سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفنان الحالم يبدأ رحلة المليار محمد صبحي: ثورة يناير حققت حلمي لسكان العشوائيات
جمعنا 001 مليون جنيه والرئاسة تدعم المشروع
د. قنديل أعاد أرض المشروع.. ونبدأ بناء المدينة الأولي خلال أيام
د. هشام قنديل يهنئ الفنان محمد صبحى بخروج المشروع إلى النور منذ صغره واحلام وطموحات الفقراء تشغل تفكيره حيث كان يري ان هؤلاء البشر لا ينبغي ان تظل حياتهم داخل وطنهم خارج حدود الزمن او مهمشة.. هكذا كان تفكير ابن البلد محمد صبحي طوال مراحل دراسته منذ نعومة اظافرة وحتي تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية باكاديمية الفنون وتعيينه معيدا داخل سلك التدريس حيث اخذ نجمه يلمع كممثل وكمخرج وكاستاذ اكاديمي يلتف من حوله الطلاب والدارسون والهواة وهو ويصول ويجول علي قدميه جميع انحاء محافظات مصر. ولان الفنان ضمير أمته فقد ظل عقل محمد صبحي متمسكا بأفكاره الانسانية للناس البسطاء الذين عاش معهم احلامهم وطموحاتهم ولم يتخل عنها ابدا عندما بدأت نجوميته تزداد وترتفع قامته وتثير اعماله الفنية حراكا داخل المجتمع خاصة من خلال مسلسلاته ومسرحياته التي انحاز فيها تماما لرجل الشارع بل واصبح يعبر من خلالها عن صوت من لاصوت لهم. وتأتي حلقات »رحلة المليون« وتصبح شخصية الفلاح »سنبل« حديث الناس حيث كشف فيها عن احلامه الحقيقية للناس الغلابة وحقهم في الحياة الحرة الكريمة وكسب قوتهم بعرق الجبين من خلال تعمير الصحراء وزرعها وجني خيراتها وبناء المجتمع المتكامل الذي يقدم خدماته للجميع ويكفل لهم الحد الادني من آدمية الانسان وحقه في المسكن والمأكل والعلاج والتعليم والكسب المادي الحلال. وتمر السنوات ويزداد الحلم داخل عقل وقلب وضمير محمد صبحي في تحقيق الحياة الكريمة للفقراء واهالي العشوائيات »الغلابة« الذين يعيشون تحت خط الفقر وهم لا يعرفون الفارق علي حد تعبيره بين بزوغ الشمس وسواد الليل فالدنيا كلها امامهم شديدة العتمة ليس فيها بصيص من نور الامل حتي جاءت ثورة 52 يناير المجيدة لتعطي لمحمد صبحي شارة البدء في تنفيذ حلم العمر كله علي أرض الواقع. أسرار الحلم ويكشف محمد صبحي اسرار وخبايا مشروعه »الحلم« لإنشاء المدن السكنية الجديدة لتكون بديلا حضاريا يقطن بداخلها اهالي العشوائيات المنتشرين في جميع محافظات مصر ولا احد يهتم بالسؤال عنهم وكأنهم غرباء عن ترابهم الوطني حيث يقول: - منذ مسلسل »رحلة المليون« ومن بعدها حلقات »ملح الارض« و»رجل غني فقير جدا« ثم »ونيس« وانا اقاتل من اجل انقاذ سكان المناطق العشوائية لدرجة انني فكرت ان اعتزل حياتي الفنية كممثل ومخرج واستاذا اكاديمي لاتفرغ لهذا المشروع لمجرد اسعاد الناس الغلابة وانقاذهم من هذا الوضع المزري الذي كنت اعتبره نقطة سوداء في جبين كل مصري يعيش علي هذه الارض فكيف يعيش بيننا ناس من اهالينا خارج الحياة ونتطلع اليهم ليل نهار دون ان نحرك ساكنا وكأن ضمائرنا قد ماتت ونسينا وسط مشاغل وهموم الحياة ما تطالبنا به الشرائع السماوية في كل الديانات من حق الرعاية والتكافل من القادرين لغير القادرين ونورت امامي فكرة رائعة اطلقت عليها »رحلة المليار« تهدف الي جمع كم كبير من التبرعات لتنفيذ حلمي في اقامة اول مدينة حضارية تستوعب سكان المناطق العشوائية داخل القاهرة واعلنت عن ذلك من خلال برنامج »انا« مع الاعلامي د. عمرو الليثي عام 9002 حيث قلت له: انني عشت حياتي منذ صغري باحتياجات قليلة فماذا عن من هم في اوضاع سيئة واشد مني في الاحتياج فهؤلاء بشر وبني آدمين لهم علينا حقوق وسوف يترتب علي اهمالهم اشياء كثيرة مؤلمة اقلها انهم اشبه بالقنابل الموقوتة التي قد تنفجر في اي وقت فتأكل الاخضر واليابس!. ويضيف محمد صبحي ان افكاره تلك ظلت حائرة وحبيسة بداخل عقله فالنظام السياسي السابق لن يسمح لاحد ان يتقدم بمثل هذه المشروعات الانسانية لصالح سكان العشوائيات حيث تلتف من حوله الناس وتبادله الحب وهو ما لا يريده رموز النظام الذين كانوا يعملون لمصلحتهم فقط واذا ما فكر احد في عمل خيري يتهمونه بانه يبحث لنفسه عن مكسب سياسي او مجد ادبي وبالتالي طرأ علي تفكيري شيء اخر لمساعدة اهالينا في العشوائيات من خلال قيامي بتوزيع الغذاء او الكساء في حدود امكاناتي المادية المحدودة فانا كفنان لدي مصادر دخل محدودة من خلال عملي فقط في اعمالي المحدودة داخل اطار المسرح والتليفزيون. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية وتمضي فترة صمت يقول بعدها محمد صبحي وبعد تفكير تراجعت عن فكرة تقديم الطعام والكساء فالغذاء سوف يتم هضمه والكساء سوف يبلي ويتهالك ويبقي في النهاية الانسان كما هو فقير ومعدم مشرد وتتقاذفه الرياح والعواصف وهي اشياء ومفردات تمهد الارض لانطلاق ما اصطلح علي تسميته بثورة الجياع فالبطون الجائعة والعقول الخاوية لا تفكر علي الاطلاق بل تتجه الي العنف لاخذ حقوقها فتحمل السكين للبحث عن مكان لها علي ارض الحياة يقدم المأكل والملبس والمأوي بأي ثمن حتي ولو كان هذا الثمن ملطخ بالدماء!. ثورة يناير حققت حلمي ويستطرد محمد صبحي قائلا: وبعد قيام ثورة 52 يناير المجيدة شعرت ان القدر اراد لحلمي ان يتحقق ويخرج الي النور فذهبت الي ندوة بجامعة الاسكندرية ومن هنا اطلقت دعوتي لجمع مليار جنيه لبناء مدن جديدة لسكان العشوائيات في جميع انحاء مصر فقد بدأ عهد جديد بشعار اطلقه الثوار منذ اليوم الاول لثورتهم الرائعة تقول سطوره »عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية« وهو نفس ما كنت احلم به طوال السنوات الماضية لاهالينا من سكان العشوائيات وتوكلت علي الله بالعمل الفعلي وليس بالكلام فقط خاصة بعد ان اصبحنا عقب الثورة نتحدث كثيرا ولا نفعل شيئا سوي اطلاق الفتاوي في القانون والدستور والسياسة وكأننا قد اصبحنا خبراء في كل هذه الاشياء ولم يهتم احد بالعمل ودعم الاستقرار وانتشال البلد من ازماتها الاقتصادية الطاحنة وبالتالي تحركت علي الفور وقررت تنفيذ اول مطالب ثوار يناير وهو العدالة الاجتماعية عن طريق تنفيذ مشروعي لانقاذ سكان العشوائيات واسعدني ان ينضم لحملتي رموز وطنية محترمة في شتي المجالات مثل عمرو الليثي وحنان ترك ونيازي سلام صاحب بنك الطعام وايمن اسماعيل حيث تم انشاء مؤسسة »معا« واخترنا ايمن اسماعيل امينا عاما بعد اشهار المؤسسة في وزارة الشئون الاجتماعية واصبح لها وضع قانوني تمارس من خلاله انشطتها الخيرية. رئاسة الجمهورية وهشام قنديل ويرتفع صوت محمد صبحي وهو يقول: سافرت علي نفقتي الخاصة الي لندن وباريس وفرانكفورت وميلانو و21 ولاية في الولاياتالمتحدةالامريكية وعدة عواصم اوروبية اخري لجمع التبرعات من الجاليات المصرية وفتحت حسابا في البنك المركزي باسم مؤسسة »معا« لتلقي التبرعات وتم استقبالي في كل مكان بترحاب كبير وفي خلال ثلاثة شهور نجحت في جمع 001 مليون جنيه وكان بالاتفاق مع الدولة علي استلام الارض مقابل ان تتحمل مؤسسة »معا« تكاليف انشاء المشروع الاول لاحدث مدينة سكنية في طريق مصر الاسماعيلية بجانب قيامنا بادارة المدينة لمدة خمس سنوات لصالح محافظة القاهرة الي ان يتم اعداد كوادر ادارية تتحمل المسئولية من بعدنا ولكننا فوجئنا بعد تصميم الرسوم الهندسية المعمارية للمدينة وقبل بدء تنفيذها بصدور قرار بوقف تسليم الارض وظللنا متوقفين عن العمل لمدة 4 شهور بسبب اصحاب الايدي المرتعشة وغيرهم من اصحاب المصالح الخاصة الذين كانوا لايرغبون في اقامة المشروع حرصا علي مصالحهم الخاصة واعلنت للدنيا كلها اصابتي بالاحباط حتي تلقيت اتصالا هاتفيا من د. ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ود. هشام قنديل رئيس الوزراء اللذين اكدا لي استمرار العمل في المشروع وصدر قرار باعادة الارض لمؤسسة »معا« ووقعنا ظهر الاربعاء الماضي اتفاقية انشاء المدينة الاولي في طريق مصر الاسماعيلية بحضور رئيس الوزراء علي مساحة 06 فدانا كاملة الخدمات وسوف يبدأ البناء خلال الايام القليلة المقبلة ويتم علي الفور نقل الدفعة الاولي من سكان اكبر المناطق العشوائية اليها كمرحلة اولي. وسوف اقوم بالسفر الي اوروبا وامريكا مرة اخري لاستئناف جمع التبرعات لتنفيذ المراحل الاخري في المدينة ثم الشروع في بناء بقية المدن الاخري في الاسكندرية وبورسعيد والسويس والمنيا علي غرار ما تم تشييده في القاهرة. وقد تلقيت من الجالية المصرية في باريس التبرع بانشاء خمسة مستشفيات داخل كل مدينة جديدة والتبرع ليس شرطا ان يكون بالاموال ولكننا نقبل تلقي تبرعات في مواد البناء والاجهزة الطبية وفي نفس الوقت قررت الجالية المصرية في المانيا التبرع ببناء خمس مدارس بجانب خطتنا نحن هنا في مصر ببناء اسواق تجارية ودور عرض سينمائي ومسرحي وناد رياضي واقسام للشرطة والحماية المدنية بحيث تكون تلك المدن الجديدة متكاملة المرافق وتلبي احتياجات السكان المقيمين بها. انا وزوجتي وونيس ويتوقف محمد صبحي عن الحوار ويقول بصوت حزين سوف اسافر يوم 61 نوفمبر الحالي الي امريكا لاحضار زوجتي نيفين رامز من احد المستشفيات التي امضت بداخلها عدة شهور للعلاج من أزمة صحية عنيفة زلزلت كياني حيث تحسنت حالتها وسوف تتردد كل 6 شهور علي امريكا للفحص الطبي الدوري ورغم كل ما تحملت من ظروف عائلية صعبة تركتها خلال العلاج الكيميائي هناك وعدت لاستكمال تصوير الجزء الثامن من حلقات ونيس والعباد واحوال البلاد بناء علي اتصال من صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام الذي التقي بي ووعدني بانهاء كل المشاكل المالية التي يحتاجها العمل والتي بسببها توقف التصوير ولكن بكل أسف لم تتوافر الجدية عند قطاع الانتاج او القطاع الاقتصادي او اتحاد الاذاعة والتليفزيون ولم يلتزموا ببنود العقد بينما اهتموا بمسلسلات عرضت في رمضان الماضي وتكلفت ما بين 02 مليونا و04 مليون جنيه ولم يتم ايضا تسويقها بينما كان مسلسل »ونيس« لاتزيد تكلفته عن 9 ملايين جنيه وعلي الرغم من ذلك لم يلتزموا معي بدفع هذا المبلغ البسيط واهتموا بالمسلسلات التي تجاوزت الارقام الفلكية وهي بكل صراحة دون المستوي. اللجوء للقضاء ويرتفع صوت محمد صبحي قائلا: انا حاليا انتهيت من تصوير ومونتاج الجزء الجديد من »ونيس والعباد واحوال البلاد« في الجزء الثامن وسوف الجأ الي القضاء للحصول علي مستحقاتي المالية كمؤلف ومخرج وبطل للعمل ومعي ايضا كل نجوم العمل من زملائي الممثلين الذين لم يتقاضوا مثلي اية مبالغ وبالمناسبة اجري في التأليف والتمثيل والاخراج يمثل سدس مما اتقاضاه في القطاع الخاص. وبنبرة يكسوها الحزن والألم يؤكد محمد صبحي انه يشفق علي صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام الذي يعمل باسلوب جاد ويحاول انقاذ ماسبيرو من عثراته ولكنه يواجه تحديات وصعاب كثيرة فالميراث مليء بالصعاب والمشاكل والتعقيدات الادارية والازمات في الموارد وضعف القيادات وعجزها عن الارتقاء بالمنتج الدرامي واهدار المال العام في اعمال سطحية وتقليدية. وقبل ان اجمع اوراقي واترك محمد صبحي سألته عن اخر اخباره مع المسرح؟ - يقول محمد صبحي والابتسامة تعود علي وجهه: سوف اعرض مسرحية »خيبتنا« في امريكا وفرنسا ولندن وايطاليا والمانيا خلال شهر يوليو المقبل وهي من تأليفي وبطولتي واخراجي ثم اعود بها الي القاهرة لتعرض في الموسم الشتوي.