حبه لمصر ليس كلاما فقط بل واقع ملموس من خلال مواقف، ففور انتخابه رئيسا لإتحاد الصحفيين العرب صاح في الاجتماع بأعلي صوته.. تحيا مصر.. تحيا مصر، هو واحد من الصحفيين العرب الذين واجهوا الصعاب وعاش مواقف عصيبة في العراق وساند زملاءه وله مواقف مشرفة.. مؤيد اللامي صحفي عراقي معجون بالعروبة ويعشق بلاد العرب ويؤمن بأن وجوده علي ناصية الاتحاد هو فرصة لخدمة الصحفيين العرب بأفكار ورؤي ودورات وتطوير بتكنولوجيا تحدث نقلة في الصحافة العربية وتواكب التطور وترد علي الصورة القاتمة التي رسمها الإعلام الغربي للعرب.. الحوار مع صحفي بحجم مؤيد اللامي مفيد، فهو يمتلك ثقافة متدفقة وعلاقات دولية متشعبة وتاريخاً طويلاً من الخبرة والعمل الصحفي وخبرات متراكمة تثري الاتحاد وتعزز الروابط وتعود بالنفع علي الصحفيين، فهو رئيس تحرير صحيفة «الزوراء» اليومية وهي من أقدم الصحف وصدرت 1869، ورئيس مجلس إدارة «وكالة أنباء العراق»، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي ببروكسل.. يأتي الحوار بعد لقاء اتحاد الصحفيين بالرئيس عبدالفتاح السيسي ليعطي رسالة إيجابية وبشرة أمل للصحفيين وإلي نص الحوار : في البداية لماذا حرصتم علي أن يكون اول لقاء للأمانة العامة الجديدة بعد انتخابها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ - كلنا من كل الدول العربية نقدر مصر والرئيس السيسي فمصر بلد المقر صاحبة فكرة انشاء الاتحاد قبل 52 سنة وهي التي تحتضنه وتقدم له كل الدعم والرئيس السيسي يمتلك رؤية واضحة لقضايا المنطقة وحريص علي دعم دور الصحافة والاعلام ولهذا كنا حريصين علي لقاء الرئيس حتي نستمع له ونقدم الشكر له ولمصر. ما نتائج اللقاء الذي استمر 75 دقيقة مع الرئيس السيسي ؟ - الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصية عربية تستحق تقدير واحترام كل الصحفيين العرب لما يحمله من نوايا طيبة للشعوب والبلدان العربية . وقد لمسنا خلال اللقاء بالرئيس السيسي انه رجل متفهم لواقع الأمة والتحديات التي تواجه البلدان العربية جميعا خصوصا العمليات الإرهابية التي تستهدف ضرب اقتصادات الدول العربية وليس دولة بعينها وأيضا التي تستهدف ضرب حالة الأمن والامان للشعوب العربية .ووجدنا الرئيس السيسي متفهما للغاية للعمل الصحفي واستطعنا أن نحصل علي دعم كبير للاتحاد العام للصحفيين العرب من خلال الحصول علي مقر جديد للاتحاد في العاصمة الإدارية الجديدة وتفعيل اتفاقية المقر . فيما تحدث الرئيس معكم؟ - تحدث الرئيس السيسي خلال اللقاء حول أهمية الصحافة والثقافة والإعلام كونها الآن هي الأخطر علي الشعوب إذا لم نحسن التعامل معها خصوصا مع وجود اعلام تفاعلي متطور. كما دعا الرئيس خلال اللقاء إلي ضرورة تطوير مهارات الصحفيين العرب في الجانب التقني والمهني ورحب بفكرة إيجاد ميثاق شرف إعلامي عربي ،كما رحب بفكرة عقد مؤتمر دولي في مصر للاعلام ومكافحة الإرهاب يشارك فيه سياسيون وباحثون في المهنة ومتخصصون في مكافحة الإٍرهاب. الرئيس السيسي يستحق تقدير كل العرب لما يبذله من جهد في إرساء السلام ،وحقيقة مصر تبذل جهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب وعلي الرغم من العمليات الإرهابية التي شهدتها إلا أنها كانت سباقة في وأده إلي حد كبير. ويوجد دول أوروبية لم تتمكن من مواجهة الارهاب علي الرغم من إمكانياتها الاقتصادية الكبيرة لكن مصر تمكنت بفضل حكمة هذا الرجل والتفاف الشعب المصري حوله وبفضل عقله الذي ينظر الي أبناء مصر كوحدة واحدة لا فرق بين هذا الجزء أوذ اك. وتحدثنا مع الرئيس حول حرية الصحافة وإيجاد بيئة آمنة للعمل الصحفي، ووعد الرئيس السيسي خلال اللقاء بأنه سيكون هناك متسع لحرية الصحافة والعمل علي سن التشريعات القانونية التي تخدم الصحافة المصرية . كيف تري دور اتحاد الصحفيين العرب ومدي ايجابية وجوده في مصر؟ القيادة الجديدة لاتحاد الصحفيين العرب والتي جاءت بعد الانتخابات التي اجريت في تونس نهاية مارس الماضي، تعي معني العروبة وتعرف قدر مصر ومكانتها، وقد بدأت بإلقاء الكلمة الافتتاحية باعتباري كنت نائب الرئيس وغاب الرئيس لأسباب صحية، وعندما بدأت الكلمة كانت أول كلمة صدرت مني بعفوية «تحيا مصر» قلت تحيا مصر لأنها حاضرة الدور وبلد التاريخ، وأعلم جيدا أن مصر ليست في حاجة لكلماتي لكنه الحب واليقين بأن مصر هي قلب العروبة، وأم الدنيا حقيقة لا كلام، فقد تعلمنا وتربينا إعلاميا من خلال النهضة المصرية، فهي بلد العلم والإعلام، وتعلمنا كثيرا من الصحافة المصرية والإعلام المصري، الذي وجدنا فيه التطور، والحرية، والتقنيات، وقد كانت مصر حاضرة في كل مؤتمراتنا، وبصفتي رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أعتز بوجودي في مصر ملتقي الحضارات وأثق أن المرحلة القادمة ستكون بادرة أمل وخير علي الصحفيين العرب لنعمل معا علي «ظبط منظومة العمل الصحفي والإعلامي للاستفادة وتبادل الخبرات، فمصر زاخرة بالأحداث والمؤتمرات وقامات الفكر والإعلام والصحافة ولابد أن نستفيد جميعا لنغير مفهوم الإعلام العربي لتصحيح الصورة، والتواصل مع الإعلام الغربي والمنظمات الدولية، فالإعلام العالمي والغربي يؤثر سلبا في الساحة العربية، فالإعلام يؤثر علي حياتنا السياسية والاقتصادية ويؤثر في كل العلوم الأخري، فدوما الإعلام متجدد، وكل يوم تكنولوجيا جديدة، وكل كاميرا يأتي بعدها جيل جديد متجدد. ولدينا أمل أن وجود الاتحاد في مصر سيكون له أكبر أثر علي العمل الصحفي من خلال دورات تدريبية ومؤتمرات وخبرات للصحفيين المصريين الذين لن يبخلوا علي تقديم أي عون لزملائهم في الوطن العربي كما تعودنا منهم، فالدور الريادي لمصر إعلاميا سيخدم الإتحاد، ووجود الاتحاد في مصر دافع قوي لنا وللأعضاء لتقديم دور ايجابي يخدم الأمة العربية وليس المجال الصحفي فقط، فنحن نؤمن بدورنا لخدمة الوطن من خلال وجودنا في القاهرة. وما خطتكم لنهضة اتحاد الصحفيين العرب؟ لدينا خطة واسعة للانفتاح علي المنظمات الدولية، والأمم المتحدة، وحتي المنظمات التي لديها مواقف سلبية من عالمنا العربي وبعض الدول سنتواصل معها لتوضيح الصورة وبيان مواقفنا الحقيقية ووقف التشويه المبني علي فرضيات خاطئة. سندعو هذه المنظمات لتري وضعنا علي الطبيعة وتحكم علي سلوكياتنا وأخلاقياتنا العربية لتعرف كم نحن مظلومين وكم تعرضنا للتشوية. وما أكثر الدول التي تعاني بسبب التقصير الإعلامي؟ لدينا مشكلة جميعا في عدم القدرة علي توصيل صوتنا للعالم، وما يحدث في مصر خير دليل، ففي مصر حركة كبري ونهضة جبارة وحملة اعمار وبناء غير طبيعية، ورغم الاقتصاد العالمي السيء، إلا أننا لا نجيد التسويق والعرض الإعلامي الجيد ونتجاهل الإيجابيات ونتناحر في عرض السلبيات ورغم وجود قنوات متعددة إلا إنها بلا فائدة. تاريخ طويل ماذا عن الترابط بين العراق ومصر؟ تاريخ طويل من التلاحم والتقارب بين الأشقاء في مصر والعراق، والترابط بيننا عضوي بمعني إن جذوره ضاربة في الأرض، ومصر والعراق حضارتان لهما أهمية كبري يدركها العالم أجمع، فالحضارة الفرعونية معروفة، وأيضا السومرية والبابلية والاشورية وحامورابي بالعراق لها امتداد، وتواصل، وترابط، فمصر والعراق تاريخ طويل من التعاون والعمل، والمصريون الذين عملوا في العراق يعرفون قدر محبتهم ومدي اعتزاز العراقيين بهم. فالسوق العراقي مفتوح ولدينا مجال واعد للاستثمار والتبادل التجاري ونحتاج للخبرات المصرية، ويمكننا من خلال الصحفيين الترويج للمشروعات.. الشعب العراقي يعرف قيمة مصر وتراثها وحضارتها، ولا يمكن أن نتجاهل الأهرامات، فمصر بأهراماتها واثارها عمق الحضارة العالمية وليس العربية فقط. وهل يمكن أن يكون هناك تكامل بين الشعبين؟ بالطبع فكل المقومات والسمات المشتركة قائمة ولدينا موارد تحتاج للتنمية، ومرافق تحتاج للتطوير، ومصر تمتلك الخبرة والمهارات التي نحتاجها، فالتكامل هو الفرصة الوحيدة لتنمية البلدين، والتكامل بين القاهرة وبغداد يبدأ بالسياسة والاقتصاد، فالعراق سوق كبير وواعد، ويحتاج الأيدي العاملة والبضائع والخبرة المصرية، والمصريون دائما مع العراقيين وهناك حالات زواج ومصاهرة، والمواطن المصري هو الأكثر قبولا لدي العائلة العراقية، فنحن حضارة واحدة وثقافة واحدة. والثقافتان العراقية والمصرية يجمعهما التقارب وينعكس ذلك علي العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية. . نعرف قدر مصر وصحافتها واعلامها فقد تربينا علي المدرسة المصرية، بكتابها وحرية اعلامها، ولدينا مقولة راسخة من شبابنا عندما كنا نتلقف المطبوعات والكتابات المصرية ولدينا عبارة شهيرة، مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ. مشروعات كبري وماذا تري في الفترة القادمة؟ أري الفرصة سانحة لإقامة علاقات اقتصادية قوية، ومشروعات كبري واعدة، فالخبرة المصرية تستطيع الانجاز والبناء، والعراق تحتاج للمصريين، فالعراق بلد نفطي، وما مر به من ظروف، نتمني عودة الاستقرار والعمل، وحاجتنا لإخوتنا المصريين ستعيد الحياة وترفع معدلات التنمية ببنية تحتية قوية ومشروعات وخدمات. وهل يتوافق فكر القيادات السياسية؟ أري اندفاعا من القيادتين في مصر والعراق في طريق تطوير العلاقات وبناء جسور قوية وإعادة العلاقة الأزلية الي طبيعتها لنتكامل ونبني بلادنا من جديد، وشركة المقاولون العرب لديها مشروعات كبيرة في العراق أبرزها طريق المطار، وشرق القناة، فالصورة ايجابية، والمستقبل سيكون مزدهرا في الجانبين الاقتصادي والسياسي لأن الشعبين لديهما قبول لعودة العلاقات قوية كما كانت. ومادور اتحاد الصحفيين العرب في التقارب؟ نحن في اتحاد الصحفيين العرب سنساعد المستثمرين المصريين ليأتوا إلي العراق وعقد اتفاقيات، كما أننا سنعمل علي جذب العراقيين للاستثمار في مصر. مصر كبيرة ولماذا التركيز علي مصر هل لأنك موجود بها؟ إعمار مصر وقوتها قوة للأمة العربية، ويجب علينا جميعا كعرب أن ندرك أن أي ضعف سيصيب مصر سيصيب العرب، ولذلك قناعتنا راسخة بأن مصر يحب إن تظل كبيرة، وزعيمة الأمة، فهي بوابة العرب، وأي أذي يقع علي المصريين سنجني نحن كعرب ثماره، بلاشك نحتاج للتكاتف لصد هجمات غربية شرسة تسعي للتفتيت وعلينا جمع الشمل ووحدة العرب. وكيف تري التكامل حاليا؟ أري الجانب الأمني يتطلب تكاملا عاجلا بين مصر والعراق، فالعراق يقاتل الإرهاب داعش، وبدأت العراق تستفيد من التجربة الأمنية المصرية، والتي أثبتت جدارتها وثبت بالدليل حنكة وخبرة رجل الأمن المصري الذي واجه الصعاب ليعود الاستقرار، فنحتاج خبرات المصريين ليعود الإمن والاستقرار للعراق.. ولا ننكر أن مصر كانت في طريق الهاوية، فعاد الأمان والاستقرار، وها نحن نري في أوروبا واسيا خللا أمنيا، وما يميز الشعب المصري أنه واع، والجهات الأمنية مخلصة، والقيادة صادقة. ولدينا قتلت العمليات الارهابية الالاف، ودمرت الاقتصاد ونتمني معاونة مصر للعراق في الجانب الامني لنستفيد من الخبرات المصرية. وما دور اتحاد الصحفيين العرب؟ بشكل شخصي سأعمل جاهدا من خلال الاتحاد إلي توطيد العلاقات بين الشعبين الشقيقين وفتح مجالات اقتصادية تعود بالنفع علي البلدين، والتعاون في مجالات متعددة لخلق فرص استثمارية متميزة بين البلدين. شخصية وطنية مارأيك في الرئيس السيسي؟ الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصية قوية ووطنية من طراز فريد، وقد التقيته مرتين قبل ترشحه للرئاسة، ووجدته عربيا صادقا يعتز بعروبته، ووطنيا يعشق بلده ويضحي من أجلها، ولديه نوازع عربية واصرار علي تقديم شيء ايجابي لبلده، بخلاف الكاريزما التي يحظي بها وتميزه كزعيم لديه شعبية، وظهر جليا عندما نزل الشعب المصري لتفويضه. وهل هناك رسالة للصحفيين المصريين؟ أوجه رسالة لزملائي الصحفيين المصريين للتسامح فيما بينهم والتعاون مع الجهات الرسمية لتجاوز المحنة وبناء مصر، فالوضع عالميا سييء، وأقول لهم إن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، فيجب أن تنسوا الخلافات وتتعاونوا مع الجهات الرسمية لتصدوا الارهاب الذي يحتاج مواقفكم. دور الإعلام وماهي نظرتك للإعلام حاليا؟ الاعلام المحرك الاساسي لكل شيء، ولقد أنقذ الاعلام إردوغان من الانقلاب، واستغل وسائل اعلامية لتصل رسالته ويحث الشعب علي النزول ومؤازرته. فالاعلام صار شيئا خطيرا،ً يبني بلدا ويقوي حكومة ويدعمها، ويضعف حكومة اخري، وبمقدوره الترويج للتنمية ومشروعاتها ليجعل المواطن البسيط يثق فيها.. الحكام العرب عليهم إن ينتبهوا للاعلام لانه هو الذراع التي تدافع عن الأمة. فالغرب يحاربنا بالإعلام، وعلي الجهات الرسمية أن تدرك أن الاعلام هو المنقذ. وما هي مشكلة الاعلام المصري؟ للأسف القنوات الفضائية المصرية تكلم نفسها، وتتحدث مع بعضها وليس لها جمهور بالخارج، وهناك بعض القنوات الخارجية تؤثر علي المواطن المصري، وعلي فضائيات مصر أن تعيد حساباتها من جديد وترسل رسائلها للمواطن المصري وتعبر عنه، وتصل رسالتها خارج مصر للاخر بأننا قادرون. ماذا تقدمون للصحفيين العرب وللعراقيين؟ نسعي لمزيد من الخدمات والترفيه، للصحفيين العرب، وعقد الدورات وورش العمل، والسفر لاكتساب الخبرات من خلال المؤتمرات، ونقوم الان في العراق ببناء منتجع يضم نوادي وشاليهات وحمامات سباحة تم تجهيزه علي أعلي مستوي لخدمة الصحفيين العراقيين. وفي الاجتماع المقبل سنطرح خطة لاربع سنوات قادمة لتقديم خدمات لكل الصحفيين بالتنسيق مع نقاباتهم. ولن تقتصر علي الدورات فقط بل تمتد للترفيه والخدمات التي تعوض الصحفيين العرب عناء المهنة.