رغم الحصار الأمنى إلا أن جموع الصحفيين حضروا أمام النقابة في مشهد تاريخي، شارك آلاف الصحفيين في اجتماعهم أمس الذي دعا إليه مجلس النقابة احتجاجا علي اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة لأول مرة في التاريخ منذ تأسيس نقابة الصحفيين قبل 75 عاما. وفرضت قوات الأمن حصارا علي مقر النقابة منذ ساعات الصباح الأولي، ووضعت حواجز حديدية وقام رجال الأمن بفحص كارنيهات الصحفيين والبطاقة الشخصية لكافة الراغبين في دخول شارع عبدالخالق ثروت من اتجاهي شارع رمسيس وشامبليون. ورغم الاجراءات الأمنية المشددة وتجمع عدد من «البلطجية» الذي وجهوا السباب والهتافات المعادية للصحفيين، إلا أن ذلك لم يحل دون تدفق آلاف الصحفيين، حيث أعربوا في هتافاتهم عن رفضهم لتجاوز وزارة الداخلية ضد نقابة الصحفيين،مؤكدين إصرارهم علي حماية كرامة المهنة. بدأ توافد الصحفيين منذ الساعات الأولي من صباح أمس علي مقر النقابة وارتدي بعضهم القمصان السوداء المكتوب عليها «الصحافة ليست جريمة».. كما تم وضع شارتين من القماش الأسود علي أعمدة مبني نقابة الصحفيين احتجاجا علي اقتحام النقابة.. وزادت اعداد الصحفيين المشاركين بشكل ملحوظ بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس وسمحت لهم قوات الامن بالدخول بعد ابراز كارنيه نقابة الصحفيين والبطاقةالشخصية. كما شهد محيط مقر نقابة الصحفيين مشادات بين قوات الأمن المكلفة بالتأمين وبين الصحفيين الراغبين في الدخول الي مقر النقابة بعد تضييق الخناق الامني عليهم ومحاولة تعطيلهم ومطابقة الكارنيه بصاحبه.. الامر الذي ادي الي مشادات بين عدد من الصحفيين وبعض الضباط، مما ادي الي تدخل اللواء خالد عبدالعال مساعد الوزير لأمن القاهرة ونائبه اللواء جمال سعيد حكمدار العاصمة واللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء عبد العزيز خضر مدير المباحث الجنائية وتهدئة الأوضاع والسماح لحاملي الكارنيهات بالدخول. تضامن المحامين كما تضامن العشرات من أعضاء نقابة المحامين مع الصحفيين وقاموا بإزاحة الحاجز الأمني والسماح بدخول العشرات من الصحفيين والمحامين بالدخول.. مرددين هتافات المحامين والصحفيين ايد واحدة.. والداخلية بلطجية.. وحرية الإعلام والرأي.. عاشت حرية الصحفيين.. الصحافة خط أحمر.. القضية هي هي الحرية الحرية.. ارفع راسك فوق انت صحفي.. وتراجعت قوات الامن امام حشود المحامين والصحفيين. كما شهد مدخل عبد الخالق ثروت من ناحية شارع رمسيس وجود العشرات من البلطجية وكذلك أمام نادي القضاة وتقاطع شارعي عبد الخالق ثروت وشامبليون ورددوا هتافات معادية ضد الصحفيين ورددوا العديد من الشتائم البذيئة ضد الصحفيين خلال دخولهم وخروجهم من مقر النقابة.. وقام بعض البلطجية باحراق صورة النقيب يحيي قلاش أمام أعين قوات الأمن واحراق بعض الصحف القومية والمستقلة. أقلام ومانشيتات في المقابل رفع الصحفيون المشاركون في الوقفة الاحتجاجية علي سلالم النقابة اقلامهم في مواجهة كاميرات القنوات الفضائية التي كانت تقوم برصد الوقفة في حين رفع البعض الاخر مانشيتات الصحف التي نشرت في الايام التي اعقبت اقتحام النقابة وتبادل المحررون في الصحف المختلفة الصفحات الاولي من الصحف التي يعملون بها مع زملائهم في دليل واضح علي تكاتف وتضامن ابناء المهنة في مختلف الاصدارات والصحف والمواقع وتضامن معهم المصورون الذين هتفوا ضد التجاوزات بحق مهنتهم ونقابتهم. من جانب آخر عقد يحيي قلاش نقيب الصحفيين اجتماعين مغلقين، الأول بمكتبه بالطابق الرابع بحضور كبار الكتاب والأدباء وشيوخ المهنة، والثاني مع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة.. حيث حضر من أخبار اليوم الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير «الأخبار» والكاتب الصحفي السيد النجار رئيس تحرير أخبار اليوم والكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي والكاتب الصحفي محمد عبد الحافظ رئيس تحرير آخر ساعة وعلاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم وطارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب وممدوح الصغير رئيس تحرير أخبار الحوادث.. وناقش الاجتماعان أزمة اقتحام النقابة وخطوات الرد عليها بما يضمن الحفاظ علي كرامة وحقوق الصحفيين والنقابة. حضور كثيف وقد شهدت النقابة حضورا كثيفا من كل أجيال الصحفيين الذين احتشدوا دفاعا عن نقابتهم، وكان من أبرز الشخصيات العامة والنقابية التي حضرت الي مقر النقابة النائب خالد يوسف وحمدين صباحي مرشح الرئاسة السابق وعضو نقابة الصحفيين وجمال فهمي عضو مجلس النقابة السابق ورجاء المرغني. كما تحولت أروقة النقابة الي حلقات نقاشية مفتوحة بين شباب الصحفيين والصحفيات وقدامي النقابيين حيث أعربوا عن الاستياء الشديد لاقتحام النقابة لأول مرة في التاريخ.