تغيير النظام الفاسد وحفزهم علي النزول معه إلا أن بعضهم رفض بحجة الخوف علي الوظيفة والبعض الآخر رفض خوفا علي حياته.. فلم يجد امامه سوي النزول بمفرده يوم 25 يناير وعندما عاد إلي منزله بالمطرية لاحظ وجود دعوات علي »الفيس بوك« بالنزول يوم 28 يناير والمعروفة »بجمعة الغضب« وقتها اتفق مع شقيقه ياسر علي النزول معه إلي ميدان التحرير. ولم تمر نصف ساعة الا وفوجئت بطرقات شديدة علي باب منزلي وعندما فتحت وجدت اصدقاء إبني وأهالي المنطقة حاملين ابني غريب وهو غارق في دمائه ومصاب بطلق ناري في البطن. مقاطعة ثورة يناير وعندما سألت الام كيف تشعرين مع اقتراب الذكري الثانية للثورة قالت أنها لن تنزل إلي ميدان التحرير في الذكري الثانية لانها علمت من ابنها ياسر مدير العلاقات العامة بشركة سياحية بان هناك دعوات تخريبية في ذلك اليوم. أرحب بقرار محكمة النقض والذي سيعيد المحاكمات من بدايتها واعتقد أن هذه المرة سيتم إضافة متهمين جدد. بكاء لم ينقطع أما علي حسن علي والد الشهيد مهاب فقد ظل يجهش بالبكاء وأخبرني بأنه مازال يتذكر ابنه ويوم وفاته كأنه بالامس بحيث قام ابني وقتها بتصوير كل ما يحدث داخل الميدان من اصابات.. ويضيف والد الشهيد أن عددا كبيرا من المتظاهرين تطوع لنقل المصابين إلي المستشفيات بدراجاتهم البخارية وفي الساعة الخامسة اعلنت احدي القنوات الفضائية عن نزول القوات المسلحة التي اصدرت قرارا بحظر التجوال.. فقمت انا وابني بمغادرة الميدان وعدنا إلي المنزل.. الا انني فوجئت بمهاب ابني يخبرني بانه يريد النزول للشارع للتوجه إلي احد محلات النت لاستخراج الصور التي قام بتصويرها وافقت علي نزوله وبعد ساعة من نزوله فوجئت بصديق ابني ويخبرني بان ابني اصيب بطلق ناري وتم نقله إلي المستشفي. أسرعت كالمجنون وهناك ووجدت ابني مصاب بطلق ناري في صدره. وحول رؤيته للمشهد العام في مصر وهل تحققت مطالب الثورة التي استشهد من اجلها شباب مصر؟ قال: المشهد الان في مصر ملتبس، والوضع العام سيئ جدا والوضع الاقتصادي اكثر سوءا والثورة تتراجع وتختفي خلف ستار الشرعية الدستورية. ولكن هناك امل جديد بعد انتهاء لجنة تقصي الحقائق من عملها فقد وصلنا إلي معلومات جديدة من واقع مستندات الداخلية بأن اجهزة الشرطة استخدمت السلاح الاولي والخرطوش. مطالب مشروعة ومن جانبه أكد طارق زينهم ربيع محامي وشقيق الشهيد مصطفي الطالب بالغرفة الرابعة بكلية الحقوق ان شقيقه عندما شاهد في القنوات الفضائية المتظاهرون وهم يطالبون بعيش وحرية وعدالة اجتماعية قرر النزول يوم الجمعة 28 يناير بعد أن شعر أن جميع مطالب الثوار مشروعة ولابد من تنفيذها فطلب من والده السماح له بالنزول إلي ميدان التحرير للوقوف مع المتظاهرين ومساندتهم في مطالبهم المشروعة إلا أن والدي رفض بحجة ان المظاهرات كلها مشاكل.. ويضيف شقيق الشهيد أن شقيقه تظاهر بالموافقة أمام والدي بعدم النزول للميدان.. وبعدها نزل بحجة أداء صلاة الجمعة وبعد أنتهاء الصلاة لم يعد شقيقي حاولنا الاتصال به اكثر من مرة علي هاتفة الا أننا اكتشفنا قطع الاتصالات في ذلك اليوم.. وهنا بدأت علامات الخوف والقلق علي شقيقي حتي فوجئنا بأحد الاشخاص يحضر إلي منزلنا بدار السلام وبحوزته بطاقة شقيقي ويخبرنا بأن صاحب البطاقة مصاب بطلق ناري في مستشفي قصر العيني علي الفور اسرعت انا ووالدي إلي هناك ولم اصدق نفس أنا ووالدي بعدما اخبرنا الطبيب بوفاة شقيقي.. استقبلنا الخبر كالقنبلة المدوية واصيب والدي بحالة أغماء شديدة وبعد افاقته أخذته وتوجهنا إلي المنزل وبعدها قررت النزول إلي ميدان التحرير لأخذ حق شقيقي والتعرف علي أهالي الشهداء وبدأنا نتواصل مع بعضنا للمطالبة بحقوقنا وحق الشهداء وقمنا بعمل توكيلات إلي مكتب هشام مبارك المسئول عن لجنة الدفاع لمتظاهري مصر.