مع رفضي التام لعدم الاستماع لصوت المعارضة من قبل الرئيس محمد مرسي والحزب الحاكم، ومع رفضي لاستمرار الإتهامات لها واتهام البعض منهم بالكفر أوالعمالة والتخوين وكأن كل من يعارض الآن جماعة الإخوان المسلمين أو الرئيس أصبح هو الحرام بعينه، ومع رفضي لأسلوب محاربة الشعب بالشعب أو مواجهة كل تظاهرة للمعارضة تخرج للتعبير عن رأيها سواء لرفضها للإعلان الدستوري لأنها تري أنه غير دستوري وهو بالفعل كذلك، أو رفضها لتغول رئيس الجمهورية علي سلطة القضاء وإهدار استقلاليته، وهي محقة في ذلك، أو رفضها لدستور حدث خلاف كبير علي مواد ليست بالقليلة فيه وهي محقة في ذلك لايمكن أن يتم مواجهة ذلك بتظاهرات مؤيدة للرئيس بحجة حق التظاهر لأن هذا حق يراد به باطل لأن المعارضة عندما تتظاهر لتعبر عن رأيها بشكل سلمي فهذه هي وسيلتها الوحيدة التي لديها، أما الحاكم فليس في حاجة إلي خروج من يؤيده في قراراته لأنه الحاكم وفي يده كل شيء، 0كنت أتمني أن يجتمع رئيس الدولة بممثلي التيارات المختلفة قبل أن تتأجج الأمور بهذه الصورة ويسقط القتلي والجرحي في مصادمات بين المصريين أمام قصر الاتحادية من المؤيدين أو المعارضين للرئيس، ويبحث معهم كل مايهم مصر وشعبها قبل أن يكبلها بإعلان دستوري وبقرارات يرفضها الكثيرون لأننا جميعا شركاء في هذه المهمة وليست قاصرة علي الرئيس وحده أو ممثلي أهله وعشيرته 0 وكان لايجب أن يخرج المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية وهو قاضي ليعلن علي الملأ في مؤتمر صحفي أنه رافض كقاض للإعلان الدستوري والذي يرفضه أيضا كثير من أطياف المجتمع لكنه متفهم للأسباب التي دعت رئيس الجمهورية لإصداره بالذمة ده كلام مسئول وماذا يريد أن يقوله بالضبط؟ ثم يؤكد مرة أخري أنه لاتراجع عن الاستفتاء في موعده، ولايوجد نية لتجميد أو إلغاء الإعلان الدستوري !! هل هذه هي الرسالة التي جاء ليقولها للمواطنين ؟ ألا يعلم أن كل ماقاله يؤجج الصراع أكثر وأكثر بين طوائف المجتمع ؟ 0 لقد تسبب في هذا تشدد الكثيرين من ممثلي تيار الإسلام السياسي في وسائل الإعلام من المتخصصين في اتهام جميع المعارضين لهم وللرئيس بالخيانة والعمالة والاتصال بالخارج وأن بعضهم من البلطجية أيضا ومتعاطين للمخدرات !! بل يتهمون المعارضة في كلام محفوظ لدي معظمهم بمصادرة حق الشعب أن يقول كلمته في الدستور من خلال الاستفتاء ويتساءلون في استغراب : لماذا يرفض المعارضون مشروع الدستور ولايريدون الاستفتاء عليه ؟ ويقولون لنطرحه أولا علي المجتمع وننتظر ماذا سيقول 00 ومثل هذه الأسئلة في ظاهرها بالطبع حق يراد به باطل لأن ممثلي تيار الإسلام السياسي يعلمون أن 40٪ من الشعب أمي لايقرأ ولايكتب وبالتالي سيدفعون بمعظمهم بأسلوب الحشد الذي يتميزون به إلي صناديق الاستفتاء ليقولوا كلمة " نعم " دون أن يدركوا مغزي مايفعلون لأن هؤلاء الناس البسطاء يعتمدون علي النخبة التي تقرأ لتفهمهم ذلك، وهذه النخبة معظمها يرفض هذا الدستور، وأنا أرفض أن يتم الاستفتاء عليه في هذه الجو المحتقن، أوأن يتم تخييره مابين النار والنار الأشد، أو أن يتم هذا الاستفتاء بغير إشراف قضائي كامل، أوأن يتم التلاعب بكلمة " رأي الصندوق " في حسم قضية هذا الدستور لأنه سيكون من السهل علي تيار الإسلام السياسي أن يحشد أعدادا ليست بالقليلة للذهاب إلي هذه الصناديق وقد لايكون معظمها ممن يقرأون ولايكتبون، ولن يهم هذا التيار سوي أن يجمع أصواتا بصرف النظر عمن يصوتون مع أنه يعلم أن من قرأوا الدستور ويفهمونه لايوافق الكثيرون منهم عليه ولايوافقون أن يتم بعد إعلان يرون أنه غير دستوري، لكن تيار الإسلام السياسي يريد أن يلجأ إلي وسيلة الصندوق متشدقا بأنها هي الوسيلة الديمقراطية في مثل هذه الحالات ويريد أن يحقق بها نتيجة تصويت يتغني فيها بأن معظم من صوتوا قالوا " نعم " للدستور، لكنني أؤكد أن هذه النتيجة ستكون زائفة لأن الواقع المجتمعي يقول عكس ذلك كما أن هذه النتيجة لن تؤدي إلي استقرار المجتمع، ولن يكون دستورا توافقيا سيادة الرئيس أرجوك أن تستمع إلي صوت العقل وتنقذ مصر من الدخول في أتون الصراع الذي قد يؤدي إلي حرب أهلية لأن ثورة 25 يناير التي أتت بك رئيسا لايمكن أن تكون هذه هي نتائجها سيحسب لك وليس عليك أنك ألغيت هذا الإعلان المسمي بالإعلان الدستوري الذي قسم المجتمع إلي نصفين، وأن نؤجل الاستفتاء علي هذا الدستور، وأن تدير حوارا حقيقيا بعدها مع كل الأطياف وتستمع لهم بصدر رحب لعلنا نخرج بتصور ينقذ مصر من هذا المصير المخيف 0