أدلي نواب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بأصواتهم في المرحلة الاولي من الانتخابات الداخلية للحزب لاختيار زعيم جديد خلفا لديفيد كاميرون ليقود عملية الخروج المؤلمة من الاتحاد الاوروبي، فيما تعتبر وزيرة الداخلية تيريزا ماي الأوفر حظا بالفوز. ويصوت نواب الحزب الاعضاء في مجلس العموم وعددهم 330 نائبا علي مرحلتين الاولي يمنح كل نائب صوته لأحد المرشحين. وستعلن النتيجة بعد ذلك بثماني ساعات وسيجري إقصاء المرشح الذي يحصل علي أقل عدد من الأصوات. وستجري الجولة الثانية من التصويت غدا وستستمر العملية إلي أن يبقي مرشحان فقط. وبعد ذلك سينتخب 150 ألف عضو في حزب المحافظين في أنحاء البلاد الزعيم الجديد. ومن أبرز المرشحين تيريزا ماي وزيرة الداخلية التي تحظي بأكبر عدد من النواب الداعمين والتي أطلق عليها نتيجة مواقفها الحازمة لقب «مارجريت تاتشر الجديدة»، في إشارة إلي رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت توصف ب»المرأة الحديدية»، ومايكل جوف وستيفين كراب وليام فوكس علاوة علي أندريا ليدسوم وزيرة الطاقة والتي حصلت علي دعم عمدة لندن السابق بوريس جونسون. ويتولي كاميرون رئاسة الحكومة والحزب بشكل مؤقت حتي موعد مؤتمر الحزب العام في أكتوبر المقبل.ومن المقرر ان تنتهي الانتخابات داخل الحزب بحلول التاسع من سبتمبر المقبل علي أن يتولي الفائز المسئولية في مؤتمر الحزب الشهر التالي. ويتولي زعيم المحافظين الجديد مسئولية رئاسة الحكومة باعتبار ان الحزب يحظي بأغلبية كافية في مجلس العموم وحتي موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 2020 وذلك ما لم يتم إجراء انتخابات مبكرة. وتحدث المرشحون الخمسة امام نواب حزب المحافظين لشرح اولوياتهم وكيفية ادارة شئون الحزب والبلاد في الفترة المقبلة وعلي راسها كيفية ادارة المفاوضات المنتظرة مع الاتحاد الاوروبي.وفي بيانها امام النواب، أكدت تيريزا ماي انها ستستخدم موقف المقيمين في بريطانيا من دول الاتحاد الاوروبي كجزء من اوراق التفاوض مع الاتحاد الاوروبي. بينما قال جوف وليدسوم ان موقف الرعايا الاوروبيين المقيمين في بريطانيا ليس مجالا للتفاوض بحقهم في الاقامة والعمل في بريطانيا. من جهة اخري، دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، بروكسل إلي التنازل عن إصرارها علي عدم إجراء محادثات مع بلاده ما لم تفعل بريطانيا رسميا المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تحدد القواعد لأي دولة تنسحب من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلي أن المحادثات غير الرسمية قد تبدأ الأسبوع القادم. علي صعيد اخر، قال المدعي العام البريطاني السابق دومينيك جريف إن إجراء استفتاء ثاني بشأن بقاء البلاد في الاتحاد الأوروبي قد يصبح أمرا مبررا في حال تحرك الرأي العام نحو الموقف المضاد للخروج. وحذر بنك انجلترا امس من ان المخاطر علي الاستقرار المالي «بدأت تظهر» منذ ان اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي وقرر بالتالي تخفيف القيود علي البنوك التجارية بهدف حثها علي الاقراض من اجل دعم الاقتصاد البريطاني. وسخر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر أمس امام البرلمان الاوروبي من «الابطال البائسين» لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الذين قالوا انهم تخلوا عن القضية.واشار يونكر وسط تصفيق النواب في ستراسبورج إلي رئيس حزب «استقلال بريطانيا» المستقيل نايجل فاراج ورئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون قائلا «اولئك الذين تسببوا بهذه النتيجة في بريطانيا يغادرون الحلبة واحدا تلو الاخر».