علي مدي 75 عاما كانت نقابة الصحفيين ولاتزال قلعة للحريات والنضال من اجل الدفاع عن مصالح الوطن العليا.. وخلال هذه السنوات خاضت النقابة وأعضاؤها العديد من المعارك دفاعا عن حق المواطنين في المعرفة وكشف الفساد، والتصدي لمن يحاولون تكميم الأفواه.. وقد استطاعت النقابة بفضل تضامن أبنائها الانتصار في معاركها، ولعل أبرز تجسيد لهذا التضامن هواسقاط القانون 93 لسنة 1995.. في 31 مارس 1941 اسس الصحفيون نقابتهم بعد صدور القانون رقم 10 لسنة (1941) بإنشاء النقابة وتشكيل مجلسها المؤقت.. وتم تعيين أول مجلس مكون من 12 عضوا، ستة يمثلون أصحاب الصحف وستة من المحررين، وكانت أولي مهام هذا المجلس الإعداد لأول جمعية عمومية للصحفيين والتي انعقدت في الخامس من ديسمبر 1941 بمحكمة مصر بباب الخلق لاختيار أول مجلس منتخب وكان عدد الأعضاء الذين حضروا الاجتماع الأول 110 أعضاء من 120 عضوا هم كل أعضاء النقابة .. وبعد اختيار المجلس الأول للنقابة بدأ يواجه أشد القضايا عبئا وهي قضية الرقابة علي الصحف التي اشتدت بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وتعددت حالات حبس الصحفيين كما أدت هذه الظروف إلي تقليل عدد صفحات الصحف اليومية إلي أربع صفحات ولأول مرة يسمع صوت الصحافة تحت قبة البرلمان للمطالبة بتخفيف الرقابة علي الصحف ومعالجة أمر حبس الصحفيين وعدم الاستغناء عن أي محرر مهما قل عدد صفحات الصحف. وعند مناقشة مشروع قانون نقابة الصحفيين في مجلس الشيوخ رفض النائب يوسف أحمد الجندي الشهير برئيس جمهورية زفتي نصا كانت لا تخلو منه قوانين النقابات المهنية في ذلك الوقت يحظر الاشتغال بالسياسة .. ونجحت نقابة الصحفيين في أن تكون أول نقابة لا يحظر قانونها الاشتغال بالسياسة ونجح الصحفيون منذ هذه اللحظة في عدم الخلط بين اهتمام النقابة والصحفيين بحكم طبيعة عملهم بالسياسة وبين العمل الحزبي. وفي سنة 1951 تصدت النقابة لتعديلات قانونية تم طرحها علي البرلمان بهدف وضع قيود علي الصحافة والصحفيين علي اثر هجمات وحملات صحفية علي حكومة الوفد ومن داخل مجلس النواب نفسه وقف النائب عزيز فهمي صارخا «كيف تكون حكومة الوفد التي تنادي بالحريات معولا لهدم الحريات».. منع حبس الصحفيين واحدة من أقدم معارك نقابة الصحفيين التي ظلت مفتوحة منذ انتخاب المجلس الأول وحتي اليوم وفي فبراير سنة 1942 أصدر أول مجلس منتخب في نقابة الصحفيين قراراً بالاحتجاج علي تقييد حرية الصحافة، وعندما تعذر نشر هذا الاحتجاج بفعل الرقابة أعطيت نسخة منه الي الدكتور محمد حسين هيكل عضو مجلس الشيوخ فقام بتسجيلها في مضابط المجلس ونشرت في الصحف نقلاً عن المضابط.. كما تحول رفض التطبيع إلي واحدة من أهم المعارك الوطنية للنقابة، وكانت البداية عندما اشتدت المعارضة ضد الرئيس الراحل انور السادات حين قرر الذهاب إلي «إسرائيل» وإلقاء خطاب في الكنيست ثم توقيعه اتفاقية «كامب ديفيد» وبدأ الصحفيون في الداخل والخارج في انتقاد نهج وسياسات السادات وشهدت النقابة أنشطة في هذا الاتجاه أثارت غضب الرئيس السادات الذي سخر من لقاءات ومناقشات الصحفيين التي كانت تمتلئ بها حديقة النقابة في المبني القديم وفي نفس موقع المقر الحالي ووصفهم بأنهم أعضاء «حزب الحديقة»